لماذا هذا الجنون الصهيوني؟

عمر معربوني *

شو ناطر السيد؟ رح يمحونا، كل يوم بيقتلونا، الخ من العبارات التي تتردد على السنة البعض وهم في كل الأحوال أهلنا وعزوتنا الطيبون والصادقون.

لهذه الأسباب وجواباً على هذه التساؤلات رأيت من واجبي أن أوضح مسار المواجهة ونتائجها الاستراتيجية مبتعدا قليلاً عن التفاصيل، لأن الأهم هو ماذا انتجت هذه المعركة حتى اللحظة، ولماذا كل هذا التوحش الاسرائيلي؟

بداية لا بد من ذكر تعريف العدو بان المعركة الدائرة هي (معركة وجود وهو يتصرف على هذا الأساس – نتنياهو) بما يؤكد أنها معركته الأخيرة التي (أما ينتصر فيها او يموت – وزير الحرب يوآف غالنت)، (إذا هزمنا في هذه المعركة فلا مكان لنا في المنطقة – بني غانتس).

في الناتج الموضوعي والواقعي:
– هذا الكيان فقد اهم عنصرين من عناصر تأسيسه الغير قابلين للترميم أو الاستعادة وهما:
1 – التفوق العسكري: والمثال الاهم هو عجزه بعد قرابة سنة عن تحقيق الهزيمة في مقاومة قطاع غزة المحاصرة والمحدودة الجغرافيا والامكانيات ، فكيف له ان يحقق الهزيمة بالمقاومة في لبنان ذات الامكانيات الهائلة والعمق الواسع العملياتي الى سورية والاستراتيجي الى ايران .
2 – “المظلومية” او المحرقة التي تاجر فيها لثمانية عقود لاستدرار عطف المجتمعات الغربية، وهو ما تم افتضاحه عبر التوحش غير المسبوق الذي يمارسه هذا الكيان.

– اضافة الى سقوط عناصر التأسيس يتعرض العدو لأذى كبير في عناصر الوظيفة وعلى راس هذه العناصر:
1 – عجز الكيان عن تنفيذ الوظيفة الموكلة اليه من الغرب الجماعي وهي حماية مصالح هذا الغرب وقبلها حماية نفسه، ما استدعى مجيء كل الغرب بكل قوته لحمايته وهو انقلاب كبير في المشهد سيؤدي الى وضعية كارثية في علاقة الغرب بالكيان تحت عنوان البراغماتية التي يتبناها الغرب في سياساته ما سيؤدي الى تخلي تدريجي عن الكيان عند الوصول الى مرحلة اعتبار الغرب هذا الكيان عبئاً استراتيجياً (بدأت ملامح هذا الأمر بالظهور ولو انها في البدايات وقناعتي انها ستتراكم) ويصبح معها ضخ المال والسلاح غير مجدي ما يؤسس لبداية نهاية الكيان .

2 – فقدان الأمن في كل جغرافيا فلسطين المحتلة، وهو ما بدأ يُنتج حالة واسعة من استعداد المستوطنين للهجرة وهو ما يتصاعد يومياً.

في هذه المعركة اختار محور المقاومة مجتمعا أن يخوضها “بنمط الاستنزاف” وهو ما تتم ملاحظته في جهد العدو العسكري والاقتصادي أسس لحالة من عدم اليقين لدى المستوطنين بعدم الرغبة في البقاء والهجرة إلى مكان آمن للعيش والاستقرار .

– امام هذه الوضعية ولأن النتائج السلبية تتضاعف على العدو سيحرص المحور على البقاء في نمط الاستنزاف وعدم الانجرار للمواجهة الكبرى بتوقيت العدو ومخططاته.

– خاتمة : إذا كان كل هذا الناتج قائما من الطبيعي أن يفعل العدو ما يفعله، ومن الطبيعي أن ندرج هذه المرحلة طالما أن العدو لم يستطع التغيير في الواقع العملياتي والاستراتيجي تحت عنوان “معركة الوعي” كجزء من المعركة النفسية للتأثير في معنوياتنا، فكل ضربات العدو بما فيها ضربات الأيام الأخيرة هي ضربات تكتيكية لا ناتج استراتيجي لها.

* باحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى