لجنة التنسيق اللبنانية- الأميركية تطلب الآن تطبيق القرارات الدولية
متابعة: جوزيان عابدين
كعادتها تختار لجنة التنسيق اللبنانية – الأميركية توقيتات حساساً لتطلق بياناً يكون جاهزاً للوضع الموجود في لبنان، فبعد الحالة العدوانية التي تعرض لها أمس لبنان من هجوم سبراني ادوى بحياة آمنين في بيوتهم وأعمالهم وعلى الطرقات بينهم طفلة، واصابة ما يقارب 2800 شخص، بينهم أشخاص لا يحملون الأجهزة بل أصيبوا من من كانوا قربهم، وهنا تكمن الخطورة.
وليس هذا فحسب بل إن وتيرة تهديدات العدو الإسرائيلي (الذي لا تعترف به لجنة التنسيق اللبنانية– الأميركية عدوا) ارتفعت إلى حد الوقاحة المعهودة عنده. ولا أحد يتحرك قيد انملة، اللهم إلا بعض الاستنكارات والتنديدات وربما البيانات، لا احد يوقف اتفاقات أو يغلق منفذا على العدو أو يرفض التجارة أو يمنع ضخ النفط أو…. واللائحة تطول.
في ظل هذه المعطيات القليلة تخرج علينا لجنة التنسيق لتضع في لبنان ورقة لتنفيذها، لتطبيق القرارات الدولية، ولبنان البلد المعتدى عليه، في ظل الإجرام الذي يمارس يرسلون إلينا بندوهم الواضحة وليست الملغومة، واضحة من حق يراد منه باطل، مفاده ممنوع المقاومة، نفذوا ما نمليه لتعيشوا بسلام، سلام كما يريده عدوكم. وما نقصده بين اسطر واضحة للجنة، التي تختار توقيتات حساساً مثل الامس.
مطالب لجنة التنسيق
توضيحاً لما أسلفنا، رأت لجنة التنسيق اللبنانية – الأميركية في بيان اصدرته في توقيت موحد في كل من بيروت وواشنطن أنه”في إطار مواكبتها للوضع الإقليمي المتفجر في الشرق الأَوسط، والحالة اللبنانية المأزومة على كل المستويات الدستورية، والسيادية، والاقتصادية-الاجتماعية-المالية، وبالاستناد إلى تواصلها المستمر مع الإدارة الأميركية، ومع الاغتراب اللبناني بقواه الحية في الولايات المتحدة الأميركية والعالم تؤكد لجنة التنسيق اللبنانية – الأميركية (LACC) على ما يلي:
1-إن المخاطر الوجودية الهائلة تواجه لبنان في ظل تصاعد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، وتفاقم المخاوِف من إمكانية توسع رقعة الحرب، ما سيؤدي إلى تداعيات كارثية على الشعب اللبناني، وهذا يستدعي تكثيف الجهود الديبلوماسية لوقف الحرب وحماية لبنان وشعبه بتطبيق القرارات الدولية، وفي مقدمها القرار1701، والتشديد على رفض كل محاولات تمييعه أو إستبداله بترتيبات مؤقتة مشبوهة، بما يناقض جوهر سياسة لُبنان الخارجية الشرعية، والتي صادرتها قوى الأمر الواقِع.
2.إن الإمعان في تكريس الشغور في موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية يؤكد على إستمرار الإنقلاب على أسس الدستور في جوهر النظام الديموقراطي البرلماني اللبناني، وينقض على الإنتظام العام في المؤسسات الدستورية، وهذا يستدعي فتح أبواب المجلس النيابي دون تأخر، ومواكبة جهود اللجنة الخماسية الدولية للدفع بإتّجاه إنجاز هذا الإستحقاق بإنتخاب رئيس/ة للجمهورية، سيادي/ة، إصلاحي/ة، إنقاذي/ة يصون هوية لبنان الحضارية في الحرية، والتنوع، والليبرالية، والعيش المشترك.
3. إن الإستمرار في عرقلة إحقاق العدالة في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وتكريس ثقافة الإفلات من العقاب عاملان يؤشران إلى سطوةٍ مدمرة على حكم القانون، وإن استهلال مسار مساءلة المسؤولين والمتورطين في الإنهيار المالي يحتاج متابعة دقيقة كي لا يكون حصرا مناورة مكشوفة من منظومة قوى الأَمر الواقع، وهذا يستدعي إستكمالا لتفعيل استقلالية القضاء دون أي استثناء.
4.إنّ إطلاق النِقاش في أي قانون إنتخابي في ظل عدم إكتمال عقد المؤسساتِ الدستورية بإنتخاب رئيس/ة للجمهورية، مع محاولة الإلتفاف على حق الاغتراب اللبناني في المشاركة الكاملة في العملية الديموقراطية، ينطق بخطورة تعطيل إمكانية تفعيل ديناميات التغيير الديموقراطية في لبنان، وهذا يستدعي وقفة ضمير تستعيد فيها مواقع القرار والقوى المجتمعية الحية روح الدستور ونصه.
5.إن بسط الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة على كل أراضيها بما هو حق دستوري لم يعد يحتمل أي انتظار، مع موجب استعادة قرار السلم والحرب، وهذا يستدعي استمرار دعم المجتمع الدولي للجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي، بما يمكن هاتين المؤسستين الشرعيتين مع كافة القوى العسكرية والأمنية من تأدية مهامها في هذا السِياق على أكمل وجه.
6.إن ترسيخ غياب حوكمة سليمة لأزمة النزوح السوري، وعدم الاحتكام إلى سياسة عامة تضع حدا لاستشرائها في ظل تنامي الوجود غير الشرعي، مع تغييب أولوية حق النازحين بالعودة، يستدعي تنبها وتصديا لما يمكن أن تشكّله هذه الأزمة من مخاطر كيانية على لبنان وشعبِه.
إن لجنة التنسيق اللبنانيّة – الأميركية (LACC) إذ تؤكد استمرار نضالها لدعم القضية اللبنانية، تشدد على حرصها مواصلة السعي من أجل تدعيم العلاقات اللبنانية – الأميركية على قاعدة قيم الحرية والديموقراطية والعدالة”.