مؤتمر تمكين الجنوب والطريق إلى المستقبل

كتب ماهر بدر

في إطار التعاون بين مختلف مؤسسات الدول والقطاع العام والخاص والمؤسسات العلمية ممثلة في جامعات جنوب الصعيد (أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان) انطلق في الثاني عشر من سبتمبر فعاليات مؤتمر “تمكين الجنوب: الدروس المستفادة والطريق إلى المستقبل” بالقاهرة.

نظمت إنرووت للتنمية فعالية “تمكين الجنوب: الدروس المستفادة والطريق إلى المستقبل” تناول المؤتمر عرض الإنجازات والدروس المستفادة لمشروع “مسار”الذي يتم تنفيذه بالتعاون بين جامعات (أسيوط – قنا – أسوان ) وإنرووت للتنمية بتمويل من مؤسسة دروسوس منذ عام 2020 من أجل دعم وتعزيز الأقتصاد الابتكاري في محافظات جنوب الصعيد

يقول الدكتور هاني السلاموني الرئيس التنفيذي لإنرووت للتنمية أن المشروع عمل على تنفيذ منهجية تنمية التكتلات الإنتاجية التي تعتمد على تعزيز ريادة الأعمال بين الشباب والنساء من خلال برامج احتضان، وتدريبات بناء القدرات لمنظمات المجتمع المدني، وبناء روابط بين التكتلات الإنتاجية بصعيد مصر والأسواق المحلية والدولية ودعم أصحاب المشروعات الناشئة في المحافظات، مشيراً إلى أن المؤتمر يستهدف عرض قصص النجاح لمشروع مسار والتجارب المميزة لشباب رواد الأعمال من محافظات صعيد مصر ، من خلال ” بازار مسار ” وهو معرض خاص للشركات الناشئة المتخرجة من حاضنة أعمال مسار على مستوى محافظات الصعيد.

تضمن المؤتمر عدد من الحلقات النقاشية التي تم من خلالها مناقشة عدة محاور منها صنع السياسات من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة والعلم والتكنولوجيا والابتكار والتمكين الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات المحلية وكيفية تعزيز التمكين الاقتصادي من خلال مشاركة القطاع الخاص والمستثمرين في صعيد مصر.

على جانب اخر شهد المؤتمر إطلاق مشروع “تعزيز القطاع الخاص للقطاع الزراعي في صعيد مصر”، بدعم من الحكومة الهولندية، والذي يستهدف التركيز على مواجهة تحديات التغير المناخي الملحة التي تواجه القطاع الزراعي في صعيد مصر. تشمل أهداف المشروع تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ وتعزيز ممارسات الزراعة الذكية مناخياً. كما يركز المشروع على تعزيز مشاركة القطاع الخاص ومنهجية تطوير نظام السوق في القطاع الزراعي في صعيد مصر. ومن خلال الاستفادة من خبرات وموارد الشركات، وكذلك منظمات المجتمع المدني، يهدف المشروع إلى تحفيز الاستدامة في سلاسل القيمة الزراعية

نجح مشروع مسار في العمل على 5 تكتلات إنتاجية وتمكن من تطوير 278 منتج
1468 شاب وفتاة بواقع 51 شركة
131 شركة قائمة بالفعل
209 فرصة عمل مباشرة و120 فرصة غير مباشرة
فتح أسواق جديدة
تنمية التكلاتلات الإنتاجية من خلال برامج احتضان

مي أبو السعود
أكدت مي أبو السعود على سعي مؤسسة دروسوس الدائم لإحداث أثر طويل المدى وإطلاق العنان لإمكانات الشباب ومنحهم فرصة متساوية لتمكنيهم اقتصادياً ورفع قدراتهم على التحمل والتكيف، من خلال المشروعات التي تدعمها دروسوس في كلا من مصر وتونس والمغرب ولبنان والأردن وفلسطين وسويسرا وألمانيا، وقد قامت دروسوس بدعم أكثر من 130 مشروع بمصر منذ بداية عملها في 2005.

وأشارت أبو السعود إلى أن مشروع مسار ركز علي تعزيز الإقتصاد الإبتكاري المحلي في صعيد مصر في قطاعات الزراعة وإدارة المخلفات والصناعات الإبداعية، ليعتمد المشروع على منهجية تنمية التكتلات الإنتاجية التي تعزز ريادة الأعمال بين الشباب والنساء من خلال برامج الإحتضان وتدربيات بناء القدارت لمنظمات المجتمع المدني وربطها بالإقتصاد القائم والأسواق الوطنية والدولية.

وقد نجح المشروع من خلال الشراكات مع جامعات جنوب الصعيد في تطوير التكتلات الإنتاجية ليتم إختيار خمس تكتلات، وتطوير 278 منتج من أنشطة تنمية التكتلات وإنشاء 4 أسواق جديدة وتطوير 48 منتج وخدمة جديدة. وفي قطاع ريادة الأعمال بلغ عدد الشباب الذي استفاد من المشروع 1466 شاب وفتاة ليتم تأسيس 131 شركة يرأسها الشباب. كما عمل المشروع علي دعم 131 شركة قائمة. كما ساهم في خلق 209 فرصة عمل مباشرة و120 فرصة عمل غير مباشرة وإنشاء 8 أسواق جديدة.

وقد أكدت على  استمرار الشراكة مع إنرووت مستمرة

د. هاني السلاموني
يستهدف عمل إنرووت الذي بدأ منذ 2018 تعزيز التعاون بين الحكومة القطاع الخاص والتنموي لحشد كافة الموارد وتحفيز برامج التنمية المستدامة لتحقيق رؤية مصر 2030، وتمكين مصر من اللحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة، وتقديم حلول جديدة ومبتكرة للتصدي للتحديات الإقتصادية التي تواجه مصر، وربط البحث العلمي بجامعات صعيد مصر بمجتمع الأعمال والصناعة، وتحسين البيئة التشريعية وتقديم الدعم المؤسسي للمؤسسات التشريعية.

الدور الذي تقوم به إنرووت لدعم الصناعات القائمة على المعرفة ومنها الصناعات الإبداعية التي أصبحت عنصراً هاماً في اقتصاديات الكثير من الدول من خلال مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل، خاصة وأن الصناعات الإبداعية من المحركات الهامة للنمو الإقتصادي وأحد العوامل الرئيسية لتعزيز مكانتها الثقافية علي المستويين الإقليمي والعالمي، والعمل على تشجيع الإبتكار والإبداع بما يؤدي إلي تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية، ربط حلقات بيئة العمل في سلاسل القيمة والتكتلات الإنتاجية مع تحقيق تكامل بين المشروعات علي الأرض، والإستعانة بالخبرات السابقة والدورس المستفادة من المشروعات التي سبق تنفيذها وقياس الأثر التنموي لها.

والهدف من مؤتمر اليوم مراجعة الدورس المستفادة من مشروع مسار الذي بدا في 2019 واستمر حتى أغسطس 2024، والذي يتزامن مع إطلاق مشروع جديد يهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في خفض أثار التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي في صعيد مصر.

ونؤمن أن استراتيجية مصر ترتكز على قدرتها التنافسية وتميزها النسبي في مجال الصناعات الإبداعية المعتمدة على السلع والخدمات الإبداعية والثقافية، بهدف تعظيم معدلات إنتاجها زيادة حجم صادراتها إلى محيطها العربي والأفريقي، وفي ظل رؤية متكاملة تسعى إلى دعم جهود التنمية المستدامة مما يدعم القوة العاملة لمصر، وبالتالي الدور القيادي لها على المستوى الإقليمي، وتحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبدع وفاعل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وقادر على نقل تجربته إقليمياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى