الجولة الثانية للموفد الفرنسي لودريان في لبنان

استكمل الموفد الفرنسي جان إيف ‏لودريان جولته في اليوم الثاني، حيث تابع لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين بكل توجهاتهم، للوصول إلى صيغة نهائية كما يرها مناسبة للبنان.

بيان السفارة الفرنسيّة في لبنان

ووفق بيان موزّع في الأمس من السفارة الفرنسية في بيروت، “سيقيم لودريان محادثات جديدة تندرج في سياق المبادلات التي أجراها خلال مهمتيه السابقتين، مع جميع الجهات الفاعلة السياسية الممثلة في البرلمان والتي انتخبها اللبنانيون والتي تتحمل مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية. وسيتطرق في ظل ضرورة الخروج من الأفق السياسي المسدود حاليًا، مع جميع الجهات الفاعلة، إلى المشاريع ذات الأولوية التي ينبغي لرئيس الجمهورية الجديد أن يعالجها بغية تيسير بلورة حل توافقي في البرلمان وسد الفراغ المؤسسي”.

وفي البيان أيضاً أن “فرنسا، كما ذكّر رئيس الجمهورية الفرنسية ووزيرة أوروبا والشؤون الخارجية خلال مؤتمر السفراء، تعتزم العمل من أجل سيادة لبنان واستقراره، وهذا البلد بحد ذاته، لم تتخلّ عنه فرنسا”.

وأورد البيان أن “الوضع الراهن لا يزال يتدهور ومؤسسات الدولة تتضعضع على نحو مقلق وذلك أيضًا في سياق غياب حاكم لمصرف لبنان حاليًا وتوترات أمنية وبرلمان لم يعد يجتمع البرلمان بغية التصويت على قوانين ضرورية من أجل إنعاش البلاد وازدهار اللبنانيين، وتضخم جامح واقتصاد يعتمد على السيولة ويقوض سيادة لبنان ويدفع القوات النابضة إلى مغادرته”.

رعد

وفي هذا السياق، استقبل رئيس كتلة”الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الموفد الفرنسي جان إيف ‏لودريان، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.‏

وقد تطرق الحديث إلى “المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي”، وفق ما أفادت العلاقات الاعلامية في “حزب الله”.

وإعتبر لودريان أن “طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏ يصب في ‏السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد”.‏

من جهته، شدد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” على “أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏باعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي”.

‏وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.

جنبلاط

كما زار لو دريان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، في حضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة” اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، وتم البحث في المستجدات السياسية.

وقال جنبلاط بعد اللقاء: “دائماً لدى حزب “القوات” وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار”.

ورداً على سؤال ان كان “اللقاء الديمقراطي” أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار قال: “لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته”.

وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار “المردة “سليمان فرنجيه، قال جنبلاط: “لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء”.

وأشار إلى أن “بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال”.

جعجع

وانتقل الموفد الفرنسي والوفد المرافق إلى معراب حيث التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، في حضور النائبين بيار بو عاصي وجورج عقيص، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان وعن الجهاز طوني درويش.

وخلال اللقاء بين سمير جعجع لودريان، سؤل جعجع اذا تغيرت المبادرة الفرنسيّة وأصبحت تنادي اليوم بأنهلا لفرنجيّة ولا لأزعور وإنما للبحث بأسماء جديدة من خلال الحوار كيفما كان شكل هذا الحوار،رفض جعجع الدخول في أي تفاصيل باعتبار أن المجالس بالأمانات، إلا أنني أعيد وأكرّر أنه من الممكن أن يكون هناك أمر ما يتحرّك نحو الأمام، وعلينا الإنتظار لنتأكّد”.

وهل نقل ما صرّح به من هواجس للودريان وعن الضمانات التي حصل عليها، أجاب جعجع: “طبعاً نقلت هذه الهواجس للموفد الفرنسي، ولكنه لم يعطني أي ضمانات وجلّ ما قاله أننا كلبنانيين ندرك كيف نحل الأمور في ما بيننا وهم أتوا للمساعدة ولا يمكنهم القيام بأكثر من ذلك، كما لا يقبلون بطرح اسم رئيس للجمهوريّة ولا إبداء رأيهم بالأسماء فنحن كلبنانيين أدرى بذلك، وإذا ما كنتم ستتحاورون مع بعضكم البعض أو لا فهذا شأنكم”.

ورداً على سؤال عما إذا كان لودريان دعاه بصريح العبارة إلى المشاركة في الحوار، قال جعجع: “هو يعرف موقفنا مسبقاً”.

وهل جددوا التأكيد خلال اللقاء على أنهم لن يشاركوا في أي حوار، قال جعجع: “طبعاً، وفي هذا الإطار أتمنى على كل الصحافيين التوقف عن إطلاق تسمية حوار على ما يتم الدعوة له لأنه فعلاً عمليّة إلهاء وتعطيل لإنتخابات الرئاسة ونحن لن نشارك في هكذا عمليّة”.

افرام

فيما كتب النائب نعمة افرام على منصّة “أكس”، بعد لقائه الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان: “كان اجتماعاً بناء مع الوزير لودريان والزميل وليد البعريني ممثلاً كتلة الاعتدال، فيما مثلت كتلة لبنان الجديد”.

أضاف:”لمست عملاً جيداً مبشراً، ولاحظت تنسيقااًما بين لودريان ومبادرة الرئيس نبيه بري للحوار، وسيصار في الأيام المقبلة إلى العمل على تقريب المسارين”.

وختم: “من ناحية أخرى، الاقتراحات التي تقدمت من الكتل النيابية التي تمثل أكثر من 90 نائباً ستكون أساساً لبلورة المرحلة المقبلة، وهي رؤية لبنانية – لبنانية بكل معنى الكلمة، بعيدة من أي تدخلات خارجية”.

 

الجميل

ثم توجه جان إيف لودريان إلى بيت الكتائب المركزي الذي التقى فيه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، في حضور النائبين نديم الجميل والياس حنكش، عضو المكتب السياسي جويل بو عبود ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبدالله.

وقال الجميل بعد اللقاء: “عبرنا عن موقفنا من الأزمة التي يمر بها البلد والرسالة الأساسية هي أننا نعتبر أن المؤسسات والنظام الديمقراطي رهينة السلاح والاستقواء وطالما هذا الواقع موجود فالإستحقاقات مضروبة من أساسها”.

أضاف: “بعد 9 أشهر من التعطيل خلق حزب الله “أمر واقع”، ووضع علامات استفهام كبيرة على كل العملية الديمقراطية وأصبحت عملية فرض أمر واقع، وفرض منطلقات جديدة في الانتخابات الرئاسية بقوة السلاح والتعطيل”.

وتابع: “عبرنا للموفد الفرنسي أننا تقدمنا كمعارضة بخطوة حوارية بمجرد أننا رشحنا جهاد أزعور واتفقنا مع ميشال معوض على الانسحاب من السباق الرئاسي، ونعتبر هذه الخطوة حوارية”.

واردف: “نعتبر أن الحوار الذي أطلقته المعارضة هو حوار علني، وقوبلت مبادرتها برفض تام وبالتخوين والتهديد والتعطيل، كما قوبلت بأن رئيس المجلس أوقف الدعوة الى جلسات انتخابية منذ 3 أشهر وبالتالي هذا كان جواب حزب الله على مبادرتنا وعلى ذهابنا الى منتصف الطريق بدلا من أن يلاقينا إلى منتصف الطريق، وما زلنا في مكاننا، لذلك نعتبر أن من المفترض أن يلاقينا حزب الله الى منتصف الطريق اذا اردنا الكلام بالرئاسة ولكن لدينا قناعة بأن لدى الحزب منطق الاستقواء والفرض والاستيلاء على المؤسسات وعلى الديمقراطية وعلى البلد”.

وناشد الجميل “الدول الصديقة أن تتفهم الواقع الذي نمر به وأن تساعد لبنان على أن يحرر نفسه من هذا الواقع، وأن لا تضع الجلاد والضحية بالمرتبة نفسها”، معتبرا أنه “لا يمكن أن يكون من يهدد ويقتل بنفس مستوى من يعاني من التعطيل والإغتيال، لذلك لا نستطيع أن نجمعهم على الطاولة نفسها وكأنهم متساوون”.

وأشار إلى أن “هناك فريقا يتمسك بالنظام الديمقراطي وبدولة القانون ويحترمه وآخر لديه ميليشيات مسلحة تعتدي على الناس وتسيطر على القرار السياسي في البلد وتأخذه رهينة وهذا هو الواقع الذي عبرنا عنه”.

وشدد الجميل على أن “أي حوار ليس فيه تطمين لضحية العمل الانقلابي لحزب الله هو تكريس لانتصار الجلاد على الضحية”.

وكرر: “نحن بحاجة لتطمين وإلا نعتبر المسار انقلابيا لا يمكن إلا أن يؤدي إلى سيطرة حزب الله على القرار السياسي في لبنان”.

واذ قدر الجهد الفرنسي، اعتبر أن “فرنسا غير مسؤولة عما يحصل في لبنان، إنما يجب ان تدرك الواقع والمسار الذي نحن فيه عندما تريد القيام بمبادرة بنية صافية، جازما عدم القبول ببقاء تسليم المؤسسات لحزب الله وأن يكون ثمن انتخاب رئيس الاستسلام لحزب الله”.

وتمنى أن “يأخذ لودريان الملاحظات وهو في مرحلة بلورة المبادرة التي سيقوم بها وهي توافقية لكن يفكر بترجمتها عمليا، وان تأخذ الترجمة كل الملاحظات والمخاوف وأن يكون هناك تطمين حقيقي للمعارضة وليس تطمين لمن يعطل البلد ويسيطر عليه ولديه ميليشيا وسلاح ومتهم بالقتل هنا وهناك”.

وتابع: “لا يمكن أن تنقلب الآية وتصبح المشكلة عندنا فليست عندنا بل عندهم، نحن نؤمن النصاب ونحضر كل الجلسات ولا نتعدى على سيادة لبنان ونلتزم الدستور لكن يحاولون قمعنا والسيطرة على قرارنا وقرار البلد”.

وختم: “نريد مبادرة متوازنة تعطي كل التطمينات لفريق المعارضة”.

معوض ومخزومي

فيما توجه ممثلا كتلة” تجدّد “النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي منذ قليل إلى قصر الصنوبر، للقاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.

وبعد اللقاء، عقدت كتلة تجدد اجتماعاً في مقرها في سن الفيل، تم استعراض مضمون اللقاء.

واعتبرت الكتلة في بيان، أن “اللقاء كان إيجابيا وبناء، ونعول على الدور الفرنسي كوسيط نزيه لمساعدة لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية، ومؤكدة على التمسك بالثوابت التي وردت في البيان الختامي لمجموعة الدول الخمس في الدوحة، بتاريخ 17 تموز الفائت الذي أكد على الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله، وعلى تنفيذ الإصلاحات وتطبيق القرارات الدولية، وعلى تحقيق العدالة في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وعلى انتخاب رئيس يجسد النزاهة ويوحد الأمة، ويضع مصالح لبنان في المقام الأول”.

وشددت على “الدعوة إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس، وأكدت على استمرار اليد الممدودة لاتمام الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة إنقاذ بهدف استعادة السيادة والدولة والمؤسسات وحكم القانون والعدالة، والقيام بالإصلاحات المطلوبة، وباسترجاع أموال المودعين، مذكرة بأن التقاطع حول المرشح جهاد أزعور بين قوى المعارضة وقوى سياسية أخرى هو نتاج حوارات قائمة كل يوم بهدف إنقاذ الجمهورية”.

واذ شددت على أن “الحوار لا يعني أبدا تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلابا على الدستور، وصادرت المؤسسات”، أعادت التأكيد على “الموقف الموحد مع شركائها في المعارضة على الرفض المطلق المشاركة في مثل هذه الطاولات، عارضة للموفد الفرنسي أفكارا تصلح لأن تشكل بدائل دستورية للخروج من الأزمة”.

تصوير عباس سلمان

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى