عبدالرحمن جمشير وداعاً…

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

حين تكون إنساناً متواضعاً تتواصل مع الجميع بأريحية ومحبة ودون ترفع أو تكبر، تفتش في الزوايا الضيقة والمساحات الحرجة عن مصلحة الوطن، وتعمل على بلسمة جراحاته وجراحات أبناءه، وسد الثغرات وتسوية الخلافات بين الفرقاء والأصدقاء في الوطن، تنشر الأمل وتجعل من نفسك جِسر عُبور وتجسير لكثير من الفجوات والمواقف بين أصحاب المواقف المتباينة، يكون إسمك عبدالرحمن جمشير أبو أحمد، هذا الفارس الذي ترجل عن صهوة جواده يوم أمس الأربعاء 28 أغسطس 2024 الى رحمة الله ورضوانه.

قبل أيام وصلنا الخبر بتعرض الاخ العزيز أبو أحمد لإنتكاسة صحية حرجة، أقعدته عن الحركة وأبعدته عن التواصل مع أحبته وأصدقائه، دعونا له بالشفاء وتضرعنا إلى الله مع الكثير من أبناء هذا الوطن من مختلف الفئات والمواقع والمذاهب أن يجتاز هذه الأزمة الصحية كما إجتاز غيرها في مرات سابقة، لكن مشيئة الله كتبت له أن يرحل بسلام إلى الرفيق الأعلى، بعد أن سطر في مراحل عديدة من عمره مواقف مشرفة عملت على رأب التصدعات في مختلف قضايا الوطن.

ابو احمد… كوَنَ شبكة علاقات اجتماعية وسياسية واسعة ربطت بين كثير من أبناء الوطن من مختلف المشارب والتوجهات الفكرية والسياسبة، ورغم المراكز العليا والمسؤوليات الكبرى التي تقلدها والأدوار المهمة التي لعبها في مسيرة الوطن، والعلاقات المتميزة التي كانت تصله وتجعه مع أصحاب القرار في الوطن، إلا أنه كان بسيطاً ومرناً ومبادراً للتواصل مع الجميع باحترام جم وتقدير عال، حين تجلس إليه يتحدث معك بمنتهى التواضع والإحترام، لاتشعر معه برهبة أو خوف أو قلق أو حاجة إلى تجميل الكلمات والمفردات فتتكلم على سجيتك بكل محبة وعفوية، فهو الأخ والصديق والزميل الذي يتحاور معك دون أن يشعرك بأي نوع من الترفع أو الفوقية ودون تصيدٍ لزلةٍ هنا أو خطأ هناك.

لا تحتاج إلى ترتيبات كثيرة أو معقدة لتحظى بجلسة خاصة معه، أو فتح حوار أو نقاش معه حول أي شأن من شؤون الوطن، فقلبه مفتوح دائماً للجميع، ومكاتبه أينما حل كانت مفتوحة أيضا، يستقبلك بابتسامة عريضة، يستمع إليك باهتمام بالغ، ويتبادل معك الأفكار والنصيحة من أجل صالح الوطن دون منٍ أو أذى، ينقل وجهات نظرك وأراء الآخرين لكبار المسؤولين بأمانة وثقة تامة، ويعمل على التوفيق بين مختلف المواقف كلما كان ذلك ممكناً.

أبو أحمد كان من أصحاب الأيادي البيضاء الذين تلجأ إليهم للمساهمة في دعم محتاج هنا أو مشروع هناك ، فلا يتردد ولا يؤرقك بالأسئلة والتشكيك، يبادر إلى تقديم ما تجود به نفسه بمنتهى الأريحية والثقة في الأخرين، خاصة من يعرفهم ويتبادل معهم الحوارات والأفكار .

رحمك الله يا أبا أحمد فلقد كنت صديقاً وفياً وأخاً كبيراً للجميع وكم وجدناك إلى جانبنا في كثير من القضايا والمواضيع التي تعزز من تماسك هذا الوطن وتجمع أهله على كلمة سواء، تغمد الله روحك الطيبة بواسع رحمته ورضوانه وأسكنك فسيح الجنان، وربط على قلوب أبنائك وبناتك وأهلك وأقاربك ومحبيك وأصدقائك بالصبر والسلوان، عزائنا فيك كبير وإنا لله وإنا اليه راجعون .

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى