دياب تنحى رأفة بالضمير الوطني

د. علي بيضون

مراصد تترقب الوضع اللبناني الذي وصل الى ما بعد الحضيض السياسي والاقتصادي ما انعكس سلباً على الوضع المعيشي للمواطن اللبناني، والأهم أن الهندسات الحكومية تودي كل يوم بعد يوم بما تبقى من كيان المجتمع اللبناني. ودولة الرئيس المغلوب على أمره “كما يصفونه” يتشاطر بالمسكنة وإيهام العمل والتفاؤل.
حقيقة وصلنا الى مرحلة اقرب الى المجاعة لكي لا نقول المجاعة الشاملة، فقد أصدرت الجامعة الأميركية في بيروت دراسة عن الوضع الغذائي في لبنان، من المؤسف نتائجه بعد انخفاض قيمة الحد الأدنى للأجور الى مراتب دنيا، ما أوجد تضخماً كبيراً بأسعار المواد الغذائية الأساسية في لبنان، على سبيل المثال ارتفع سعر زيت دوار الشمس بنسبة تخطَّت 1100 في المئة منذ صيف 2019، فيما ارتفع سعر لحم البقر 627 في المئة والأرز العادي 545 في المئة. أما سعر البيض فقد ارتفع 450 في المئة، وتضاعف سعر اللبنة 275 في المئة.
فيما يطل علينا رئيس حكومة (تدمير الأعمال) أثناء لقاءه البعثات الدبلوماسية ليعترف لهم أننا مجتمع مدمّر فيه شعب مذلول، لأن الشوارع في لبنان تشهد طوابير السيارات تقف أمام محطات الوقود، وهناك من يفتش في الصيدليات عن حبة دواء وعن علبة حليب أطفال. أما في البيوت، فاللبنانيون يعيشون من دون كهرباء التي يهدد انقطاعها شبه الدائم حياة المرضى في المستشفيات.
الحمدلله أنه انتبه ولكنه لا يفعل شيئاً، بل يترك حيتان ووحوش الفساد تنهش في البلد، من دون أن يسمي اسماً واحداً أو يحاول ان يضع حداً بقانون صارم، علماً ان القوة في لبنان وضعت في يد رئيس الحكومة تحديداً. وهو الأضعف.

ناشد رئيسنا العتيد العالم (أنا أدعو العالم لإنقاذ لبنان، وأناشد الأشقاء والأصدقاء أن يقفوا إلى جانب اللبنانيين… ما ذنب اللبنانيين ليدفعوا الثمن الصعب؟ هل المطلوب أن يموت اللبنانيون على أبواب المستشفيات في الطريق إلى محاسبة الفاسدين؟)

أخبرنا من هم الفاسدين؟ ألا تعرفهم؟ كان أمامه فرصة ذهبية بالحماية الدولية، ليته طلبها وقال الأسماء ليكون الشاهد الملك، لكنه لم يفعل بل ترك الأمر مبهماً.

طالما حسان دياب خائف وضعيف وبسياسته الضعيفة وبكتمه أموراً خطيرة حتى أمام سفراء ودبلوماسيين جاءوا ليساعدوا (كما هو ظاهر) طالما هكذا. تنحى.

في ظل هذا الوضع المأساوي يجب ان يأخذ الثوار مكانهم الحقيقي في مؤسسات الدولة ويمسكوا بالحكم، لأن الثورة هي البديل الوحيد، لما لديها من كفاءات وخبرات وباحثون لديهم الاستراتيجية لانقاذ الوضع وبسرعة بديناميكية.

أترك الجمل بما حمل، واعتكف.
لا تدير ازمة وتزيد تفاقمها طالما تقول إن لا شأن لك بما حصل ولست ممن خططوا.

أثبت وامضي الى منفاك الاختياري ليبقى لك بعض الاحترام عند اللبنانيين والعالم. ولا تكن أنت ومجلس الوزراء المقنّع ألعاباً متحركة عند السياسيين، حتى الوزراء فشلوا بادارة الشؤون اللبنانية.

حسان دياب بات شريكاً فلا يصلح ليرأس اجتماعاً لزيادة الأزمات.
ماذا تنتظر أن تجف المياه في السماء وينضب البحر من ملوحته لتفهم وترحل؟
ماذا تترقب أن يصير الشعب رماداً لتقدم البلد الى البنك الدولي فارغ يفعل بخيراته الباطنية ما يشاء؟
حولت المطالب المحقة للناس بقانون عادل ومواطنة حقيقية، الى المطالبة بأدنى قيمة للقمة العيش.
حسان دياب حين لم تتنحَ صرت شريك المنظومة وفسادها، أو بالاحرى صرت قائد سفيتنها بصمتك وتفرجك على ما يحصل.
من الأفضل والأجدى لك … تنحى الآن أفضل.