
أميركا في انتخابات إعادة الهيكلة… تنجو أم تذهب النسيان؟ 3/3
انعكاساتها على حرب غزة ومستقبل العرب والاقليم
ميخائيل عوض
أيا كانت مسارات ونواتج الانتخابات الرئاسية الأميركية الجارية سيكون لها تأثيرات نوعية في اعادة هيكلة وتصميم أميركا ومستقبلها. وتالياً ولأن أميركا ما زالت القوة المحورية في النظام العالمي وفي الفوضى الجارية، سيكون لها تأثير نوعي في ما سيكون عليه العالم وفوضاه ومخاضه ومستقبل توازناته وشكل العالم الجديد الجارية ولادته بديلاً عن العالم الأنكلو- ساكسوني، الذي اختصرته أميركا وتقوده وتعكس روحه وقيمه، وقد ملها البشر وتزداد مقاومتها عنفاً، وقد بلغت قلب أميركا وجملتها العصبية.
أول وأكثر المتأثرين بمجريات ونواتج الانتخابات الأميركية ستكون حرب غزة ومستقبل القضية الفلسطينية والعرب واقليمهم الإسلامي لكل الأسباب، ولكون العرب والمسلمين وجغرافيتهم وبيئتهم تولت إعاقة أميركا في هيمنتها وسيادتها العالمية وحرمتها من قرنها الأميركي، واستنزفتها ووفرت الأسباب والشروط لصعود اوراسيا ومخاضات تحرر أفريقيا وأميركا اللاتينية والكاريبي.
فالمتغيرات الجارية بغالبها ولخمسة عقود صناعة عربية وإسلامية.
وصانع الشيء يتذوقه ويعرف مكانته واستخداماته.
1- تسارع الأيام والأسابيع لبلوغ الانتخابات نهايتها يوظف في صالح غزة والقضية الفلسطينية فانشغال أميركا بانتخاباتها وأزماتها في زمن حرج وحقبة الغليان سيجعلها منكفئة ومنشغلة بنفسها، ما يعزز فرص اتساع مساحة التباينان بين الإدارة الأميركية ونتنياهو، وما يعزز انحسار عناصر الدعم والقوة لحرب نتنياهو لإبادة غزة وتصفية القضية الفلسطينية.
2- كيفما ذهبت المسارات والنتائج ستكون لها انعكاسات فورية حاكمة على الصراع العربي الصهيوني، فأميركا برئيس اسود “هاريس أو ميشيل أوباما” أو بلا رئيس” فراغ رئاسي” أو في حمام دم أو تحت قبضة الترامبية، ستكون منشغلة بترقيع واحتواء أزماتها وستضطر للانسحابية أولاً من الصراع العربي- الصهيوني الذي انهكها واستنزفها، وجربت واستخدمت كل قوتها ووسائطها وفشلت بل هزمت. وربما تسارع الانكفاء والخروج من العرب والاقليم وهذه تفرض وتطلق مرحلة مختلفة في أول مهامها تصفية نواتج الحرب العالمية الأولى ونظمها وكياناتها وفتح العرب والاقليم على حقبة إعادة هيكلة وبناء نظم وجغرافية ونظام اقليمي مختلف جوهرياً.
3- ستجعل حرب غزة هي حرب تحرير فلسطين وانهاء وجود اسرائيل التي تخوضها كحرب وجودية وتهزم وستهزم فيها.
4- ستحرر محور المقاومة ودوله وفصائله من ازماته ومن الحصارات والعقوبات وتضعف اعدائه وستحرره من حدود وسيادات وجغرافية وكيانات نظم سايكس بيكو القاصرة والمصنعة في خدمة اسرائيل والقوى الغربية وتفرض الحاجة لجديد نوعي وعصري.
5- ستسرع من الجهد الروسي الصيني لتنحية العالم الأنكلو- ساكسوني وتوليد العالم الجديد. وستتعزز العلاقات التفاعلية مع إيران وسورية واليمن والمحور، وسيكون للمحور دور مركزي في عملية اعادة هيكلة العرب والمسلمين ونظامهم وجغرافيتهم.
6- تسرع على نحو متزامن الانفكاك عن المشروعات والخطط الغربية وستفرض توازنات تلزم الدول والحكام والاسر والكيانات العتيقة المتهالكة والمحمية من أميركا بالتحول عن الولاءات السابقة، وليس مستبعداً ان تستدعي الظروف وجديدها انفجار نظم وكيانات ودخولها حقب الفوضى ما سيجعل يد محور المقاومة ورؤيته هي العليا.
7- اسيا ووسطها وأفريقيا وأميركا اللاتينية ستتفاعل على نحو نوعي مع المتغيرات، وستشهد تطورات نوعية للخلاص من زمن الهيمنة الانجلو سكسونية.
8- ستنهيار أحجار الدومينو في المنظومة التي صنعها الغرب ومكنها وامن سيطرتها لتأمين مصالحه وستكون التطورات متسارعة ونوعية كتلك التي جرت بعد الحروب العالمية والحرب الباردة، فجغرافية ونظم القارات ستتغير ويعاد هيكلتها بتمكين الأمم والشعوب من التحرر والسيادة وبناء علاقات تفاعلية فيما بينها.
حرب غزة ومقاومة العرب والمسلمين وتفردهم بمقارعة أميركا وهي قائد العالم والمتفردة وتضحيات غزة وصبرها ومثابرتها وتمسكها بخيار المقاومة، ستثمر تسريع لولادة العالم الجديد الذي طال انتظاره واشتدت مخاضاته وجرت أنهر الدماء غزيرة.
حان الوقت والانتخابات الأميركية ونتائجها، كيفما جرت ستكون فرصة الأمم والشعوب للتحرر والعبور إلى العصر الانساني الحضاري الثالث ومن خاصرة غزة الأبية.
وأميركا لن تبقى ما كانت فوجب إعادة هيكلتها بعد مماطلة وتحايل أزف موعدها.
انتهى