
هدوء ميقاتي ينتظر… والمواطن يموت
أجواء برس
كتب المحرر السياسي
طرقات لبنان مليئة بالمخاطر بين زحمة خانقة على محطات البنزين وامكانية وقوع ضحايا يومياً بسببها، وبين الطرقات التي لا تودي الى أي مكان إلا بأمر الساسة والأحزاب، واما الطريق الأكثر شهرة وأكثر ترقباً هي باتجاه قصر بعبدا حيث لا بريق أمل لغاية الآن، فالمواطن اللبناني يعيش منذ عام تقريباً حالة من الترقب السالبي، ولكن الطرح الايجابي ليس سوى بتصريحات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي لا يرى في التأخير والتأويل للتشكيل سوى إيجابية، فهل ينتظر خداع الناس أكثر بحكومة بيروقراطية أو تكنوقراطية أو تكنوسياسية، فكل التأويلات ليست سوى مضيعة للوقت، لأن سوس الطائفية والحزبية والمحاصصة الشخصية ينخر في جسد الوطن، وبما أن الجميع (كل الجميع) خارج نطاق الوطن لا يهمهم أي أزمة تمر على الشعب.
مثلاً: هل ينتظر الرئيس ميقاتي أو سائقه أو أحد مرافقيه في طابور البنزين ليملأوا سياراته؟
أم يقف موظفو عين التينة في طابور الافران لتأمين ربطة خبز مدعومة لتناول الرئيس فطوره؟
أم يبحث اولاد الزعماء عن المازوت المدعوم ليؤمنوا القليل للمولدات لقصور أهلهم؟
وهذا السؤال يطرح على جميع الزعماء ورؤساء الاحزاب السياسية والطائفية والعنصرية ومن دون استثناء، وخصوصاً أولائك الذين يحملون جنسيات اجنبية، حين تشتد الظروف يعودون الى بلدانهم معززين مكرمين، حيث يدخر أموالهم في مصارف بلدانهم تلك.
بالتأكيد لا يعرفون شعور الذي يعانيه المواطن يومياً، خصوصاً في مسألة تأمين المحروقات وانقطاع الكهرباء، لكي لا نظلمهم، جرب مجلس النواب هذا الأمر لمدة محدود في حياتهم حين انقطع التيار عن قصر الاونيسكو، وعادوا ليؤمنوه لهم كلما عقدت جلسة. وسيبقى الوضع على ما هو عليه الى حين تشكيل حكومة التي لا يعلم بها حتى من يدعي علمه بالغيب.
تحليل شعبي
يتداول الناس في مجالسهم الخاصة، لو أن فعلاً هؤلاء من يدعون الوطن والمواطنة يريدون مصلحة الوطن وليست مصلحة طوائفهم واحزابهم وسياساتهم الخارجية، لكانوا أصلحوا البلد بديموقراطية كما يدعون، وألغوا الطائفية والطبقية والمحاصصة، وتوجهوا نحو صناديق الاقتراع لينتخبوا نائباً من الشعب ولكل الشعب، وليس للطائفة التي دمرت لبنان ولا تزال وستبقى.
أما الجهات الاخرى المتناحرة تبحث عن كبشة محرقة في المشكلات اللبنانية ووجدت كل من يعارضها هو الطعم السهل، وأحدثهم الرئيس ميشال عون، (ليس دفاعاً عنه بل تشكيك بغيره) هو آخر العالمين بوجود النيترات، بينما أول العارفين وأول الذين وضعوا الملف جانباً، وبينهما من علم “وطنش” ومن تاجر وباع وسكت وتكتم ولم يهتم، من الرؤساء والمسؤولين السابقين، فليس لهم ذنب، ربما لأنهم من “’آل فرفور وذنبهم مغفور”.
بين التناحر على المقاعد والمراكز والمراتب وبين التفجيرات والموت والتهريب والاحتكار (من كل الطوائف المحمية من الطائفيين) وبين الموت اذلالاً، سيبقى المواطن ينتظر قشة الخلاص ولم يعد يهمه من سيأخذ هذا المقعد وذاك، حتى أنه (المواطن نفسه) سيعود الى صناديق الاقتراع ويعيد انتخابهم وانتخاب أولادهم وازلامهم من الطائفيين والأحزاب والسياسيين.
وعلى المواطنة السلام.