بمناسبة قرار أميركا بمنح “إسرائيل” المليارات…

لو أن السلاح والمال يصنع الانتصارات لما تحررت أمة في التاريخ

ميخائيل عوض
ما أن وافق الكونغرس الأميركي على منحة مالية وتسليحية لإسرائيل وأوكرانيا، حتى قامت قيامة النافخون في الفأر الإسرائيلي لتصويره نمراً مخيفاً.

وبدأت الطبول والمزامير تقرع وتضج وتتحدث عن اكتمال شروط اجتياح نتنياهو لرفح وتعديل موازين القوى.
في الواقع ومعطياته المعاشة، المال والسلاح لا يصنعان نصراً أبداً.

ولو أنهما يصنعان انتصارات لما سقطت إمبراطورية أو نظام ودولة ولا تحررت أمة عبر التاريخ.

فالنظم والمستعمرين دوماً يتفوقون بالمال والسلاح على الشعوب المظلومة والشعوب المحتلة أوطانها.

وفي واقعات الصراع العربي- الإسرائيلي خاصة منذ 1968 معركة الكرامة، دوماً كان المال والسلاح موفوراً و فائضاً لإسرائيل من أميركا وأوروبا والنظام العربي والإسلامي، ولم يكن ينقصها سلاح أو مال ولم تنتصر في أي من الجولات 1973 و1982 الى 2000 و2005 و2008 و2012 و2014 و2021 و2023، وفي جولتنا الجارية وهي أطول الجولات وأشدها، واتخذت صفة الحرب الكبرى والواسعة والاقليمية بعد أن دخلتها إيران واشتبكت مع الناتو، ومعهم اسرائيل والأردن وبعض النظم العربية والإسلامية، لم يكن ينقص إسرائيل والناتو وأميركا المنخرطون في الحرب وقيادتها لا أموال ولا أسلحة.
فقرار الكونغرس يدينه ويدين أميركا وحلفها العدواني، ويؤكد دورها في قيادة الحرب وإدارتها وتمويلها ومسؤوليتها عن ارتكابات الإسرائيليين.

والأموال التي خصصت لأوكرانيا وإسرائيل إنما في غالبها ستذهب إلى خزائن وحسابات لوبي الحرب وصناعة السلاح في أميركا. ولن يكون لها فاعلية لتعديل موازين الحرب التي استقرت وقررت هزيمة إسرائيل وحلفها والشواهد كثيرة، ومنها إخلاء أميركا وحلفها البحر الأحمر من القطع البحرية، بعد ثبوت عجزها وهزيمتها وانحسار عناصر قوتها، وتسجيل اليمن نصراً هائل الأهمية في تقرير مستقبله ودوره الرائد  ومكانته في البحار وفي الميزان الخليجي والعربي والاقليمي.

من يقرر نتائج الحروب هو الميدان والميدان يعمل بكليته في صالح محور المقاومة وغزة وفلسطين. فلن تنفع الأموال والمزيد من السلاح ولن تغير في التوازنات والاتجاهات.

أما طوفان الأقصى العجائبية وحرب غزة التحريرية وانخراط الجبهات ووحدتها ووحدة الساحات، فقد بدأت ترسي نتائج استراتيجية ونوعية في تصميم مسارات المستقبل في الصراع وفي العرب والاقليم والعالم، وكلها في صالح تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.

إضافة نوعية، فحرب غزة ونهوض الطلاب والشباب في أميركا والعالم يؤشر إلى أن غزة وحربها حققت مكسباً استراتيجياً نوعياً في إسقاط وانهاء ما سمي ب “الاسلاموفوبيا” التي كانت تهدد الجاليات العربية والإسلامية، وتنذر بعواصف ومذابح وحروب دينية مفتعلة. وألحقت هزيمة بالمشروع الأنكلو- ساكسوني القائم على استراتيجيات إشغال الأمم والشعوب بحروب وانقسامات دينية وطائفة ومذهبية وجهوية لتعيش طغمة الليبرالية المتوحشة والمهيمنة عالمياً.

فطوفان الأقصى وحرب غزة وتضحياتها أصبحت دواء وبلسماً يعالج الجروح والتقيحات ويفتح المستقبل على عالم جديد ونظام جديد، تعلى فيه كلمة الوحدة والتفاعل بين الشعوب لا الانقسامات والاحتراب على قضايا لا تستحق أو تستوجب الحروب.

المال والسلاح لا تصنع انتصارات وحرب غزة تغير في العالم ونظامه وقوانينه الضابطة للعلاقات بين الشعوب والأمم.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى