
الموساد اغتال محمد سرور لدوره بتمويل “حماس”؟
ظهرت في الساعات الأخيرة من اليوم الأربعاء، أن عملية قتل الصراف محمد سرور متصل بخلفيات سياسيّة، وأن التحقيقات الجنائية-الأمنية مستمرة للتأكد من الجهة التي تمكنت من استدراج سرور من بيروت إلى عقار في بيت مري لتصفيته.
واليوم، أعلنت القناة 14 الإسرائيلية “أن التقديرات تشير إلى أن الموساد يقف وراء مقتل المواطن اللبناني محمد سرور، نظراً لطبيعة عمله لصالح إيران، وكذلك الطريقة التي قتل بها”.
وإذا كانت الرواية التي خرجت بها الأجهزة الأمنية في قضية الصراف محدودة المعطيات، حيث التكتم بشكل كبير على هذا الملف، فما توصلت إليه “المدن” أن الصراف محمد إبراهيم سرور استدرج من قبل سيدة مجهولة الهوية (حتى كتابة هذا التقرير)، إلى بيت مري حيث وُجد جثة هامدة (راجع المدن”).
وأوردت وكالة “فرانس برس” اليوم خبراً قالت فيه: “قُتل لبناني خاضع لعقوبات من واشنطن التي تتهمه بتسهيل نقل أموال من إيران إلى الجناح العسكري لحركة حماس، قرب بيروت، ، فيما أشارت تقارير إلى أن جهاز الموساد الإسرائيليّ قد اغتاله”.
وأضافت الوكالة، “أن سرور كان يحمل مبلغًا ماليًا لم يسرقه منفذو الجريمة”.
وقال مصدر للوكالة، إن سرور كان يعمل في مؤسسات مالية تابعة لحزب الله اللبناني الموالي لإيران وحليف حركة المقاومة الإسلامية (“حماس”).
وفي آب 2019، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على أربعة أفراد، بينهم سرور، بتهمة تسهيل تحويل “عشرات ملايين الدولارات من فيلق القدس الموكل بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، إلى حماس (…) عن طريق حزب الله في لبنان (…) من أجل شنّ عمليات إرهابية مصدرها قطاع غزة”.
وأشارت الخزانة الأميركية حينها إلى أن سرور كان “مسؤولًا عن نقل عشرات ملايين الدولارات سنويًا من فيلق القدس إلى كتائب عز الدين القسام- الجناح العسكري لحماس”.
وذكرت أن سرور “كان بحلول العام 2014 مسؤولًا عن كل التحويلات المالية” بين الطرفين ولديه “تاريخ طويل من العمل في بنك بيت المال”.
وصنّف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية في العام 2006 “بيت المال” مؤسسة “مملوكة أو خاضعة لسيطرة أو تعمل من أجل أو لحساب حزب الله”.
عملية مدبرة!
ووسط حالة من التكتم، فقد تم التداول بمعلومات تفيد بأن سرور عمل في مؤسسات مالية تابعة لحزب الله. ورجحت المصادر أن يكون موظفًا في “القرض الحسن” التابع لحزب الله، وقام خلال الأعوام السابقة بتسهيل وتمرير الأموال لصالح حركة حماس، بعد التواصل مع أشخاص في فلسطين المحتلة.
وحسب المصادر الأمنية، فقد وُجد سرور مقتولًا داخل “فيلا” في بيت مري، بعد استدراجه من قبل سيدة إلى هناك، ولفتت المصادر إلى أن العملية التي نفذت بدقة عالية توحي بأن مجموعة من الأشخاص شاركوا فيها، خصوصًا بعدما وجد سرور مطروحًا على الأرض نتيجة إطلاق 6 رصاصات على جسده.
وبما يتعلق بأغراضه الخاصة، أوضحت المصادر نفسها أن مبالغ مالية وجدت معه، ولا معلومات مؤكدة حول تعرضه للسرقة أم لا، خصوصًا أن بعض الأموال وجدت بجانب جثته، كما وجدت الأسلحة التي قُتل فيها، إضافة إلى قفازات وأدوات أخرى. وحسب مصادر مطلعة، فإن عملية القتل كانت مدبرة وفي غاية الدقة، خصوصًا أنهم لم يغادروا الفيلا أو العقار فور قتل سرور. وعلى ما يبدو ومن خلال معاينة ومراقبة العقار، أنهم كانوا يملكون وقتًا كافيًا لرمي الأسلحة التي استعملت خلال تنفيذ عملية القتل داخل براميل مليئة بالماء والصابون لإزالة البصمات عنها.
بيان عائلة سرور
وبهذا الشأن عقدت عائلة سرور في البقاع الشمالي مؤتمرًا صحافيًا في اللبوة، بحضور عضوي كتلة “الوفاء للمقاومة” النائبين علي المقداد وإيهاب حمادة. وروت العائلة تفاصيل الجريمة بعدما فقدوا الاتصال به. وطرحوا مجموعة من الأسئلة حول أسباب استدراج الضحية إلى الشقة، والهدف من قتله بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت، والجهة المسؤولة عن تنفيذ عملية القتل، وطالبت العائلة الدولة اللبنانية القيام بمسؤولياتها وتبيان الحقيقة.
وعليه، يمكن القول إن الاحتمال الأكبر بمقتل سرور أنه يندرج ضمن مسلسل الاغتيالات الإسرائيلية التي تستهدف “حماس” وداعميها في لبنان.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته عائلة الشهيد سرور اليوم الأربعاء 10 نيسان/ أبريل 2024، في بلدة اللبوة البقاعية، على خلفية مقتل المغدور سرور في بلدة بيت مري، بحضور عضوَيْ كتلة الوفاء للمقاومة النائبين علي المقداد، وايهاب حمادة وفعاليات البقاع الشمالي وعائلة سرور.
وقالت العائلة: “نحن أهل الشهيد وأبناء اللبوة والبقاع الشمالي نشدِّد على ضرورة تبيان الحقيقة وعلى أنَّ دماءه لن تذهب هدرًا”، محذرين من “المماطلة والتعاطي مع الجريمة على أنَّها حادثة عابرة”.
وأشارت إلى أنهم سيتابعون الأحداث بكلّ مسؤولية، معتبرين أنَّ الشهيد محمد هو شهيد الوطن.
هذا وتقدمت عائلة الشهيد سرور بالشكر من الأجهزة الأمنية وفرع المعلومات على جهودهما في الكشف عن مصير الحاج محمد سرور.