
أميركا عشية أزمة اقتصادية وسياسية طاحنة وغير مسبوقة
ميخائيل عوض
لم تعد صفة غير المسبوق بوصف الأحداث تقتصر على دول العالم الثلاث أو الدول التي لم تخضع لإرادة أميركا بعد أن تفردت بقيادة النظام العالمي وبلطجت وتوحشت.
في أميركا الكثير من الأحداث والتطورات باتت توصف بغير المسبوقة، فغير مسبوق في نظامها وتشكيلاتها أن يخرج عليها شخصية إشكالية متمردة كترامب، وغير مسبوق أن يقود أميركا لأربع سنوات بحالتها المتوترة والمتصارعة تكتلات دولتها العميقة. ووصف الهجوم على الكابيتول لأنصار ترامب بالحدث غير المسبوق، وبالأمس وقع حدث غير مسبوق منذ تأسيس مجلس النواب الأميركي بأن تمت إقالة رئيسه. ما يضع أميركا في ظل أزماتها وتوتر العلاقة بين الحزبين وبين تيارات الحزبين ذاتهم أمام احتمال دخولها حقبة الفراغ التشريعي، والفراغ التشريعي يسوقها إلى أزمات فراغ قد تتسع مساحاتها، فلبنان قد خط ما يسمى نموذج الإدارة بالفراغات حتى فرغت كل المؤسسات والدولة وخزنة الودائع، وما زال عاجزاً عن إملاء فراغ الرئاسة وقصر بعبدا.
والمؤشرات الأكثر خطورة على احتمالات انفجار الفقاعات الاقتصادية والمالية ما يجري هذه الأيام ويوصف بأنه شبيه بمقدمات أزمة 2008 ما ينذر بأزمة عاصفة تجاوز ال2008 وتجاوز أزمة ال1929، وستصير حدثاً زلزالاً غير مسبوق أيضاً. فالأزمة الانهيارية أن ضربت أميركا، فهي تضرب رأس العالم الأنكلو- ساكسوني وتضرب رأس والجملة العصبية للاقتصاد الحر، بعد أن استنفذ كل محاولات الإصلاح والتعديل والتطوير، وحلت فيه الليبرالية المتوحشة، وإذا كانت أميركا قد نجت ونجحت باحتواء أزمة 2008 بتصديرها إلى بلدان العالم وخاصة حلفائها واقتصاداتهم، إلا أن الأزمة الجارية إذا انفجرت فلم يعد من مجارير لتصريفها بعيداً عن هز الاستقرار والنظام والاقتصاد والمجتمع الأميركي، فلم يعد حلفاء أميركا والاقتصاديات التابعة قادرة على تصريف أزمات أميركا ولم يعد العالم يقبل نفايات أميركا الاقتصادية والسياسية.
فروسيا والصين والبريكس وشنغهاي اسست لنفسها واطلقت نظم وتكتلات وآليات تبدل خرجت من تحت عباءة وتحكم الاقتصاد الأميركي، وخطت لنفسها آليات وطرق تجعلها لا تتأثر بأزمة انهياريهة للاقتصاد الأميركي والليبرالي. والحرب الأوكرانية وحروب العدوان الأميركية بما سمته عقوبات وحصارات لم تؤتي نفعا لها ودفعت الدول والشعوب لابتداع والبحث عن بدائل وصمدت وانعكست تلك الحروب وبالا على أميركا وحلفائها واقتصاداتهم المأزومة.
وهذه عينه من المؤشرات والتنبيهات عما ينتظر الاقتصاد الأميركي.
” الائتمان المصرفي في أميركا ينكمش رسميا…
🔺لم يحدث هذا إلا خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008…
🔺اربطوا احزمة الامان
🔵تحذير:
🔹 احتمال حدوث ركود في اقتصاد اميركا يرتفع الان فوق مستويات ال 60%..
🔹هذا المستوى شوهد مرتين فقط في تاريخ أميركا…
🔹وفي المرتين انتهى الأمر بانكماش حاد…
🔹الغريب هو أنّ معظم الناس متفائلون ويقولون أنه لن يحدث الا (هبوط ناعم)
🔹 إلا أن ان المؤشرات الاقتصادية تقول العكس تماماً…
🔹الركود بات قاب قوسين أو أدنى!
https://t.me/QUI CKECONEWS”.
كمثلها رفع الفائدة الى معدلات ما كانته عام 2007، وكذلك رفع فائدة السندات الأميركية لتغطية العجز الفاقع والمتراكم والمتضخم والتي بلغت حدود ال7%، ما أدى إلى اضطراب حاد في أسواق العملات والسندات واسعار الذهب والسلع الاستراتيجية، وتسبب بخسائر هائلة لشركات المتاجرة بالعملات المشفرة وبالعملات المشفرة ذاتها، وكل هذه تعتبر من المؤشرات على اقتراب الزلزال. والأهم بين المؤشرات سبب إقالة رئيس المجلس النيابي الأميركي غير المسبوق، فقد إقالته الاكثرية الجمهورية لأنه مرر حزمة تمويل ديون كي لا تقفل الدولة الأميركية الاتحادية. وإقالته من قبل الجمهوريين وخاصة الترامبيين مؤشر على اشتداد الحرب الداخلية عشية الشروع بالحملات الانتخابية الرئاسية ولجوء كلا الطرفين الى كل الاسلحة، والأخطر تجاهل الانعكاسات على أميركا ونظامها واستقرارها واوضاعها الاقتصادية والمالية.
الضرب تحت الحزام بدأ، والحزام اصلا قد شاخ وبحالة تهلهل وتأكل…
قد تكون نذر دخول أميركا حقبة الانهيار الاقتصادي والسياسي فالمجتمعي قد ازفت…
هل سنقول باي باي أميركا… وسنفتقدك…. هذا ما توقعه نازاروف قبل سنوات فهل تصح نبوءته؟ وماذا عن العالم الجديد وتاريخ ولادته مكتملاً وأي نظام سيحكم؟