
كورونا سلاح بيولوجي بين الواقع والافتراضي
روز نداف
الانتشار السريع والمفاجئ لجائحة فيروس كورونا – كوفيد 19 المعدي من مدينة ووهان الصينية إلى أكثر من مائة وواحد وخمسون دولة في العالم حتى الآن، وبشكل دراماتيكي غير مسبوق في العصر الحديث، هو ما يحفزنا أن نذهب باتجاه الشائعات الافتراضية التي من الصعب تبديدها، بكون محفزات سواء لدولة أميركا أو لـالصين اللتان سعتا لتطوير برامج الأسلحة البيولوجية التي تدرج ضمن نطاق الحرب البيولوجية أو الجرثومية والتي تستخدم الجراثيم والفيروسات كسلاح لنشر الأوبئة بين صفوف الآخر، الذي يعد لهم عدوا، إما لتدميره اقتصادياً أو عسكرياً، أو لإيقاع أكبر عدد من الضحايا بين صفوف الآخر لخلق نوع من فوضى داخل مجتمعات العدو لاستحواذ على مصادر الطاقة والاستثمار، لدرجة التي تجند الدول المصابة كل إمكانياتها لتجنب كارثة الوباء، الذي يؤدي بإنتاجها الصناعي والزراعي والاقتصادي إلى تدهور فادح لا يقوم لها قائمة، فيتم فرض أرادة المعتدي على المصاب بكارثة الوباء.
وضمن هذا الافتراض فإن سلاحاً بيولوجياً كان في طور التصنيع في ووهان الصينية تسرب من المختبرات، أو أن أميركا هي التي تقف وراء انتشار الفيروس في ووهان، لأن نظرية المؤامرة لا يمكن استبعادها بين الدولتين، نتيجة الحرب الاقتصادية والتجارية وتصاعد حدة التوترات بينهما، فكلتا الدولتين تتسابقان لاحتلال الموقع الأول كأكبر قوة اقتصادية وتجارية في العالم للهيمنة على مقدرات الأسواق العالمية وبورصات المال والتجارة وسوق النفط ، ليتم إعادة توازن القوى وتغيير خارطة النفوذ، ولما أخذت الصين تظهر كعملاق هائل في الأسواق التجارة والصناعة الدولية لا ينافسها سوى أميركا، هو الأمر الذي أزعج الأميركان كثيراً، كون الصين صعد بريقها الصناعي والتجاري والمالي على حساب شركاتها ومصانعها العاملة هناك، لان الأميركان هم اكبر قوة صناعية تستثمر في الصين وعلى كل أصعدة الصناعة والتجارة والطاقة، وبالتالي فان ما رفع مقام الصين تجاريا وصناعيا وعلى مستوى الدولي، قد جاء من جهد صناعي واستثماري الهائل الذي تنفذه أميركا في الصين وهذه حقيقة يدركها الجميع.
فأخذت أميركا تفرض على الصين ضرائب هائلة على صادراتها سواء كان منها أو إليها، يرافق ذلك تصاعد حدة الصراعات بين دول العالم بصورة عامة، حيث سباق التسلح و صناعة الأسلحة الفتاكة والمدمر وانتشار الإرهاب واضطرابات هنا وهناك ونشر قوات عسكرية لدول العظمى وأساطيلها وأبراجها الحربية في هذه المنطقة وتلك، وهذه الأوضاع ألمرتكبه والغير المستقرة في أنحاء العالم، هو الذي يحفز الدول الصناعية الكبرى إلى تطوير أسلحة بيولوجية– ويدخل اليوم من ضمنها فيروس كورونا– بسبب قلة تكاليفها قياساً للأسلحة النووية التي تثقل ميزانية الدول المصنعة، وأغلبها اليوم تمر بأزمة اقتصادية لا مثيل لها، وهنا تكمن خطورة الأسلحة البيولوجية لحجم الآثار الكارثية التي تخلفها هذه الأسلحة بسبب انخفاض تكلفتها.. وسهولة تحضيرها.. وسرعة نقلها… وإحاطتها بالسرية التامة.. واستخدامها مقارنة بأسلحة الدمار الشامل من القنابل النووية والكيميائية الآخرى، حيث إنها تنتشر عبر الهواء بشكل خفي وهو الأمر الذي يصعب اكتشاف فاعلها أو تحديد مصدرها.
فالأسلحة البيولوجية تعد اليوم من أشد أنواع الأسلحة المعروفة فتكا وتدميرا، ويمكن التلاعب بجينات الفيروس حسب الغرض الذي خصص لهذا السلاح البيولوجي وبشكل متعمد، فإما يكون هذا السلاح مخصص لنشر الأوبئة بين البشر، أو من اجل تدمير البيئة الطبيعية من الماء والهواء والتربة، أو لإيقاع أضرار فادحة في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والتي تدخل ضمن نطاق الثروة الاقتصادية للدول وتجارتها.
والسلاح البيولوجية، سلاح عرفه الإنسان واستخدمه منذ عصور ما قبل الميلاد بآلاف السنين وبشتى وسائل، من تسميم مياه الشرب وتلويث المأكولات والملابس ونشر السموم عبر تسلل إلى داخل معسكرات الأعداء.
فقبل سبعة ألاف سنة كان الآشوريين لهم المعرفة الواسعة بما يعرف اليوم بـ بعلوم البيولوجية
وعلى رغم من أن هذا السلاح البيولوجي قد حصد أرواح أكثر من خمسمائة مليون إنسان خلال الحقب الماضية، ورغم بشاعة الأمر وقسوته، إلا أن البشرية والضمير البشري لم يهز قيد أنملة، لا بما أوقعه هذا السلاح البيولوجي ولا بالسلاح النووي الذي استخدمته أميركا ضد اليابان– ومن دون تردد – ولا بالأسلحة الفتاكة الآخرى سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية، ولم يتعلم من أخطاءه، ليفجع المجتمع البشري مجدداً في كل إنحاء العالم بجائحة فيروس المصنع كورونا – كوفيد 19 المعدي والقاتل، الذي انتشرا منذ مطلع العام العالي 2020 في مدينة ووهان الصينية