مبادرة “اعتدالية” رئاسية واعدة تكسر ستاتيكو الجمود
تداعي الكتل الى التشاور للمطالبة بانتخاب رئيس وجلسة مفتوحة
من أرض الخلافات السياسية الخصبة والجفاف الرئاسي داخلياً وخارجياً، نبتت مبادرة “اعتدالية” من شأنها، إن لم تؤدِ الى كسر ستاتيكو التعطيل الرئاسي، فعلى الاقل تفضح المعطلين عن حق وتحملهم مسؤولية ما قد تؤول اليه اوضاع البلاد المهددة بشتى انواع الاستهدافات خارجيا مع ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية وجديدها صدر اليوم من الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بني غانتس، وداخليا وقد بات الشارع مفخخا بموجة اعتصامات واحتجاجات من موظفي الادارة العامة والعسكريين المتقاعدين وانضم اليه موظفو البلديات.
المبادرة التي كُشف النقاب عنها من معراب اليوم طرحتها كتلة الاعتدال الوطني المتموضعة خارج الاصطفاف السياسي ،ومن هنا تكتسب اهميتها، خصوصا انها تحظى برضى الرئيس نبيه بري، تقوم على “لقاء نواب من كل الكتل في المجلس النيابي للمطالبة بجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، والتشاور على الهامش في الموضوع الرئاسيّ، فإن تم الاتفاق على مرشح، يدعو بري الى جلسة لانتخاب الرئيس وإن لم يتفقوا يحدد موعد لجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس.
مبادرة “الاعتدال”: في السياق، استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وفداً من كتلة الاعتدال الوطني ضم النواب: احمد الخير، عبد العزيز الصمد، سجيع عطية، محمد سليمان في حضور نائبي تكتل الجمهورية القوية غسان حاصباني وفادي كرم ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في الحزب شارل جبور للبحث في مبادرة رئاسيّة.وبعد اللقاء، قال جعجع: “الكتلة عرضت علينا مبادرة جدية للوصول إلى انتخاب رئيس ووافقت عليها. المبادرة هي لقاء نواب من كل الكتل في المجلس للمطالبة بجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، ونتشاور على الهامش بالموضوع الرئاسيّ”. وأضاف جعجع أنّ “المبادرة واضحة ونحن قبلنا بها ووفق ما تبلّغنا فرئيس مجلس النواب نبيه بري متجاوب معها أيضاً”، وتابع: “إذا صفت النيات سيتم انتخاب رئيس ونيتنا صافية من اللحظة الأولى ولكن الأكيد أن محور الممانعة متمسك بسليمان فرنجية. يقولون إنّ فريق الممانعة من دُعاة الحوار، فكيف تحاوروا مع اللبنانيين ليذهبوا إلى القتال في الجنوب، وتعريض لبنان للخطر؟!”.
عند الكتائب: كما التقى وفد كتلة الاعتدال عضوي كتلة الكتائب النائبان نديم الجميّل والياس حنكش في بيت الكتائب المركزي في الصيفي وجرى البحث في سبل كسر الجمود الحاصل في إنتخابات رئاسة الجمهورية.
اهمية المبادرة: مصادر مطلعة على اجواء لقاءات كتلة الاعتدال قالت لـ”المركزية” ان اهمية الطرح انه داخلي اولا يحاول كسر الجمود من جانب كتلة خارج التموضع السياسي الحاد، تقترح التداعي من جانب الكتل النيابية، اثر انتهاء جولة كتلة الاعتدال بعد اجتماعها مع كتلة الوفاء للمقاومة، اي لا دعوة من جهة معينة للنزول الى البرلمان مطالبين بجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية الى حين انتخاب رئيس. جلسة واحدة كل من يشارك فيها يلتزم المشاركة في الجلسة الرئاسية المفتوحة ،ومن يقاطع يكشف مسؤوليته في تعطيل الانتخابات.
تحفيز المساعي: وفي حديث تلفزيوني، أكد عطية أن “انطلاقا من حقيقة أن الجمود الرئاسي بات قاتلا والحرب على وتيرة اعلى وهناك نية بالاعتداء علينا بشكل اوسع، ولانّ الرئاسة اثبتت أنها المفتاح الاساسي لاعادة انتظام العمل في البلد، رأينا أن من الواجب الوطني إعادة تحفيز المساعي الرئاسية بالتزامن مع مساعي اللجنة الخماسية، وبالتالي انطلقنا بمبادرتنا وكان اللقاء الاول بطبيعة الحال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري”، مؤكداً أن “الهدف هو التشاور واعادة فتح جلسات انتخاب رئاسية، مشيرا إلى أن طموحنا الالتزام بالبقاء داخل البرلمان إلى حين انتخاب الشخضية الافضل لرئاسة الجمهورية”.واشار عطية إلى أن “هدف مبادرة كتلة الاعتدال الوطني الاساسي الاجماع بين الكتل النيابية عبر عقد نقاش والوصول إلى نقاط مشتركة للاتفاق على اسم أو أكثر، وكما تأمين الـ86 صوتا، في وقت رأى أن ليس هناك تقاطع يدعم مرشح ثان بل هناك تقاطع مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وتقاطع ضد فرنجية”، مشددا “على أن هذه المبادرة ترتكز الى ملاقاة اللجنة الخماسية وهي بالتنسيق والتعاون معها لتذليل العقبات أمام انتخاب رئيس، نافيا أن يكون لمبادرتهم أي غطاء خارجي”.
لملاقاة جهود السفيرة: في الغضون، اوضح الرئيس ميشال سليمان في خلال استقباله السفيرة الاميركية ليزا جونسون: “تبذل السفيرة الاميركية المعتمدة حديثاً، السيدة ليزا جونسون التي تعرف لبنان منذ عام ٢٠٠٢، جهوداً جبارة في سبيل تحقيق استقرار لبنان “السياسي والامني والاقتصادي”، وذلك عبر العمل لوقف الحرب في جنوب لبنان وتطبيق القرار ١٧٠١ واستمرار بلادها في دعم الجيش اللبناني بالعتاد والسلاح وبكل ما يلزم لتمكينه من المحافظة على تماسكه و وحدته ودوره.كما تساهم الى جانب الخماسية بتسهيل انتخاب الرئيس العتيد. لا تكفي عبارات الشكر والتقدير لها بل ينبغي ملاقاة جهودها بالتزام الدستور والقوانين والديمقراطية والتخلّي عن الانانية وتخفيض منسوب المصلحة الشخصية من قبل اصحاب الشأن وتغليب المصلحة العامة عليها”.
تهديد اسرائيلي: امنياً، وعلى وقع استمرار التصعيد والمواجهات في الجنوب، تتوالى المواقف الإسرائيلية حول التهديدات للبنان.ففي جولته على الجبهة الشمالية، على الحدود مع لبنان قال غانتس ان “الحرب الدائرة في الجبهة الشمالية لن تنتهي حتى عودة السكان الإسرائيليين قرب الحدود اللبنانية إلى بيوتهم”. ولفت، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى “أننا نعمل عسكريا وسياسيا، لقد تم بالفعل طرد حزب الله من الحدود، ونحن نستعد لليوم الذي سنصدر فيه الأمر عندما نحتاج إلى توسيع أنشطتنا”.
وفي السياق يتواصل التوتر في الجنوب بين حزب الله وإسرائيل، وان بوتيرة اخف اليوم، وتشهد المنطقة تحليقًا متقطّعًا للمسيّرات الإسرائيليّة، وصولًا حتّى أجواء البقاع الغربي وجبل صافي في إقليم التّفاح”. كما عادت الغارات الإسرائيليّة لتطاول اكثر من منطقة وقرية وبلدة جنوبية. إذ تعرّضت الأطراف الشمالية لعلما الشعب وعيتا الشعب مقابل بلدتي القوزح وبيت ليف لغارة إسرائيلية. وعند الاولى والنصف فجرا، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة بين بلدتيّ بيت ليف وراميا، في القطاع الغربي.
وفيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن “سقوط صاروخَين في مستوطنة أدميت في الجليل الغربي”، أعلن “حزب الله”، في بيان، أنّ ” مجاهدي المقاومة الإسلاميّة استهدفوا عند السّاعة 9:00 من صباح اليوم السّبت 2024-02-24، تجمّعًا لجنود العدو الإسرائيلي في تلة الكوبرا بصاروخَي “بركان” وأصابوه إصابة مباشرة”.
الحلول العادلة تجلب السلام: ليس بعيدا، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بتصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية انطوني بلينكن حول عدم قانونية بناء مستوطنات إسرائيلية في الاراضي الفلسطينية، وبأن هذه الاعمال غير بناءة للوصول الى سلام دائم. ودعت الوزارة في بيان، المجتمع الدولي لزيادة الضغط على إسرائيل من خلال مواقف حازمة لوقف هذه الاعمال العدائية التي تُقّوض فرص السلام العادل والشامل والدائم، المبني على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية الصادرة عن القمة العربية في بيروت عام ٢٠٠٢، والهادفة جميعها الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأكدت الوزارة مجدداً بأن الحلول العادلة وحدها ستجلب السلام الى الشرق الأوسط، وتوقف التوتر والحروب المستمرة منذ أكثر من ٧٦ عاماً، وتوفر الاستقرار. لقد حان الوقت لإسرائيل أن تجرب السلام كبديل للحرب والاحتلال.
إضراب البلديات:من جهة ثانية وفيما اضراب معظم الادارات العامة يشل الدولة، دعا موظفو البلديات واتحاداتها في لبنان إلى اضراب عام تحذيري نهار الإثنين 26 شباط 2024 في جميع البلديات واتحادات البلديات، يتزامن مع وقفة إحتجاجية الساعة العاشرة صباحا أمام مباني البلديات واتحاداتها لتوجيه رسالة إلى الحكومة اللبنانية لإنصاف موظف البلدية والاتحاد ومساواته بباقي موظفي الادارات العامة.
تجنب توسع الصراع: في المقلب الاقليمي- الدولي، وفي وقت نقلت “وسائل إعلام إسرائيلية” عن مصادر مطلعة على مفاوضات تبادل الأسرى ان الاتفاق تم في باريس 2 على خطوط عريضة جديدة، وان هناك تقدماً قد يسمح بالانتقال للتفاوض حول التفاصيل، جدد الرئيسان الفرنسي ايمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن التأكيد في اتصال بينهما تصميمهما المشترك على تجنب توسع رقعة الصراع إقليميا خاصة في لبنان. وفي شأن الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني أكدا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ومعارضتهما شن هجوم على رفح.ماكرون وبايدن أكدا ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى يسمح بوقف القتال وإنهاء التصعيد. وشددا على الحاجة الملحة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
المركزية