السيد: ثمن دماء المدنيين في الجنوب سيكون دماء لا مواقع وأجهزة تجسس وآليات

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “العدوان الذي حصل على مدينة النبطية والصوانة هو تطور يجب التوقف عنده”،معلنا أن “استهداف المدنيين واستشهاد عدد كبير منهم، هو أمر متعمد”. وقال :أن “استهداف المقاومة لكريات شمونة بعدد من صواريخ فلق وكاتيوشا، هو رد أولي على مجازر العدو بحق المدنيين في قرى جنوب لبنان”، متوجها للصديق والعدو بالقول: إن “نساءنا واطفالنا الذين قتلوا في النبطية والصوانة وغيرها من قرى الجنوب سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماء”. مؤكدا ان ثمن هذه الدماء سيكون دماء، لا مواقع وأجهزة تجسس وآليات”، مؤكدا أن “هذه الجبهة لن تتوقف مهما اعتديتم وقتلتم وهددتم”.

وتحدث نصر الله في احتفال “القادة الشهداء” (الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي وعماد مغنية)، الذي أقامه الحزب في “مجمع سيد الشهداء” في الضاحية الجنوبية، وتزامنا في بلدة النبي شيت في بعلبك، وطير دبا في الجنوب وفي بلدة جبشيت.

وأشار نصر الله في مستهل كلمته، الى انه “في إحيائنا اليوم نشعر أننا أكثر تثبيتا في ساحة التضحيات عندما نتذكر السيد عباس وأم ياسر والشيخ راغب والحاج عماد”، معتبرا ان
“هذه المسيرة والمقاومة من صفاتها ومميزاتها الأساسية أن علماءها وقادتها تقدموا ليكونوا شهداء وأحيانا مع عائلاتهم الشريفة ” وكذلك فإن كل من فيها وينتمي إليها مستعد للتضحية والبذل والعطاء”.

وأكد ان “المجاهدين الطيبين والناس الشرفاء لم يضعفوا ولم يهنوا ولم يتراجعوا ولم يشكوا في صحة طريقهم وأهدافهم وخياراتهم وواصلوا الطريق وحفظوا الوصية “حفظ المقاومة هي الوصية الأساس”.

وأكد ان “ما حصل من مجازر صهيونية في حق المدنيين في الجنوب مؤخرا كان متعمدا”، معلنا “نحن في قلب معركة حقيقية، وقال :”أننا “اليوم أقوى املا ويقينا بالنصر الآتي”. وقال :”في جبهة تمتد أكثر من 100 كيلومتر، وارتقاء شهداء من المقاومة جزء من المعركة، وفي موضوع المقاتلين استشهادهم جزء من المعركة، ولكن عندما يصل الأمر إلى المدنيين فهذا الأمر بالنسبة لنا له حساسية خاصة، وهو ليس بجديد منذ بدايات المقاومة، نحن لا نتحمل موضوع المس بالمدنيين ويجب أن يفهم العدو أنه ذهب في هذا الأمر بعيداً. هدف العدو من قتل المدنيين الضغط على المقاومة لتتوقف، لأن كل الضغوط منذ 7 تشرين الأول كان هدفها وقف جبهة الجنوب. والجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة وتصعيد العمل في الجبهة”.

ورأى ان “هذه التضحيات لا تنطلق من حالة عاطفية أو حماسية أو انفعالية، بل انطلقت من منطلق الوعي والبصيرة والمعرفة للأهداف والتهديدات والفرص وصحة الخيارات وسقم الخيارات الأخرى والجهاد في سبيل الله والتجارة الرابحة معه”.

وأكد أن “العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا أو اخفائه لهم كما حصل مع الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، يمكن أن يدفعنا إلى التراجع ويجعلنا نضعف أو نتخلى عن المسؤولية، فإن ذلك لن يحصل ابدا”.

وأشار إلى أن”استهداف مستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وعدد من صواريخ “الفلق” هو رد أولي”، وأردف: “نساؤنا وأطفالنا في النبطية والصوانة وغيرهما سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماء، ثمن دماء المدنيين ستكون دماء وليس مواقع”.
وردا على تهديد وزير الحرب الإسرائيلي للعاصمة بيروت، قال نصرالله: “يبدو أنه نسي أن المقاومة تمتلك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة التي تجعل يدها تمتد من كريات شمونة الى إيلات”.

وسأل السيد نصر الله “لو كان هؤلاء القادة الشهداء فينا اليوم كيف كان سيكون الموقف؟ هل كان سيكون الحياد أم كان سيكون الموقف هو الدعم والاسناد والنصرة والضغط والمساندة لمنع العدو من تحقيق اهدافه؟. بالتاكيد لكان صوت السيد عباس والشيخ راغب عاليا جداً في هذه الأيام، ولكان الحاج عماد في غرفة عمليات المقاومة”.

ولفت السيد نصرالله إلى أنه “رغم كل ما فعله العدو ويرتكبه الصهاينة في الضفة وغزة، فعلى الأميركيين والاسرائيليين أن يفهموا أنهم في فلسطين ايضا أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات”.
وتحدث عن الجبهة اليمنية، وقال :”إن الشعب اليمني يواصل استهداف السفن على الرغم من العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن والشعب اليمني، لأن المعركة الأساسية مرتبطة بالمعادلات الضاغطة لمصلحة أهل غزة”.

أضاف :”أن البعض يتحدث عن كلفة المقاومة وتبعاتها في لبنان، وهؤلاء يدعوننا الى الاستسلام”. وفي هذا الاطار أننا أمام خيارين، إما المقاومة أو الاستسلام”. سائلا:أيهما أكبر كلفة؟، معتبرا أن “ثمن الاستسلام باهظ وخطير ومصيري جدا”، مشددا على أنه “من المهم عدم الذهاب الى أي معركة جانبية لا تخدم الهدف الحقيقي”.

وأوضح السيد نصرالله أن “الاستسلام كان يعني تهجير أهل الجنوب وراشيا والبقاع من المناطق التي احتلها العدو في لبنان، ولا سيادة ولا استقلال ونهب خيرات هذا البلد ووجود سفير صهيوني في لبنان ولا عزة ولا كرامة وخضوع وهوان وعبودية”، لافتا إلى أنه “لو استسلم الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما، لكان أهل غزة خارجها وأهل الضفة خارجها ولكانت “اسرائيل” اليوم متمكنة في كل المنطقة”.

وأردف :” من الطبيعي في هذه المعركة أن يرتقي شهداء مقاتلون من حزب الله أو حركة أمل وهذا جزء من المعركة المستمرة والمفتوحة ونحن ننال من العدو حين نستطيع والعدو ينال منا حين يستطيع”. وقال :” عندما نستطيع أن نقوم بأي عمل لتحييد المدنيين وحمايتهم يجب أن نقوم به”، وهدف العدو من قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف عن مساندة غزة”.

وأعلن ان “الجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة العمل المقاوم في الجبهة وتصعيده”. وتوجه للعدو: إن “استهداف المدنيين يزيدنا غضبا وتوسعا وعملا في المقاومة”.

وأكد أن “المقاومة الشعبية اثبتت جدواها في انجاز التحرير، وأن المقاومة في لبنان وفلسطين كسرت ميزان الردع الاسرائيلي وهشمت صورته”، لافتا الى أنه خلال “أكثر من 4 أشهر وبوجود عدة فرق من الجيش الاسرائيلي يقاتل في مساحة 350 كيلومتر ومن يقاتله هناك مقاومة شعبية بإمكانيات متواضعة، وهي مقاومة اسطورية، مع صمود اسطوري لشعب غزة”.

وأعلن “وجوب “أن نتمسك بسلاح المقاومة وقدراتها وحضورها أكثر من أي وقت مضى”، مؤكدا أن هذا ما يجعل العدو يخاف ويرتدع وهذه ميزة المقاومة الشعبية”، مطالبا أن “يصبح الجيش اللبناني قويا ومقتدرا”، وسأل:”من يمنع ذلك؟”.

ولفت الى ان “المقاومة جعلت العدو يعيش أزمة وجود، ذروتها تجلى في “طوفان الأقصى”… والأخيرة كشفت مخططات العدو بتهجير الفلسطينيين”.مشيرا أن “من جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا وكل الشعوب الإسلامية في العالم تبيان الحقائق لأن ما جرى منذ 7 تشرين الأول/اكتوبر إلى اليوم هو تزوير تاريخي”، موضحا أنهم “أرادوا أن يصنعوا من حماس “داعش”، ووضع أساس قانوني لإنهائها وهذا أكبر تزوير حصل في السنوات الأخيرة”.
وتساءل:”أليس من الذل والهوان والضعف أن دولا تحكم ملياري مسلم لا تستطيع أن تدخل الدواء والغذاء إلى أهل غزة؟”، مشددا على أن هذا هو “من نتائج خيار الاستسلام”.
وقال إن “العدو لم يستطع أن يقدم للعالم طفلا واحدا مقتولا كما ادعى اعلامهم.والعالم حكم على “حماس” و”الجهاد” بمجرد اتهامهم من قبل العدو الصهيوني ممن دون أي تحقيق أو دليل، بالمقابل فإن هذا العدو يقتل يوميا أمام الكاميرات النساء والأطفال دون أي اجراء أو رد فعل من قبل دول العالم”.

وجزم نصر الله انه “إذا فتح تحقيق حول 7 أكتوبر سينهار الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدعيه نتنياهو وبايدن بإصرارهما على القضاء على “حماس”، مشددا على أن “أكبر ظاهرة نفاق يشهدها العالم اليوم هي السياسة الأميركية تجاه ما يجري في فلسطين وغزة”، موضحا أنه “إذا توقف الجسر الجوي الأميركي المفتوح لنقل الأسلحة إلى كيان العدو تتوقف الحرب على غزة شاء نتنياهو أم ابى”.

ورأى أن “كل دول العالم تطالب بوقف الحرب على غزة إلا إدارة بايدن”، معلنا أن “من يصر على هدف القضاء على “حماس” هي أميركا أكثر من “اسرائيل”، مشيرا إلى أن “كل قطرة دم تسفك في غزة وكل المنطقة، المسؤول الأول عنها هو بايدن واوستن وبلينكن”.

وأشار الى أن “عملية طوفان الأقصى كشفت الهدف الحقيقي الاسرائيلي، وهو تهجير الفلسطينيين من فلسطين المحتلة أي تهجير أهل غزة والضفة واراضي الـ 48 وإقامة دولة يهودية خالصة”، وقال:”أن الحصار على قطاع غزة كان هدفه الوصول الى الموت جوعا دون أن يشعر بهم احدا في العالم وطوفان الأقصى اوقف هذه المهزلة وفضح العدو وجعله يدفع ثمناً باهظاً وخطيرا”.

وشدد على ضرورة “أن يكون هدف دول وحكومات المنطقة عدم تهجير الفلسطينيين”، موضحاً أن “هذا يحتاج إلى مواجهة كبرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى