
شاعر الجنوب محمد علي شمس الدين قاوم ورحل
لم تكن نهاية الاسبوع هذه كغيرها عادية، لان الصباح لم يشرق نقيا، بل كان لحظة غياب لحياة مليئة بالشاعرية نصها الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين، ورحل فجرا ليترجل عن صحوة الحياة بعد ان جاراها بافراحها ومآسيها 80 عاماً، كانت ايامه الاخيرة مثقلة بتعب صحي ألزمه البقاء في المستشفى لايام، ليغمض عينيه متوجها الى رب كريم.
يعتبر الشاعر محمد علي شمس الدين في طليعة “شعراء الجنوب”، وهي التسمية التي أطلقت على مجموعة من الشعراء اللبنانيين من قرى وبلدات جنوبية مثل حسن عبدالله وشوقي بزيع والياس لحود وجودت فخر الدين، كونهم بالكلمة والحرف والايمان واجهوا حتلالا اسرائيليا معتد.
شعر محمد علي شمس الدين ملأ الارض عنفوان ومن قصائده:
“يا اخوتي
أنا الآن منكشف كالفضاء
أطير هنا وهناك
سابحاً في أعالي السماء”
أنا الآن منكشف كالفضاء
أطير هنا وهناك
سابحاً في أعالي السماء”
الشاعر الراحل في سطور
وُلد محمد علي شمس الدين في قرية بيت ياحون، درس شمس الدين في بيروت وحاز إجازة الحقوق من “الجامعة اللبنانية” عام 1963، وعمل مديراً للتفتيش والمراقبة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي اللبناني، ثم تحوّل بعد ذلك إلى دراسة التاريخ حتى حصل على درجة الدكتوراه.
تفتحت موهبته الشعرية باكرا، ويعتبر من طليعة شعراء الحداثة في العالم العربي منذ العام 1973 وحتى الآن، وقد شارك في العديد من المهرجانات الشعرية في البلاد العربية ويعكف على كتابة مقالات نقدية وأدبية عن الشعر والأدب والفكر في المجلات والصحف اللبنانية والعربية، وهو عضو الهيئة الإدارية في اتحاد الكتّاب اللبنانيين.
وقد نعاه اتحاد الكتّاب الّلبنانيّين في بيان جاء فيه:
كلما مات عالم ترك ثلمة في ميادين العلم والمعرفة وكلما مات شاعر ترك اثلامًا في بحور الإبداع والفن والثقافة…
التشييع
وشهدت بلدة عربصالم الجنوبية تشييعا مهيبا في وداع شاعر الارض الى مثواه الاخير، بمشاركة حشد شعبي وشخصيات رسمية.
أم الصلاة على الجثمان الشيخ محمد جواد شمس الدين قبل أن يوارى في الثرى في روضة البلدة.