“ليلة الطائرات الشراعية” الأولى في العمق الإسرائيلي
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” ك في التاسع من أكتوبر 2023 في معرض تغطيتها لهجوم 7 أكتوبر إلى أن الطائرات الشراعية كانت استخدمت قبل 35 عاما، وحينها تمكن طيار في عام 1987 من قتل ستة جنود بعد أن هبط بطائرته الشراعية بالقرب من قاعدة للجيش الإسرائيلي، في حين تذكر المصادر الفلسطينية أن حصيلة ذلك الهجوم الجوي بالطائرات الشراعية تمثلت في مقتل وإصابة أكثر من 35 جنديا، ففي تاريخ 25 نوفمبر عام 1987 استخدمت الطائرات الشراعية في شن عمليات داخل العمق الإسرائيلي في مناسبة شهيرة عُرفت بـ “ليلة الطائرات الشراعية”.
وقد روت الصحيفة الأمريكية تفاصيل تلك الحادثة الشهيرة قائلة إن “طائرتين للعدو أقلعتا في وقت متأخر من 25 نوفمبر 1987، بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان، عازمتين على غزو المجال الجوي الإسرائيلي. لم تكن مقاتلات نفاثة أو طائرات مروحية أو حتى مناطيد. كان المقاتلون الفلسطينيون يحاولون مهاجمة بلد يحميه أحد أقوى الجيوش في العالم، بطائرات شراعية بالكاد أن تكون طائرات ورقية مجهزة بمراوح ومحركات بحجم آلة جز العشب”.
وفي التفاصيل فقد شارك في عملية الطائرات الشراعية والتي تعرف أيضا باسم “شهداء قبية” أربعة مقاتلين من منتسبي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بينهم سوري يدعى خالد أكر، والتونسي ميلون بن ناجح.
تعتبر المصادر العبرية “ليلة الطائرات الشراعية” هجوما إرهابيا على الرغم من أن العملية الجوية استهدفت معسكرا للجيش الإسرائيلي، “سيارة وقاعدة للواء ناحال بالقرب من كريات شمونة في 25 /11/1987، والذي انتهى بمقتل ستة جنود إسرائيليين وإصابة ثمانية أو عشرة”،وقد إستخدمت الطائرات الشراعية في ذلك الهجوم الجوي الذي وُصف في ذلك الوقت بأنه واحد من أكثر الهجمات غرابة على أهداف إسرائيلية، كما أفيد بأن المقاتلين السوري والتونسي كانا مسلحين ببنادق كلاشنكوف ومسدسات وبقنابل يدوية، وجرى الحديث حينها بأن تلك العملية المبتكرة في أسلوبها لم تكن الأولى، إذ سبقتها واحدة في مارس عام 1981.وقد روت مصادر عبرية تلك الحادثة قائلة: “وصل مسلح على متن طائرة شراعية آلية إلى خليج حيفا وأسقط عدة قنابل محلية الصنع، لكنه اضطر إلى الهبوط بسبب نفاد الوقود وتم اعتقاله”.
وقد ذكرت الرواية الإسرائيلية أن السوري خالد أكر لم يتمكن من الوصول إلى الهدف، حيث سُمع ضجيج محرك طائرته الشراعية وأطلقت صفارات الإنذار، وتعقبته الكشافات الضوئية وأعمت بصره وأجبرته على الهبوط بالقرب من موقع للجيش الإسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، وهناك تبادل إطلاق النار مع الإسرائيليين إلى أن قتل،أما التونسي ميلود بن ناجح فقد حالفه النجاح وعبر، حسب رواية عبرية، “الحدود وهبط في حقل بالقرب من معسكر غيبور التابع لواء ناحال بالقرب من كريات شمونة. خرج الإرهابي الذي نزل إلى طريق سريع قريب وفتح النار على سيارة عسكرية عابرة، ونتيجة لذلك قتل جندي وجرح آخر. بعد ذلك، هاجم بن ناجح بوابة المخيم، التي كانت على بعد حوالي مائتي متر، وألقى قنبلة يدوية وفتح النار من بندقية رشاشة. الحارس روني ألموغ البالغ من العمر 19 عاما، لسبب ما لم يتفاعل مع إطلاق النار على الطريق السريع ولم يدق ناقوس الخطر، والآن تخلى تماما عن مكان تمركزه وهرب من دون حتى فتح النار في المقابل. ونتيجة لذلك، اقتحم المسلح المخيم من دون عائق، وأطلق النار وألقى قنابل يدوية على الخيام، ما أسفر عن مقتل خمسة وجرح سبعة جنود إسرائيليين”.