جولة طوفان الأقصى في خواتيمها

ماذا عن فرص تسوية 4 حزيران 1967؟

ميخائيل عوض

أبدعت غزة الأسطورة في صناعة المعجزة العجائبية، وهجمت وحررت مواقع ومستوطنات في فلسطين ال48 في عملية وقائعها ونتائجها مفاجئة وفوق استراتيجية. أدمت إسرائيل وكشفتها على خوائها وعجزها وانهيار قدراتها، ما استوجب رعاية أبوية وأمومية من أميركا والأطلسي.

ليس لدى إسرائيل اي قدرات عسكرية فعلياً إلا الطيران والصواريخ والذخائر التي قدمتها اميركا لها بالسرعة الكلية، وهذه لا تفيدهم إلا بقتل الأبرياء وتدمير الكنائس والجوامع والمشافي والأبراج وقتل الأطفال والنساء.

وهذه بدورها تكشف اسرائيل وأميركا أنها دول مصنعة لا تعيش إلا على الحروب التدميرية وإبادة الشعوب الأصلية، وتستنهض الشعوب والأمم التي ضاقت ذرعا بالنموذج الأنكلو- ساكسوني وقيادته المتوحشة.

أما الحرب البرية فستكون مقبرة للجيش الاسرائيلي وتحويل أسلحته ودرر صناعته والغرب إلى خردة، ما سيفتح الباب أمام امام هجمات معاكسة وجولات تصل فيها أقدام القساميين وفصائل محور المقاومة إلى الضفة وعموم فلسطين ال48 لإنجاز التحرير الكامل.

غزة أبدعت، والقسام عبرت، والجولة حققت الف ضعف مما خطط لها، وما استهدفت عندما تم التخطيط لها. ولم يدر بخلد المخططين حلم ما تحقق ولا افترض احدهم ان الدفاع الاسرائيلي سينهار بلحظات وتدخل إسرائيل وقيادتها السياسية والعسكرية لساعات في حالة الغيبوبة التامة.

من الواضح ان المحور ارادها جولة في استراتيجيته للحرب طويلة الامد وتحرير فلسطين بالجولات. وخاضتها القسام كعملية نوعية لتحرير الاسرى وفك حصار غزة وحماية الاقصى. فتحولت بقوة الظرف الموضوعي ونضج الظروف المادية حولتها من عملية تكتيكية عبقرية الى جولة قاسية خسرتها اسرائيل وأميركا الأطلسي، ودفعت غزة ثمناً باهظاً من ناسها وعمرانها.

فجرت جولة طوفان الأقصى تحولات هائلة النوعية مؤسسة ومغيرة في الاحوال واتجاهات الريح في مستقبل العرب والاقليم والعالم منها؛

– عزلة إسرائيل وافتقادها لقوى الدعم التي كانت رسمياً وسياسياً ودبلوماسيا وشعبيا.

– انكشفت أميركا والأطلسي على شيخوختها وعجزها وانحسارها واستمرار خسائر الحروب والتأثير. وانهيار هيبتها فلم تفدها استعراضات القوة والعضلات الأساطيل واعلن بايدن نفسه لإسرائيل والعالم بان أميركا لن تقاتل مع إسرائيل ولو دخل حزب الله والمحور الحرب.

– أكدت أن أوراسيا واسيان والبريكس والجنوب تحول عن أميركا وعالمها ويسعى ويؤيد كل من يقاتلها ويستنزفها ويفرك الجميع اكفهم فرحا.

– اعظم التحولات النوعية والمؤسسة ضربت في العرب شعوباً ونظما ودول وهذا سيؤسس لإقليم ولعرب ولعالم جديد. فتكون جولة طوفان الأقصى الأهم والاكثر نوعية ين سوابقها وتتوجها، وقد تجسدت نتائجها كاهم من حرب اقليمية فماذا وكيف تجسدت هذه التحولات؛

– ثلاث حكومات وقعت اتفاقات مع اسرائيل وطبعت وتامرت وخدمت اسرائيل وعملت بأوامر واملاءات امريكا تمردت وصفعت بايدن ورفضت الاجتماع معه في عمان.

– أعلنت مصر على لسان السيسي أن تهجير غزة لسيناء إعلان حرب لم ولن تمر ولتبحث إسرائيل عن حلول أخرى.

– أعلنت الأردن أن تهجير الضفة ممنوع ودونها حرب.

– أعلنت إسرائيل سحب بعثاتها وإقفال سفاراتها في الدول العربية والإسلامية كنذير ومؤشر لانتهاء حقبة التطبيع الإبراهيمية وصفقات تصفية أقضية.

– نهضت الشعوب وتتظاهر الملايين وتهتف لتحرير فلسطين كلها.

– أعلنت السعودية رفض كل أشكال التطبيع واستمرار الحرب وطالبت بتسوية 4 حزيران لا غير.

– بدأت فصائل المحور تشتبك مع الأميركي في سورية والعراق والبحر الأحمر في توسيع لمسرح الحرب لمعاقبة أميركا على دعمها لإسرائيل واعتبارها عدو.

– نهضت الشعوب في العالم وتتظاهر في اوروبا وأميركا وفي الكونغرس لإدانة إسرائيل والادارة الأميركية..

ماذا بعد؟

الحرب على عتبة تحول كبير؛ أما الانفجار الشامل وهذه بيد محور المقاومة إن قرر، أو بداية لتبريد وصولاً لوقف النار وهدنة والشروع بالبحث باحتمال تعويم حل الدولتين واطلاق التسوية على قاعدة الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من حزيران…

فهل من فرص للتسوية السياسية أم أن الزمن قد فات.

…/يتبع

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى