السفير المغربي: التضامن الذي تلقاه المغرب من إيطاليا بعد الزلزال مذهل
يشعر المغرب بالذهول من الشعور الاستثنائي بالتضامن والصداقة والقرب الذي يتلقاه يوميا من الإيطاليين بعد الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي ضرب المناطق الوسطى من المغرب في 8 سبتمبر، وتسبب في وفاة 2681 شخصا حتى الآن.
هذا ما صرّح به سفير المغرب بإيطاليا، يوسف بلالا، في حوار مع وكالة نوفا الإيطالية للأنباء، حيث استرجع السفير الساعات الأولى بعد الزلزال العنيف، وقال إنه “أذهل برد الفعل السريع والعفوي من جانب السلطات الإيطالية والمجتمع المدني، الذين أبدوا منذ اللحظة الأولى استعدادهم للمساعدة”.
وتابع الدبلوماسي المغربي “كانت إيطاليا من بين الدول الأولى التي قامت بذلك، ونحن معجبون بشدة بمقترحات المساعدات السخية التي تمليها أيضًا العلاقات التاريخية والقوية بين البلدين”، موضحاً أن الوضع الحالي “يتطلب ضرورة تحديد الاحتياجات المطلوبة في الميدان، والتي سيتم بعد ذلك إبلاغها لأصدقائنا الإيطاليين”.
وأضاف “في الوقت الحالي، من الضروري إزالة العوائق من على الطرق وتسهيل الوصول حتى نتمكن من الوصول إلى كل مكان بالمساعدات الإنسانية والطبية وهذا يحدث بفضل القدرات الوطنية”، مسلطاً الضوء على التشغيل الكامل لمرافق المستشفى “التي لحسن الحظ لم تتأثر”.
وفي حديثه عن الوضع على الأرض، أوضح الدبلوماسي أنها منطقة جغرافية صعبة، مشيرا إلى أنها “ليست مركزًا حضريًا، فنحن نتحدث عن ارتفاع 1500 أو 2000 متر فوق مستوى سطح البحر في بعض الحالات. ولا تزال هناك بعض المراكز المأهولة وطرقها سيئة ويجب على الجيش إعادة فتحها”.
وأضاف “حتى الآن، لم يتم إجراء تقييم اقتصادي للأضرار ولكن من المؤكد أنها كبيرة: فقد أصبح العديد من الأشخاص بلا مأوى، وفي مدينة مراكش هناك أيضًا أضرار في التراث المعماري والفني والثقافي”، تعليقًا على الأضرار التي لحقت بمدينة مراكش، وهي موقع تراث تابع لليونسكو، حيث تعرضت جدرانها التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر لأضرار جسيمة بسبب الزلزال، لكن المغرب لم ينتظر الانتهاء من عمليات الإنقاذ ليتحدث عن إعادة الإعمار.
وأردف قائلا: “خلال الاجتماع الذي ترأسه الملك محمد السادس قبل يومين، وضع على الطاولة خطة تتضمن أيضا إعادة إعمار المدن وفتح صندوق مخصص للمناطق المتضررة”، مضيفا “من المؤكد أن الزلازل السابقة التي ضربت المملكة، ولو كانت أقل شدة، أدت إلى تحسن في البناء وأنقذت العديد من الأرواح”.
وأشار إلى الزلازل السابقة التي ضربت المنطقة، بما في ذلك الزلزال الذي بلغت قوته 5.8 درجة والذي وقع سنة 1960 بأغادير وراح ضحيته حوالي 15 ألف ضحية.