
ليس من رأى كمن سمع الكويت كما رأيتها حديثاً
كتب محمد حسن العرادي
كثيرة هي التعليقات والروايات التي سمعتها عن سوء وتردي البنية التحتية في دولة الكويت الشقيقة خلال الفترة الماضية، ولأنني كنت مُقلاً في زيارة هذا البلد الحبيب خلال السنوات الماضية، فإنني كنت أتأوه إليه والى أهله نظراً لما أسمع عنه، لكنني أستطيع القول بكل ثقة بأن أغلب هذه الأقاويل والروايات مُبالغ فيها بشكل كبير، فقد سعدت جداً بزيارة بلدي الثاني الكويت الذي أشعر فيه بالأجواء العائلية المحببة إلى قلبي، وكان من حسن الطالع أن تتزامن هذه الزيارة مع فترة إقامة انتخابات مجلس الأمة 2023، مما أتاح لي قدراً يسيراً من حرية الحركة والتنقل لاستكشاف الكثير.
خلال الأيام الأولى من زيارتي لدولة الكويت الشقيقة التي أحفظ لها الكثير من الذكريات الرائعة منذ زيارتي الأولى في العام 1979 حين كنت طالباً على مقاعد الدراسة الجامعية بجامعة عين شمس بالقاهرة، وتهيأت لي حينها الفرصة للتعرف على الكويت، في تلك الفترة كانت الأمور غاية في البساطة والعمران أقل مما هو عليه الآن بمراحل إن لم يكن بسنوات ضوئية، ومع مرور السنوات كنت أتردد على الكويت بكثرة وشغف، إن في رحلات العمل أو في الزيارات العائلية، وأزعم أنني كنت أراقب التطور العمراني الكبير الذي كان يحدث بها ويدل على إهتمام رسمي لافت.
لكن هذه الزيارات تراجعت خلال السنوات العشر الماضية لأسباب متعددة، وكانت آخر زيارة لي في العام 2018 لكنها كانت زيارة خاطفة لم تتح لي المكوث طويلاً، وها أنا أعود للكويت بعد خمس سنوات، لأجد فيها ورشة عمرانية كبيرة ساهمت في تعزيز بنيتها التحتية ولاسيما الشوارع التي تزينت بالعديد من الجسور والكباري الحديثة لتساهم في إحداث نقلة نوعية هائلة وطرق التفافية عديدة تسهل من إنسيابية الحركة والمواصلات لدرجة الإبهار، فهنيئاً للكويت وأهلها هذه الانجازات خلال هذه المدة القصيرة.
كما تهيأت لي الفرصة للذهاب مع بعض أفراد العائلة في الكويت إلى”مشروع مُروج السياحي” بالقرب من ميدان نادي الصيد وسباق الفروسية بمنطقة صبحان، فوجدته مشروعاً سياحياً رهيباً ومعلماً ترفيهياً كلف الكثير من الاستثمارات والجهد ليصبح واجهة جميلة لدولة الكويت ومتنفساً رائعا لأهلها الطيبين، ولقد تم إنجاز هذا المشروع الضخم المترامي الأطراف والمزود بمداخل عديدة ومواقف سيارات عديدة وفسيحة على ثلاث مراحل، وفي فترة زمنية قصيرة جداً.