هنا الكارثة الكبرى… وهذه مؤشّرات حصولها

هل تذكرون منذ عامَين عندما بدأت الأخبار تأخذ منحى أكثر سوءاً مُنذرةً بمستقبلٍ قاتمٍ ومُعاناةٍ صعبة تنتظر اللبنانيين؟ ها نحن وصلنا إليها، وربّما لم نصل فعليًّا بعد. فالأرقام والمؤشّرات كلّها تُنذر بتعمّق الأزمة من دون أيّ بصيص أمل.

نُسلّط الضوء في هذه السّطور على مأساةٍ خطيرة في أبعادها، لم يتوقّع أحد أن تُصيب البلد الذي يفتخر بثقافته ولغاته وانفتاحه على العالم. الأزمة الأسوأ في تاريخ لبنان تُحكم قبضتها على التّعليم وتحكم على الأطفال بمُستقبلٍ مُظلم مع كلّ ما يحتويه من آفاتٍ ومخاطر!
وبالأرقام، يكشف مصدر في منظمة اليونيسيف في لبنان، في حديثٍ لموقع mtv، أنّ “30.6 في المئة من الأسر اضطرّت إلى خفض نفقات التعليم في تشرين الأول مُقارنةً بـ 26.3 في المئة في نيسان”، ما يزيد الخشية من ارتفاع هذه النّسب في الأشهر المقبلة.
وتُشير اليونيسيف في مسحٍ أجرته تحت عنوان “البقاء على قيد الحياة من دون أساسيات العيش: التأثير المتفاقم للأزمة اللبنانية على الأطفال” إلى أنّ نسبة العائلات التي أُجبرت على إرسال أطفالها للعمل ارتفعت إلى 12 في المئة، بعد أن كانت هذه النّسبة 9 في المئة في نيسان.

وتُضيف المنظّمة لموقعنا، أنّ “الأزمة الإقتصادية الحالية تؤثّر على حقّ التعليم للأطفال الأكثر ضعفاً. إذ يُقدّر أنّ 260 ألف طفل لبنانيّ ممّن هم في سنّ الدراسة مُعرّضون لخطر عدم العودة إلى المدرسة”، موضحةً أنّه “مع تزايد عدد الذين يغرقون في براثن الفقر كلّ يوم، لا يستطيع المُعلّمون تغطية نفقاتهم ولا تستطيع الأسر الأكثر ضعفاً تحمّل النفقات الأساسيّة المُتعلّقة بالتعليم، مثل بدل النقل إلى المدرسة على سبيل المثال”.

كذلك، تكشف اليونيسيف أنّها بادرت بخطواتٍ مختلفة لمواجهة هذه التحديات “من أجل ضمان العودة الآمنة إلى المدارس للأطفال الأكثر ضعفاً. وهذا يشمل دعم رسوم التّسجيل في المدارس الرسميّة، توفير المستلزمات التعليميّة من كتب وقرطاسيّة، توفير مستلزمات النظافة ومعدات الوقاية الشخصية مع تفشّي كورونا، تخصيص مبالغ إضافيّة لصناديق الأهل والمدارس وتمويل لزيادة الميزانيات المدرسيّة التي تسمح بتغطية تكلفة الخدمات واللوازم الأساسيّة بما في ذلك الوقود، بالإضافة إلى تقديم مساعدة نقديّة مقابل التعليم تستهدف عدداً من الأطفال المؤهّلين”.

“يبقى الحلّ الأساس والضروري لمواجهة الأزمة أن تركّز الجهود الوطنيّة على التوسّع في سياسة الحماية الاجتماعيّة، وضمان الوصول إلى التعليم الجيّد لجميع الأطفال وتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية”، تؤكّد منظمة اليونيسيف. وتلفت إلى أنّ “اتخاذ إجراءاتٍ حازمة أمرٌ بالغ الأهمّية للتخفيف من المعاناة، ولا سيما بين الفئات الأكثر ضعفاً الذين يقعون في دوامة الفقر”.

لبنان مُهدّدٌ بكامل معالمه، وعندما يُصبح مُستقبله المجهول مُهدّداً أيضاً، فهنا الكارثة الكبيرة! ووفق اليونيسيف: “فقط من خلال جعل الأطفال أولوية، يمكن للبنان أن يبني مستقبلاً لنفسه”.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى