المجازر الصهيونية مستمرة

كتب محمد حسن العرادي – البحرين

لم يُعرف عن القوات الصهيونية تمتعها بأي قدر من أخلاقيات القتال طوال تاريخها الإجرامي، فلقد نشأت معتمدة على تشكيلات إرهابية لعصابات صهيونية تقتات على سفك الدماء وارتكاب المجازر منذ اليوم الأول لقيامها وكان ابرزها عصابات الهاجانا (تأسست 1921) وعصابة الارجون ( تأسست 1931) ، عصابة شتيرن ( تأسست 1947) لممارسة القتل والترويع بحق الفلسطينين الامنين.

وكانت جميع انجازات هذه العصابات العسكرية قائمة على القتل والذبح وإرتكاب أفضع الجرائم ضد المواطنين من العرب في فلسطين ومصر ولبنان وسوريا، ويشهد بذلك مجازر كثيرة خلدها التاريخ علامات على الدموية والارهاب الصهيوني، بدءاً من مجزرة دير ياسين (أبريل 1948) في فلسطين الى مجزرة بحر البقر (8 ابريل 1970) في مصر .

ومجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في 16 سبتمبر (1982)حين إحتلت القوات الصهيونية الغازية بقيادة المجرم السفاح أرئيل شارون العاصمة العربية الثانية بيروت، ثم تلى ذلك مجزرة قانا الأولى (18 ابريل 1996) ومجزرة قانا الثانية (30 يوليو تموز 2006) في لبنان، وكانت ولا تزال العقلية الإرهابية هي التي تحكم تصرفات وعقيدة هذا الجيش الصهيوني.

واليوم يعود الكيان الصهيوني وجيشه الإرهابي المجرم لتنفيذ أجندته الدموية من خلال إلقاء أكثر من 4000 طن من القنابل والمتفجرات على رؤوس وبيوت الفلسطينيين داخل حدود قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته 360 كم2 ، هذا القصف الذي طال ما لايقل عن 2.5 مليون إنسان يعيشون في هذا السجن الاكبر في العالم، ويخضعون لحصار محكم امتد لأكثر من 17 عاماً حتى الان، مع جولات من القصف والعدوان والقتل المنظم الذي مارسه الكيان على مدار السنوات الماضية، لكن الصهاينة لم يكتفوا بذلك بل امعنوا في تجويع الشعب الفلسطيني وحرمانه من أبسط الحقوق الإنسانية.

ولأن إرتكاب المجازر سياسة ثابتة في عقيدة الجيش الصهيوني فقد تم استهداف أكثر من 1300 مبنى وبناية ومنزل في قطاع غزة وتهديمها على رؤوس ساكنيها وهم نيام، ولم يسلم من ذلك المساجد والمدارس والمستشفيات، ما ادى الى ارتقاء أكثر من 2000 شهيد فلسطيني بينهم أكثر من 700 طفل وأكثر من 400 إمرأة، هذا إضافةً إلى استهداف مباشر لطواقم الاسعاف والدفاع المدني الذين يسعون لازالة ورفع الانقاض في ظروف مستحيلة لإنقاذ ما يمكن انقاذه من أرواح بريئة.

ولأن الفلسطينيين متشبثون بأرضهم ويرفضون التهجير من جديد، فقد جن جنون الصهاينة فراحوا يخططون لترحيل أكثر من مليون فلسطيني من غزة حسب تصريحات رئيس وزراء العدو، لكن خطط الصهاينة اصطدمت برفضٍ كبير من الدول العربية وعلى رأسها “جمهورية مصر العربية”، رغم تحول وزير خارجية أمريكا انتوني بلينكن إلى وزير خارحية دولة الكيان، وتقديم نفسه للعالم بصفته اليهودي الصهيوني الذي جاء لانقاذ الكيان من الانهيار، من خلال ممارسة اقصى درجات الضغط والابتزاز في جولة أرهابية على مختلف عواصم القرار العربية، لمحاولة دفعهم لإدانة المقاومة الفلسطينية والتنديد بعمليات التحرير التي انطلقت يوم السبت 7 أكتوبر 2023، واسقطت أسطورة الجيش الذي لايقهر.

فشل بلينكن في المهمة فعززت أمريكا جهوده بإرسال وزير الدفاع الامريكي، ثم اتبعتهم بالعديد من المسؤولين الأوربيين الذين جاءوا لذرف دموع التماسيح متباكين على الصهاينة، تحت وابل من الأكاذيب والاخبار المفبركة وعلى راسها الادعاء بأن المقاومة الفلسطينية قامت بقطع رؤوس الاطفال واغتصاب النساء على لسان رئيس إمبراطورية الشر أمريكا، الذي لم يتورع عن نشر الأحاديث والروايات المضللة حتى الآن رغم فضحهم وتكذيب فبركاتهم من قبل الكثير من الاعلاميين والناشطين الشرفاء في كل العالم،

وهكذا تبرر أمريكا وحلفاءها الأوربيين عمليات القتل والمجازر الدموية المروعة التي تنفذها دولة العصابات الصهيونية بحق المواطنين المدنيين من أبناء فلسطين وعلى رأسهم النساء والأطفال من خلال الضربات اللليلية بواسطة الأسلحة والقنابل الامريكية المحرمة دولياً، ولا تستحي من التباهي بالكذب الصريح بذلك أمام العالم، بل تّصر على إرسال المزيد من القنابل والمتفجرات والصواريخ القاتلة لدعم المخزون الصهيوني.

ولاتزال المجازر مستمرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني البطل، الذي يرفض التهجير ويتمسك بأرضه في انتظار المعركة الفاصلة بين المقاومين وبين الجيش الصهيوتي المختبئ داخل الدبابات والطائرات أمريكية الصنع، لكن الفلسطينيون الذين يقاتلون ويقاومون بالصدور العارية واللحم الحي سينتصرون مهما استمر العدوان ولن تكون معركة طوفان الأقصى إلا مسماراً جديداً في نعش الكيان الصههيوني، على طريق تحرير فلسطين من البحر الى النهر. “وإن ينصركم الله فلا غالب لكم” وهدٌ وعد من الله ووعده الحق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى