
خاص “أجواء برس”: نتائج لبنان كاملة في الدورات الرياضية العربية
لبنان يستضيف النسخة الثانية للدورة العربية وسط نجاح باهر بعدما شيّد صرحا رياضيا لافتا
من المعروف بأن لبنان كان سباقا لا بل رائدا في المشاركة بالدورات الرياضية العربية والإقليمية التي انطلقت أوائل الخمسينيات من القرن الماضي.
وقبل أيام من انطلاق الدورة الرياضية العربية في الجزائر ما بين 5 و15 تموز/يوليو المقبل ينفرد موقع “أجواء برس” بعرض ونشر نتائج لبنان في الدورات السابقة على حلقات.
فقد شارك لبنان في الدورة الرياضية العربية الأولى للألعاب التي أقيمت في مدينة الاسكندرية المصرية، ثم عاد ليستضيف النسخة الثانية بعد أربع سنوات على أرضه حيث تم بناء مدينة رياضية حديثة متكاملة على مساحة واسعة في منطقة الجناح في بيروت أيام رئيس الجمهورية كميل نمر شمعون، وسميت بإسم مدينة “كميل شمعون” الرياضية، لكن هذه المدينة الجميلة تعرضت إلى قصف وحشي من آلة الحرب الإسرائيلية إبّان اجتياح 1982 الشهير للعاصمة اللبنانية بيروت.
بقيت المدينة الرياضية مدمّرة لسنوات طويلة ومنسية ومهملة، تحولت إلى سوق خضار بالجملة وإلى مرآب كبير للسيارات وإلى مساكن للمشردين والفقراء إلى أن جاء رئيس الحكومة رفيق الحريري الذي قرر إعادة بناءها قبل إعلان استضافة دورة الألعاب العربية عام 1997.
نجح الرهان وعادت المدينة الرياضية بحلّة جديدة وكسب لبنان الرهان فاستضافت المدينة الرياضية الدورة العربية مرتين (1957 و1997) لا بل استضافت المدينتان “المختلفتان” في التوقيت والزمان دورتين بقيتا للذكرى.
وكان من المقرر أن تستضيف بيروت دورة عام 2015 إلا أن الأحداث الدامية الدائرة في المنطقة آنذاك والأوضاع الغير مستقرة في لبنان دفعت بالمنظمين إلى الاعتذار لتذهب إلى المغرب الذي اعتذر بدوره عن التنظيم واستقبال الدورة.
وعلى الهامش، تجدر الإشارة بأن لبنان كان أول من استضاف مسابقة كأس العرب لكرة القدم على أرضه عام 1963 بعدما كانت الفكرة لبنانية خالصة من قبل عزت الترك.
وبالعودة إلى أبرز النتائج التي سجلها لبنان خلال مشاركاته في دورات الألعاب العربية على مدى السنوات نضع بين أيديكم النتائج للرياضيين اللبنانيين مستعينين بمصادر المراجع المتوفرة بين أيدينا، فهناك أسماء عديدة لأبطال وبطلات وفي بعض الدورات نكتفي بذكر الألعاب والميداليات التي حصدها اللبنانيون في تلك الدورات.
ويحتل لبنان المركز السابع في الترتيب العام لجدول الميداليات منذ الدورة الأولى وحتى الدورة الأخيرة التي أقيمت في قطر عام 2011، والتي تحمل الرقم 12 على أمل أن تحمل الدورة التي ستقام نسختها في الجزاء 2023 كل الأمل والخير للأمة العربية وتتوحد من جديد من خلال التنافس الرياضي الشريف، ويمتلك لبنان في رصيده 394 ميدالية (82 ذهبية و122 فضية و190 برونزية).
الدورة الأولى في مصر 1953
شارك لبنان في الدورة الأولى التي أقيمت في جمهورية مصر العربية ما بين 27 تموز/يوليو و 8آب/أغسطس 1953 إلى جانب 7 دول يومها وهي: مصر والأردن وسورية والعراق والكويت وفلسطين وليبيا إضافة إلى اندونيسيا التي تم توجيه دعوة خاصة لها.
ويومها حلّ لبنان وصيفا بالمركز الثاني خلف مصر صاحبة المركز الأول والعدد الأوفر من الميداليات.
فقد حصد لبنان 34 ميدالية مختلفة بينها 3 ذهبيات و16 فضية و15 برونزية.
وحمل ذهبيات الفريق اللبناني المشارك كل من: خليل الحاج (رمي المطرقة) وعبدو عبود (المصارعة الحرة) وخليل طه (المصارعة الرومانية).
بينما توزعت الفضيات بين عفيف بطرس (رمي المطرقة) وميشال صيقلي (سيف المبارزة) ومحمد سويدان وسركيس سركيسيان (الملاكمة) وأحمد نحلة وعبدو عبود وإيلي نعسان وابراهيم عواركة (المصارعة الرومانية) وسليم موسى ومصطفى اللحام (رفع الأثقال)، ومنتخب لبنان (سيف المبارزة) ومنتخب لبنان (شيش الفرق) ومنتخب لبنان (السباحة 4 ضرب 200م).
أما الميداليات البرونزية فجاءت كالتالي: بشارة اندراوس (سباق 5000م) وعزيز علامة (الوثب الطويل) وأحمد عضام (القفز بالزانة) وسالم الجسر (رمي المطرقة) وشارل خلاط (سباق 100م) وحيدر عثمان (سيف المبارزة) وعبد الستار طرابلسي (رماية – طبنجة 50م) وسليم سلام (رماية بندقية) ورزق الله دواليبي (رماية – أطباق حفر) وجوزيف صقر (الملاكمة) ويعقوب رومانوس (المصارعة الرومانية) ومحمد عكش ونجم الراعي (رفع الأثقال) ومنتخب لبنان (ألعاب القوى سباق البدل 4 ضرب 100).
أما بالنسبة لنتائج لعبة كرة القدم فقد لعب منتخب لبنان في المجموعة الثانية إلى جانب الأردن وسورية فخسر أمام الاردن 1-4 وتعادل مع سورية سلبا 0-0 ولعب مباراة تحديد المركز الخامس يوم 8 آب/أغسطس 1953 وفاز على منتخب فلسطين بنتيجة كبيرة 9-1.
الدورة الثانية في بيروت 1957
استضافت العاصمة اللبنانية بيروت النسخة الثانية ما بين 12 تشرين الأول/أكتوبر و27 منه 1957 بمشاركة 10 دول وغياب مصر وفلسطين.
أما الدول المشاركة فهي: لبنان وتونس والمغرب وليبيا والكويت والعراق وسورية والسعودية والأردن والجزائر (مشاركة رمزية).
واحتل لبنان يومها المركز الأول في ترتيب جدول الميداليات برصيد 34 ميدالية ذهبية و36 فضية و19 برونزية، أي ما مجموعه 89 ميدالية ملونة.
وتوزعت الميداليات كالتالي: ألعاب القوى (7 ذهبيات و11 فضية و4 بروزيات) والسباحة (5 ذهبيات و6 فضيات و3 برونزيات) والملاكمة (ذهبية و5 فضيات و3 برونزيات) ورفع الأثقال (ذهبيتان وفضيتان و3 برونزيات) والمصارعة الحرة (5 ذهبيات و4 فضيات) والمصارعة الرومانية (7 ذهبيات وفضية) والرماية (4 ذهبيات و3 فضيات وبرونزية) والسلاح (ذهبيتان وفضيتان وبرونزيتان) وكرة السلة (الذهبية) والكرة الطائرة (الفضية) وكرة القدم (البرونزية) والدراجات (الفضية).
أما بالنسبة لنتائج لعبة كرة القدم فقد لعب منتخب لبنان في المجموعة الثانية إلى جانب سوريا والسعودية والأردن، فتعادل افتتاحا أمام السعودية 1-1 وسجل له ليفون وفي المباراة الثانية تعادل مع سوريا 1-1 وسجل له جوزيف ابو مراد ثم فاز على الأردن 6-0 وسجل له جوزيف أبو مراد (2) ومارديك تشاباريان (2) وروبير شحادة وليفون ألطونيان.
وفي الدور نصف النهائي خسر أمام تونس 2-4 وسجل له روبير شحادة (2).
وأحرز الميدالية البرونزية والمركز الثالث من دون أن يلعب بعد انسحاب المنتخب المغربي احتجاجا على سحب القرعة في تصنيف الفرق الأربعة الأوائل (حسب النظام المعمول به آنذاك).
افتتحت الدورة الثانية عند الساعة السادسة والنصف من مساء يوم السبت 12 تشرين الأول/أكتوبر بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية كميل شمعون وضيفه الكبير العاهل السعودي الملك سعود بن عبد العزيز وكبار الشخصيات، وألقى كلمة الافتتاح ممثل الجامعة العربية عبد الحميد مصطفى ثم كلمة لوزير الأنباء والتربية فريد قوزما بوصفه رئيسا للجنة العليا للدورة.
وتعتبر هذه الدورة أول حدث رياضي عربي ضخم يستضيفه لبنان، وقد شاركت موسيقى الجيش الأردني في حفل الافتتاح إلى جانب استعراض ضخم من 500 طالبة لبنانية قمن بتقديم عرض جميل على أرض الملعب أمام نحو 50 ألف متفرج.
وشهدت النسخة اللبنانية تحطيم أرقام قياسية للنسخة السابقة من بينها رقم للمغربي باكير بن عيسى في سباق 1000 متر إذ حطم رقم المصري محمود صالح الرشيدي في دورة الاسكندرية مسجلا 22.51.01 دقيقة.
كما تمكن اللبناني سالم الجسر من تحطيم الرقم السابق في رمي الكرة الحديدية.
واضطر المنظمون بسبب هطول الأمطار إلى نقل بعض مباريات الكرة الطائرة والمصارعة من قاعة المدينة المغطاة إلى ملاعب تابعة لفرق وأندية بسبب تسرب المياه إلى داخل القاعة.
وقد شهدت هذه الدورة تكريما جماعيا للوفود المشاركة حين دعيت لزيارة قلعة بعلبك التاريخية في البقاع ومن بعده أقيم حفل غداء في مطعم وادي العرايش في زحلة.
وفي يوم 27 من الشهر المذكور أعلاه اختتمت الدورة بحضور الرئيس شمعون بعدما قام مدير الدورة غبريال الجميل بإنزال علم الدورة عن السارية وسلمه إلى شمعون الذي قام بدوره بتسليمه إلى ممثل الجامعة الدول العربية.
وقبل مغادرة الوفود لبنان أقيم حفل غداء تكريمي في منطقة الأرز سبقه زيارة إلى مغارة وادي قاديشا وسط أجواء من الفرح والسرور لا تنسى وبقيت في البال.