
عون في لقاء وداعي مع الحرس الجمهوري
وإذ لفت الى أن استقرار الوضع الداخلي تعزز من خلال فرض الامن وتحرير الجرود من الارهاب، فانه اعتبر ان السلام الاقتصادي سيتعزز بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية من خلال مصلحة الطرفين بالهدوء والاستقرار، مشددا على ان فكرة السلام مع اسرائيل لم ترد ابداً في هذا الإنجاز، وقال:” اعتادت إسرائيل ان تأخذ من العرب، انما هذه المرة نحن الذين اخذنا منها.”
وعلى الصعيد الحكومي، جدد رئيس الجمهورية التأكيد على ان لا إرادة لدى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ولا لدى فريقه، في التشكيل. وقال ان الرئيس ميقاتي “يلبي مطالب كل الأحزاب والتيارات والتكتلات النيابية، ما عدا مطلب التيار الوطني الحر”، مشددا على “انه من غير المقبول وضع وصاية على التيار او على تكتل “لبنان القوي”. وعن عدم قانونية إعلانه نيته التوقيع على مراسيم قبول استقالة الحكومة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى، أوضح الرئيس عون “ان ليس هناك من نص دستوري يشترط ذلك، بل ان المسألة متعلقة بالاعراف، ويمكن خرق العرف. ” وجدد التأكيد على ان لدى سوريا رغبة في الترسيم “وقد تم الحديث عن تأجيل زيارة الوفد اللبناني الى دمشق وليس عن رفض الزيارة”.
وأنا اتوجه بالشكر الى الذين من كانوا يجب ان نتعاون معهم، ولكن هم بالمقابل لا يريدوننا تحقيق اي انجاز ، إلا أن الله رزقنا ترسيم الحدود وانجزنا هذا الملف وهو لجميع اللبنانيين، كباراً وصغاراً ، لاسيما أنه سيرفع لبنان من الحفرة الكبيرة التي أوقعوه فيها لأن الغاز والنفط ثروة طبيعية وموجودة في الاراضي اللبنانية وفي بحره ، ومن خلالها سيتمتع لبنان وشعبه بالازدهار. وإن شاء الله تزيد المحبة بين سكانه.
حوار
ورداً على سؤال حول ما اذا كان الرئيس عون سيخوض ثورة وجع الشعب، قال الرئيس عون:” من شبّ على شيء شاب عليه، وأنا لن اغيّر سلوكي وتفكيري، وهذه صفاتي وشخصيتي ولا استطيع أن أغيرها.”
وعن مدى تأثير انجاز ترسيم الحدود البحرية الجنوبية على تعزيز السلام الداخلي والاقليمي، أكد رئيس الجمهورية أن استقرار الوضع الداخلي تعزز من خلال فرض الامن وتحرير الجرود من الارهاب، أما السلام الاقتصادي سيتعزز ايضاً من خلال مصلحة الطرفين بالهدوء والاستقرار. ولكن فكرة السلام مع اسرائيل لم ترد ابداً ، ولم يحصل اي اتصال او امر آخر في هذا السياق. بل كان هناك وسيط اميركي ينقل الاقتراحات بين الطرفين.
واشار الرئيس عون الى أنه في بعض الاحيان يقرأ في الصحف عن امور سرية حصلت خلال المفاوضات، وتساءل: ما هي هذه الاشياء التي يتحدثون عنا؟ فالاتفاق واضح ، فهل سنقوم باتصالات سرية مع اسرائيل الآن؟ من خلال هذه الاخبار يتعرض الرأي العام للتضليل خصوصاً في ظل عدم اعتماد الموضوعية والدقة ومعايير موحدة في نشر الخبر اليقين، فالمواطن يتلقى مزيجاً من الآراء والاخبار المختلفة حول قضية معينة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يشعر بالندم حول امر ما قام به خلال سنوات عهده، لفت الرئيس عون ممازحاً الى أنه ندم على عدم أخذه الرشاوى والاموال وعدم قيامه بالصفقات ، وكذلك محاربته للفساد فأصبح بذلك بمواجهة الكثيرين وزاد عدد الاعداء من دون مساعدة احد وقال ضاحكا:” غلطتي أنني واجهت الجميع في محاربتي للفساد.”
وعن تحميل البعض العهد مسؤولية ما حصل خلال هذه السنوات، أكد رئيس الجمهورية ان هذا الكلام صادر عن الخصوم وكلام صحافي ليس له اي مرتكز. فأول انجاز حققته هو اقرار قوانين استخراج النفط، والثاني اطلاق حرب فجر الجرود، ومن ثم اقرار قانون انتخابات جديد، واعادة الانتظام المالي بعدما كان لبنان لمدة 12 عاماً من دون موازنة عامة، كما انجزنا التحقيق المالي في وزارة المال، وقد اعدنا الجسم الدبلوماسي الى معظم دول العالم وتم تعيين حوالي 28 قنصل فخري في كبرى المدن التي يعيش فيها لبنانيون، فهل هذه هي الاخطاء التي قمت بها؟ من يعتبر انني ارتكبت اي خطأ فليواجهني به.
ونقل احد الصحافيين المعتمدين في القصر الجمهوري، تقدير زملائه للرئيس عون، بغض النظر عمن يؤيده منهم او يعارضه، وذلك لانه أعاد خلال السنوات الست، الحضور والقرار الى القصر الجمهوري، وقد يكون ذلك سبباً للصراع الدائر مع السلطات الأخرى. ورداً على سؤال حول الامل في تشكيل الحكومة خلال اليومين الباقيين، وعمن يضمن تنفيذ الترسيم الحدودي بعد مغادرته قصر بعبدا؟
أجاب الرئيس عون: “بالنسبة الى الترسيم الحدودي البحري، لا يمكن عدم تنفيذه، خصوصاً بعد الذي رأيناه من تجاوب سريع وفاعل للاميركيين والفرنسيين، كما اننا تلقينا التهاني من كل دول العالم الذين كانوا يعتبرون انه من المستحيل التوصل الى تفاهم في ما يتعلق بمسائل تخص لبنان وإسرائيل، وهي التي اعتادت ان تأخذ من العرب، انما هذه المرة نحن الذين اخذنا منها. فحقل قانا بات لنا بالكامل علماً ان امتداده يتخطى الحدود اللبنانية، ويجب بالتالي وفق القانون الدولي، تقاسم ثرواته. ولكننا حصلنا على كامل ما يتضمنه هذا الحقل حتى في القسم الواقع خارج حدودنا، وهو ما اعدناه بعد ان نعى الجميع الخط 23.
اما في ما خص الحكومة، فلا إرادة لدى الرئيس المكلف ولا لدى فريقه، في التشكيل. وكما سبق وذكرت، فإنه يلبي مطالب كل الأحزاب والتيارات والتكتلات النيابية، ما عدا مطلب التيار الوطني الحر. وبغض النظر عن كوني مؤسس هذا التيار ام لا، لا يجوز التعاطي بمعايير مختلفة، ومن غير المقبول وضع وصاية على التيار او على تكتل “لبنان القوي”، وهو امر لا يصح القيام به معنا فقد واجهنا دولاً لهذه الاسباب، وهذا يدل على عدم الرغبة في التأليف ومحاولة وضع اللوم على رئيس التيار جبران باسيل على غرار كل الذين يلومونه على كل مشكلة او حادث يحصل في لبنان. ولكن لحسن الحظ اننا من معدن فولاذي صلب، والا لما كنا استمرينا.
وعن عدم قانونية إعلانه نيته التوقيع على مراسيم قبول استقالة الحكومة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى، أوضح الرئيس عون ان ليس هناك من نص دستوري يشترط ذلك، بل ان المسألة متعلقة بالاعراف، ويمكن خرق العرف.
وعن مسألة الترسيم البحري مع سوريا، وعما اذا كان الاتصال الذي تم بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد سلبياً، نفى الرئيس عون ذلك وقال انه كان ايجابياً بالطبع، والا لما تم التواصل حول المسألة وطلب موعد للقاء، مجدداً التأكيد ان لدى سوريا رغبة في الترسيم وان التأجيل الذي اعلن عنه السفير السوري، قد يعود الى المهلة الزمنية القصيرة ريثما يتم تجهيز فريق التفاوض، فالمفاوضات صعبة حتى مع أصدقاء، لان المسألة تتعلق بالحقوق. لذلك تم الحديث عن تأجيل وليس عن رفض.
وفي الختام توجه الرئيس عون بالشكر الى الجميع، وقال: “لقد مررنا في السنوات الست الأخيرة وقد شكلت اصعب مرحلة في التاريخ وكانت نتائجها كذلك من اصعب النتائج التي لم نر مثيلا لها الا في العام 1916، ولكن والحمد لله، كان البحر مفتوحا والحدود مع الجيران كذلك، والا لكان اللبنانيون تعذبوا وخسروا الكثير”. واضاف:”ان الصعوبات كانت كثيرة والبلاد رازحة تحت تأثير الفساد في ظل وجود أجهزة دولة مهترئة، الا انني شاهدت تضامنكم في عملكم وقد كنتم نموذجا ووضعتم نصب اعينكم ضميركم وواجبكم. لذلك أتوجه اليكم بالشكر والتهنئة على امل ان تحافظوا على هذه المسيرة لأننا بحاجة الى لبنانيين يتمتعون بهذه الهمة والانضباط ليتمكنوا من القيام بالعمل المطلوب كما يجب.”