زعماء وسياسيون يهبطون لبنان الى مراتب دنيا وكفاءات تكافح لترفعه

أجواء برس- بيروت
متابعة: صباح الشويري
المعروف عن العلماء اللبنانيين تسجيل نجاحات خارج لبنان، ليس لأن البلد صغير وكبير بناسه، بل لأن القيمين في هذا البلد لا يولون أي احترام لشعب يسعى ليرفع اسم البلد عالياً بعيداً عن البحث المادي والمكاسب الشخصية، فمعظم المفكرين والعلماء يصبون اهتماماتهم في كيفية تطوير المجتمع خدمة للانسانية والوطن. على عكس كل الزعماء والسياسيين الذين يدعون حرصهم على الوطن ولا يبحثون إلا بمصالحهم الضيقة، ومصالح طائفيتهم مناطقيتهم ومذهبيتهم.
في ظل التدهور والدمار الانساني والوطني يطل طبيب لبناني أثمرت جهوده ودراساته جوائز عالمية، فقد نال الطبيب والباحث اللبناني المقيم في افريقيا د. محمد الساحلي جائزتي تقدير وتميز، الأولى جائزة “الابتكار في مجال الرعاية الصحية ” لمستشفى ميدلاند التي يترأس مجلس ادارتها، والأخرى جائزة “المتابعة والتميز في المجال الطبي” وقد حصل عليها كطبيب وباحث في المجال الطبي والسياسات الاستشفائية” ويعتبر اول لبناني يتسلم جائزة في هذا المضمار على المستوى الاوروبي والافريقي.

وتعتبر من الجوائز الهامة التي تنظمها سنويا ZENITH GLOBAL HEALTH بدعم من جهات حكومية بريطانية للعاملين في الحقل الطبي والرعاية والمساندة الصحية منذ العام 2016. وذلك خلال الدورة الأولى لقمة افريقيا للرعاية الصحية 2021 والتي عقدت في العاصمة النيجيرية -لاغوس. وتمنح هذه الجائزة للعديد ممن تميزوا في مجالات تخصصهم ان كان في مجال الادارة أو الرعاية الصحية والتعليم والبحث والابتكار.

هذه الجائزة التي تنفرع منها أقسام عدة منها الابتكار في مجال الرعاية الصحية، كانت تضم 5 مرشحين من أفريقيا. وحصدت مستشفى ميلادند الذي يعمل فيه الساحلي هذه الجائزة لأسباب عدة. أما الجائزة الثانية فكانت على الصعيد الشخصي، حيث حصد جائزة “المتابعة والتميز في المجال الطبي”.
ويوفر المؤتمر فرصة للقاء والتفاعل فيما بين قادة الرعاية الصحية في القارة السوداء حيث عقدت خلاله ورشات عمل تمحورت حول الرعاية الصحية والسياسات الاستشفائية وتأثير المستجدات والاوبئة عليها.

 

إدارة حكيمة

إن د . محمد الساحلي يشغل منصب أمين عام المنظمة الصحية في افريقيا  وعضو مجلس ادارة المبادرة الصحية الاميركية في افريقيا. وهو اخصائي في الانعاش والتخدير ويدير احد اكبر المستشفيات في زامبيا وغرب افريقيا.

طرح د.  محمد الساحلي ممثل الاتحاد الافريقي للرعاية الصحية مبادرة توعوية أو مشروع انقاذ ضمن منصة عمل  نظمها مجلس التعاون الافريقي يدعو فيه  إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص وتحديدا  المغتربين اللبنانيين في دعم القطاع الصحي ، وذلك من خلال إصدار أسهم وضخ أموال لرفع رأسمال المستشفيات الخاصة في لبنان. ما يتيح لتلك المستشفيات  دفع مستحقاتها القديمة من ناحية, ورفع مستوى الاجور للعاملين والأطقم الطبية مانعة اياهم من الهجرة وترك البلد من ناحية أخرى، وبالتالي تعزيز الدعم  المادي لمحاربة الداء المستجد  وتخطي الازمة الصحية التي يمر بها لبنان وتعزيز قدرة الطاقم الطبي  من خلال  ما يسمى  بمخصصات لمواجهة  كوفيد19)  COVID 19 ALLOWANCE, كما تتيح لهم شراء ما ينقصهم من معدات و مستلزمات طبية. 

ولعب الساحلي دوراً كبيراً في وضع سياسة صحية للقارة الإفريقية وخطة في إشراك القطاع الصحي والعام. ويشير إلى أن “هذه الجوائز ليست لي وحدي وإنما هي لكل الفريق الطبي الذي يعمل في زامبيا بطريقة متكاملة ومشتركة لتحقيق هذا التطور الطبي في الرعاية الصحية. وقد أثبتت تجاربنا أن قدرتنا على التخطيط ووضع رؤية مستقبلية لا تقف عند فقر الدولة. والدليل على ذلك، أن ما قمنا به وما حققناه من خطط ومشاريع ومبادرات متخذة انطلقت من دراستنا للواقع كما هو من دون حجب الحقيقة أو غضّ النظر عنها.”
مشدداً على أن “أهم ثروة يمكن الاعتماد عليها تتمثل بالثروة البشرية. اليوم يمكن لأي أحد شراء المعدات وبناء مستشفيات ومراكز صحية، ولكن تحتاج مع ذلك إلى فريق عمل متعاون وليس شخصاً لإنجاح أي فكرة أو مشروع”.
و أكد د.ساحلي من خلال تجربته في ادارة واحدة من اهم المستشفيات الخاصة في منطقة الجنوب الافريقي  أن القطاع الخاص والمغتربين اذا ما تم تحفيزهم  وأشراكهم  لن يتلكأوا عن لعب أي دور إيجابي لتأمين الأدوية المفقودة من الأسواق أو حتى اللقاحات أو أي من المستلزمات الطبية الضرورية
ومع تأكيده على أهمية  الخطوة الايجابية التي قامت بها  الحكومة بالسماح للقطاع الخاص باستيراد اللقاح الصيني فقط ! تساءل د. الساحلي ما الذي يمنع الدولة اللبنانية من السماح للقطاع الخاص من استيراد  باقي اللقاحات الخاصة بكورونا  ضمن أطر وقوانين وأسلوب تسعير محدد ,خصوصا ان هذا الموضوع سيتم من خلاله التداول بالعملة الاجنبية وادخالها  الى البلد وهذا ايجابي بأي حال, لا سيما بالنسبة إلى الدول النائية التي تستورد مستلزماتها الطبية من خلال طرف ثالث لبناني وهذا سيدخل عملة صعبة ويساهم في استيراد بعض تلك المستلزمات ايضا الى لبنان
مبادرة الدكتور محمد الساحلي تتخطى الحلول المرحلية الهادفة إلى دعم ظرف معين بل يعتبرها ركيزة من رؤيته للبنان ٢.٣٠ مركزاً صحياً لمنطقة الشرق الأوسط  ,وسط مخاوف جادة من هجرة الطواقم الطبية من لبنان، وفي هذا  الإطار اقترح د ساحلي انشاء بنك بيانات شخصية للأطقم الطبية من خلال ادارة خاصة تحدد فيها سفر واقامة الممارس للمهنة وبالتالي اعطاء المقيمين  الفلسطينيين في لبنان وبعضهم من طلاب الطب الأجانب المتخرجين من جامعات لبنانية حق ممارسة مهنة الطب في لبنان ولو مرحليا لمدة محدودة أسوة بكل دول العالم. 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى