
كيف أثرت الجائحة على أداء الشركات العامة في منطقة الشرق الأوسط؟
لا شك أن معظم القطاعات تأثرت بتداعيات جائحة كورونا، حين اتجهت معظم الدول خلال النصف الأول من العام الماضي لاتباع سياسة الإغلاق العام، وإيقاف حركة السفر والطيران، مما انعكس على نتائج أعمال الشركات المساهمة العامة في منطقة الشرق الأوسط.
وقد تأثر أداء الشركات في المنطقة بتداعيات الأزمة، حيث تراجعت المبيعات المجمعة بنسبة %14.1 لتصل إلى 701.9 مليار دولار، مقارنة بـ817.1 مليار دولار في عام 2019. كما انخفض صافي الأرباح المجمعة بنسبة %40 لتصل إلى 96.8 مليار دولار، مقارنة بـ162.1 مليار دولار في عام 2019.
وبالرغم أن تلك التحديات دفعت المديرين التنفيذيين لاتخاذ قرارات صعبة لمواجهة تغيرات السوق، إلا أن هناك حالة من التفاؤل النسبي مقارنة بالعام السابق. ووفقاً لتقرير المؤشر العالمي لثقة رأس المال من إرنست ويونغ (EY)، فإن %71 من المديرين التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتوقعون عودة الإيرادات إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول عام 2022 أو قبل ذلك. بينما رأى %81 أن المنطقة ستصبح وجهة استثمارية مفضلة، مما يعزز الفرص الاستثمارية لنمو شركاتها في الأعوام الـ3 المقبلة.
ومن الملاحظ أنه خلال العام الماضي نشطت عمليات الاندماج والاستحواذ، حيث بلغت قيمة الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 70.3 مليار دولار، وفقًا لتقرير .(Refinitiv)وعلى الرغم من تراجعها بـ%47 مقارنة بعام 2019 إلا أن عام 2020 سجل رابع أعلى قيمة سنوية للاندماجات والاستحواذات، بدعم من صفقة استحواذ أرامكو السعودية على شركة سابك بقيمة 69.1 مليار دولار.
وحسب تقرير(EY ) يتوقع أن تكون صفقات الاندماج والاستحواذ خياراً استراتيجياً للشركات خلال الأعوام القادمة لتحقيق النمو مجددًا، إذ تتجه %37 من الشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى تسريع نشاط الاستحواذ خلال 12 شهرًا.
ولعل النظر إلى قائمة ” أقوى 100 شركة في الشرق الأوسط لعام 2021” يوضح أداء الشركات على نحو تفصيلي، حيث عمل فريق البحوث في فوربس الشرق الأوسط، على تحليل بيانات 1170 شركة عامة في 11 ســـوقًا مالية في دول المنطقة. كذلك أفصحت نحو 903 شركة عن بياناتها المالية المدققة لعام 2020، قبل 3 مايو/أيار2021.
وقد سجلت الشركات في قائمة العام الحالي مبيعات مجمعة بقيمة 550 مليار دولار، بينما بلغ صافي الأرباح المجمعة 91 مليار دولار، بانخفاض %17.9 و%38.5 على التوالي، مقارنة بقائمة العام الماضي.
وبالرغم من تداعيات الجائحة، إلا أن قطاع البنوك والخدمات المالية تمكن من تحقيق نتائج إيجابية خلال العام الماضي عبر خطط الاندماج والاستحواذ، إذ يعد الأعلى في أسواق الأسهم على مستوى المنطقة من حيث قيمة الأصول بـ2.8 تريليون دولار. وهو أيضًا الأكثر تمثيلًا في القائمة بواقع 42 بنكًا، ويتصدرها بـ5 بنوك ضمن الـ10 الكبار. كما يأتي قطاعا العقارات والبناء إلى جانب الصناعة في المرتبة الثانية، ثم قطاع الاتصالات في المرتبة الثالثة .
في حين تهيمن على القائمة المملكة العربية السعودية بـ37 شركة، تتصدرها أرامكو السعودية، التي تمثل %56 من إجمالي القيمة السوقية للشركات العامة في المنطقة، تليها الإمارات العربية المتحدة في المركز الثاني بواقع 20 شركة، بينما تحتل قطر المرتبة الثالثة بـ17 شركة.
وتملك السعودية من حيث القيمة أكبر سوق للأوراق المالية في الشرق الأوسط، مع وصول القيمة السوقية لشركاتها إلى 2.6 تريليون دولار (بزيادة قدرها %27.7 مقارنة بالعام الماضي) منذ 29 أبريل/ نيسان 2021
فيما تأتي الإمارات في المرتبة الثانية، مع وصول القيمة السوقية لشركاتها إلى 336.6 مليار دولار (بزيادة %73.2 مقارنة بالعام الماضي).
إن الجميع يتطلعون لاستعادة الشركات والأسواق عافيتها، والعودة إلى مستويات الأداء قبل الجائحة، والخروج من أزمة كورونا بسلام. ولعل توافر اللقاحات سيسهم كثيرًا في تسريع حالة التعافي.