
مارادونا ينتصر مرتين..وثلاث مرات..
حضر النجم الكبير دييغو ارماندو مارادونا إلى مدينة نابولي فحضرت الانتصارات وحضر اللقب الأول في تاريخ المدينة الساحلية العريقة والفقيرة عام 1987..
حمل مارادونا كأس بطولة الدوري وطاف به في ملعب “سان باولو”.. نزل مارادونا إلى الملعب للاحماء حاملا معه كرته فقامت المدرجات ولم تقعد.. خرج مارادونا من الملعب مثقلا بالوحول ومياه الأمطار والدماء والعذاب بعد معركة كروية فلحقته الجماهيرة لتقبله أو عساها تحظى بنظرة منه أو توقيع على قصاصة ورقية لتبقى ذكرى من هذا الأرجنتيني الذي ألهب قلوب عشاق المستديرة الصغيرة حول العالم واثار فضول وشغف وسائل الإعلام وحرّك الأقلام وذاع صيته في أصقاع البسيطة.. فكان مالئ الدنيا وشاغل الناس.. وفي عام 1990 حصد دييغو اللقب مجددا.
دييغو لم ترحل.. قم يا مارادونا فملعب سان باولو تحول بفضل المحبين إلى ملعب دييغو أرماندو مارادونا.. اليوم ملعبك يحتضن أبطالا جدد هم قاب قوسين من اللقب الثالث.. فازت المدينة الفقيرة وانتصرت شوارعها العتيقة المليئة بعبق التاريخ وجدرانها المزركشة بصور ولوحات للفتى الأرجنتيني..
ها هو دييغو ينتصر مجددا “مرتان باسمه ومرة بإسم ملعبه”..
ها هي عاصمة إقليم كامبانيا.. مدينة الجنوب الإيطالي الثائر كما هو بركان فيزوف القريب منها الذي يقع على اطرافها تستعد لإحياء الحفلات والاستمتاع بطعم البيتزا الإيطالية الشهيرة وخصوصا بيتزا نابولي التي تعرف بنابوليتانا.. ولكن هذه المرة مع روح مارادونا الحي فيها إلى الأبد.. مدينة لا تنسى معشوقها لا تنسلى فضله ولا تنسلى ذكراه وتعيش على مجده وعلى اسمه وتتنفس من رائحة عرق قميصه الأزرق السماوي وتشتم رائحة وحول الملعب التي كانت تغطي وجهه حين كان يسقط مرارا وتكرارا وينهض كالمحارب الصلب ينهض مثل قياصرة الرومان واله الحرب “مارس” الذي كان يعتقد به الرومان وبه ينتصرون في غزواتهم ومعاركهم الجبارة المدمرة..
دييغو الفنان يرسم لوحة قلبه على جدران شوارع نابولي قاطبة لأنه الحب كله..