عن الصين وروسيا وحرب غزة والبحار والممرات
ميخائيل عوض
أمران يشغلان الحوار هما؛ اين روسيا والصين من حرب غزة والبحار والممرات؟ وما هي قدرات امريكا والعالم الانكلو- ساكسوني لحماية إسرائيل وتأمين انتصارها لتمرير خطتها لتصفية القضية الفلسطينية بتهجير غزة لسيناء والضفة للأردن وفلسطيني ال48 للبنان.
اما الموضوع الثاني فسهل حسمه، والمعضلة ليست في الواقع ومجرياته ولا في الماضي وحروبه والتي استهلكت قدرات وخطط وامكانات وتحالفات امريكا والاطلسي في الاقليم ومع العرب وهذه حقائق معاشه لتكون المشكلة في العقول ومناهجها المتحجرة والخشبية والعجز عن متابعة وقراءة الواقع وتجلياته.
فأمريكا بعد هزيمة اسرائيل الاعجازية في لبنان ايار ٢٠٠٠ ادركت انها فقدت دورها الوظيفي وقدراتها وتحولت الى عبء. فاخذت الامور بيدها واعدت تحالفاتها وخططها وغزت افغانستان ثم العراق ثم بعد اقرارها بالهزيمة بتقرير بيكر هاملتون ٢٠٠٦ بعد هزيمة اسرائيل وانسحابها من غزة وفي حرب تموز مع حزب الله، اعدت خططا وادوات جديدة ما لبثت ان هزمت في مشروع الشرق الاوسط الجديد والكبير، وفي مشروع الفوضى وتفجير الحروب وقيادتها من الخلف والاعتماد على تحالفاتها وادواتها وتفاهماتها الاستراتيجية مع حركة الاخوان وقطر واردوغان والاستثمار بالربيع العربي لتمكينهم وعبرهم حماية اسرائيل واعادة هيكلة سيطرتها لقرن وقد هزمت في العراق وسورية واليمن واذلت في افغانستان وفقدت القدرة في تونس والسودان واسقط الجيش المصري الاخوان في مصر.
والوقائع ذاتها المعاشة تجزم بان امريكا والاطلسي والعالم الانجلو ساكسوني بذل كل ما يستطيع واستخدم كل ادواته وما له من تحالفات واي رهان عليه لإنقاذ اسرائيل وصناعة نصر لها هو اضغاث احلام واحلام ليلة صيف وحصرم رأيته في حلب.
وفي حرب غزة وبعد طوفان الاقصى هبت امريكا وسارعت لرعاية اسرائيل وشاركتها في الحرب وحشدت اساطيلها ونخبة جيشها وقد تجاهلها محور المقاومة واستهزأ بقدراتها. ويسعى لجرها للانتحار ان هي بادرت واشتبكت مباشرة ويستهدف مواقعها وقواعدها في سورية والعراق واساطيلها بالبحر الاحمر وتذل وعجزت عن تامين حلف بحري ما يؤكد عجزها وانحسار هيمنتها وانهيار تحالفاتها وقدرتها على فرض مشاريعها وخططها بما في ذلك انقاذ اسرائيل وتأمينها فما بالكم بانتصار لها هو اقرب لحلم ابليس الجنة.
وفي ما الت اليه قدرات امريكا بتوظيف حلفائها كتمرد السعودية ومصر والامارات على اوامرها ورفضها المشاركة بحلفها البحري، دليل اخر عملي على دور الصين وروسيا في الحرب. وان رغبتم فتذكروا دور الصين وروسيا في المصالحة العربية العربية والاسلامية الاسلامية.
اما المسالة الاولى وهي دور ومصالح الصين وروسيا في الاقليم والعرب وفي حرب غزة فيمكن تثبيت الوقائع والمعطيات المادية والوقائع الجارية التالية؛
– روسيا والصين شريكان فعليان بالحرب، ذالك في الموقف السياسي والدبلوماسي والمنابر الدولية المختلفة فلم يسجل عليهما اية ملاحظات سلبية واذا كانوا عاجزين عن انتزاع القرارات من مجلس الامن لأسبابه فقد لعبتا دورا محوريا في الجمعية العمومية وفي احتضان الامين العام وتصليب مواقفه وجهوده.
– في تقديم المشورة والسلاح والمعلومات والحرب الالكترونية يشهد لهما كشريكان عمليان منخرطان وقد بلغت الامور عتابا طويلا من نتنياهو لبوتين وشكوى اسرائيلية من مقاطعة صينية لها، وافتعال تأخير الشحنات والمنتجات الالكترونية التي تستخدم في صناعة السلاح بذرائع مختلفة وبواقع انها اما تمنعت عن تامين طلبات اسرائيل او اخرت تسليمها ورفعت اسعارها. اما روسيا فالحق يقال ان الصواريخ الفرط صوتيه التي اختبرتها ايران انما هي تقانة روسية والمؤكد ان اوروبا وامريكا برغم تفوقها وقدراتها الهائلة فلم تستطيعان حتى اللحظة اختبارات ناجحة لصناعة الصواريخ الفرط صوتيه، وما بات في حوزة حزب الله والحوثيين والعراقيين منها ومن المسيرات المقاتلة على اختلاف انواعها فالبصمات السوفيتية والروسية واضحة فيها وعليها بما في ذلك القدرة على التخفي والطيران الطويل والمسافات الفلكية، وبما في ذلك استخدام إحداثيات البرامج الروسية والصينية بديلا للأمريكي “نظام بايدو الصيني وغلوناس الروسي البديلان عن نظام جي بي اس الامريكي” المحجوب والمسيطر عليه.
– ولروسيا والصين مصلحة نوعية وحاجة استثنائية لانتصار غزة والمحور في الحرب، فالنصر سيعفي الصين من حرب عالمية وقد تكون نووية في بحرها والاهم يقدم لها اسلحة فتاكة في الحرب العالمية الاقتصادية التي استهدفتها فكسر السيطرة البحرية الأنجلو ساكسونية في المتوسط والاحمر وبحر العرب والمحيط الهندي والخليج يقدم خدمة نوعية وتاريخية للصين ويؤمنها ويعزز تجارتها وهيمنتها الاقتصادية العالمية ويؤمن مسارات تجارتها وطريقها والحزام بأيسر السبل واقل التكاليف واسرع الأزمنة، وليس مستبعدا انها زودت وستزود الحوثين وايران والفصائل بكل ما يحتاجون لإنهاء سيطرة الاطلسي البحرية. وهي وشركات النقل الصينية ترث هيمنة الشركات الغربية على النقل وتتأمن مساراتها حيث ارادت تحت حماية صواريخها البحرية التي سلحت محور المقاومة بها والامر ذاته لروسيا.
– روسيا مستفيد اول فقد توفرت لها كل شروط استنزاف الاطلسي على جبهتين محوريتين في تقرير مسارات الحروب والأزمنة والايام الاتيات، وقد استثمرت وكانت رهاناتها مجدية في سورية ومع ايران وحزب الله والحوثيين وبدأت حصادا وافرا في حربها الاوكرانية وتتقدم قواتها في المحاور والجبهات التي تريدها وبانتظار الربيع وهجومه ستفرض شروطها وتنتزع نصرا يمكنها من استعادة اوروبا الشرقية واخضاع المانيا وفرنسا ومنازلة بريطانيا حيث ترغب وستفعلها.
حرب غزة هي الجولة الفاصلة والعملية القيصرية لتوليد العالم الجديد بعد ان استعصت الولادة ولم تنجح القيصرية من الخاصرة الاوكرانية فأرادت الجغرافية والتاريخ والحقائق اعادة الامر الى حيث تعودت البشرية ان تكون الولادات وكل جديد عالمي.
حرب غزة ستكون خاتمة حروب ومعارك الحرب العالمية العظمى التي دارت لخمسين سنة في جغرافية العرب والمسلمين ومعهم وحان وقت الحصاد.
والبشرية برمتها ستربح نفسها ومستقبلها بدفن عالم الظلم والعدوان والابادة العالم الانجلو ساكسوني .