هبة القواس تختصر رسائل الأمل والوطنية والإنسانية في “لبنان عُد أملًا”

 

برعاية وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، أطلقت المؤلفة الموسيقية والسوبرانو د. هبة القواس أغنيتها الجديدة “لبنان عُد أملًا” التي ألّفت موسيقاها، وكتب كلامها شعرًا السفير السعودي الأسبق في لبنان معالي الدكتور عبد العزيز خوجة. وكانت بمثابة رسالة أمل ذات أبعاد وطنية وإنسانية.

برعاية وزير الثقافة القاضي الدكتور محمد مرتضى وحضوره، وفي فضاء وطني تاريخي، في المتحف الوطني اللبناني، الذي يشهد على حضارة الوطن الصغير وعمقه التاريخي وفسيفسائه المتنوعة ثقافيًا وإنسانيًا، اجتمع نخبة من أهل الصحافة والإعلام وشخصيات دبلوماسية وثقافية وفنية واجتماعية، ليشاركوا القواس إطلاق أغنيتها في مؤتمر صحافي قدّمت فيه الأغنية عبر فيلم مصوّر من إنتاج “مؤسسة هبة القواس الدولية”.

كما شارك في الاحتفال، عبر تقنية البث المباشر الإلكترونية، نخبة من الإعلاميين والصحافيين من العالم العربي والعالم ممثّلين وسائلهم الإعلامية، عبر التفاعل المباشر وطرح الأسئلة حول العمل الجديد للقواس. وتنوعت المشاركات بين التلفزيونات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية من المملكة العربية السعودية، سلطنة عُمان، المغرب، تونس، المملكة الأردنية الهاشمية، مصر، العراق، النروج وإيطاليا.

قدّمت المؤتمر الإعلامية ماجدة داغر وشددت في كلمتها على النضال الثقافي المتمثّل في الأعمال الثقافية والفنية الهادفة، بمواجهة ما يتعرّض له الكيان اللبناني من انهيارات على جميع المستويات والمجالات والقطاعات، عبر المشاريع الثقافية التي تجسّد إرادة اللبناني بالاستمرار والتحدي. وقالت: “بالثقافة والموسيقى نستطيع الصمود والارتقاء بالوطن الذي نحب إلى مراتبه العليا، وبالموسيقى والفن نستطيع التغلّب على كل محاولات إلغائنا. لبنان يزخر بمثقفيه وفنانيه ومبدعيه على غرار د. هبة القواس، وواجبنا كمواطنين ننتمي بالقلب والروح إلى هذا الوطن الصغير، أن نعمل لاستعادة مجده ونهضته الثقافية والإنسانية التي كانت قدوة للعالم، وأن لا نعتبره فندقًا نغادره عندما تسوء الخدمة (…)

هبة القواس

وتحدثت القواس متوجهة إلى الصحافيين والحضور، عن الأغنية الجديدة وكل ما رافق إنتاجها وإطلاقها، في موازاة أصعب الظروف التي مرّ بها لبنان، وقالت: “أردت هذا العمل ”لبنان عد أملاً“ أن يكونَ صرخةً للبنان، صرخةً للبنانيين تصلُ الى أنحاء العالم.. أردتهُ صرخةً فانبّحتْ الحروف، ربما لأن أرواحَ اللبنانيين باتتْ مبحوحةً وصراخَهم دفنَ الصوتَ من قوةِ تفجرهِ…

ربما لأنني أؤمنُ بالابداعِ قوةً وحيدة تملك قدرةَ التغيير… لأنَّ الفكر وحدَه المنقذ، والقلبَ وصلٌ مطلقٌ لمعرفةٍ طالما بحثنا عنها فتجسدتْ ابداعاً عبر تاريخِ الانسانية. لذلك أقولُ من هذا المتحفِ الوطني الذي يشهدُ على إنسانيتِنا وحقيقتِنا..

انا لبنانية… نحن لبنانيون نشهد على امتدادِنا التاريخي وجذورِنا العربية العميقة وعلى امتدادِنا الكوني، فنحن أكثرُ  من إنفتاح عالمي، لأن هذا المتحف يشهدُ أننا انفتاحُ العالم في فجرِ التاريخ.. وأن من جبلِ حرمون عرفنا الالهَ الواحد ”ايل“ الذي تتبعه جميعُ الديانات حتى يومِنا هذا، فكلنا نقولُ في جميعِ الدياناتِ السماوية جبرا-إيل وميكا-إيل، لكننا استدعينا عزرا-إيل حين اختلفنا وقتلنا أنفسَنا وقتلنا لبنان.

لماذا نتكلُ دائماً أن لبنانَ هو طائر ُالفينيق نقتلُه لكنه يسطيع أن يحيا من جديد! ألا يكفينا كلُ هذا الاحتراق… متى سنكفُ عن الخوفِ من الآخر. متى سنتوقفْ عن جعلِ الاختلافِ خلافاً؟

متى سنؤمنُ باللهِ ونؤمنُ أن هذا التنوعَ هو المعجزةُ التى أهداها للبنان.

فقط حين نرى المعجزةَ بعين اليقين، سنكملُ بناءَ هذا المتحف في المستقبل بحضاراتٍ قادمة تشهدُ على معجزتِنا، لأننا اليومَ نبني حضارات العالم كلَها بفضلِ كلِ هذا الشتات ونهدمُ هويتَنا وحضارتَنا.

الموسيقى تبني الجسورَ دائماً ونحن اليوم نمدُ جسرا موسيقيا يجسد صرختَنا نحن اللبنانيين، جسراً يتمسك بالعالم كلِه، ويتثبت جيداً بجذورِنا العربية، وحضارةِ بحرِنا المتوسط، وبهمزةِ الوصلِ بين الشرقِ والغرب منذ فجر التاريخ، والذي دفع لبنانُ الكثيرَ ضريبةً لذلك.

تحية إلى صديقي الشاعر معالي د. عبد العزيز خوجة، فهذه القصيدة النبوءة كتبها حباً ووجداً وخوفاً على بلدٍ قد عزّه الأزلُ.

وتحية للأوركسترا السيمفونية الوطنية الأوكرانية وكورالِها العظيم الذين عزفوا وأدوا وجعَنا اللبناني وأملَنا في العبور نحو الضوء، وهم الآن يعيشون حصتَهم من الآلامِ بغض النظر عن أصلِ الحكاية ومشكلتهِا وسببِها، وبغض النظر مع من يكون الحق، إلا أن الشعوبَ دائما تدفع أثمانَ السياسات، وأن السياسةَ دائماً تهد جسور

ًالانسانية ووحدَه الابداع يبني الحضارة. لان كلَّ لقاءٍ ابداعي هو بناءٌ للانسانية وتطورِها.

نصرخ معاً اليوم بصوتٍ واحدٍ… لبنان يا أملاً… لبنان عد أملاً

 

الوزير المرتضى

أما الوزير مرتضى فقال في كلمته: “”لبنان، الوطن المسكون بالإلهام، الذي تعزف الريح على قممه ألحانا، والبحر على شطآنه أنغاما، والزرع في سهوله مقامات خصب، البيت القائم على قناطر الأمل، الذي يتفاخر أبناؤه بأنه هبة الحضارة ومصهر الرسالات، ها هو اليوم يتجلى في متحفه الوطني “هبة” بنكهه شعر ونغمة وصوت”.

أضاف: “صحيح أن الشعوب كلها تتغنى بأوطانها، لكن لبنان غير سائر البلدان، فقد جعلته مواهب مبدعيه فكرة من رحيق، ولوحة من ضياء، ومعزوفة من أمل، حتى ليسأل كثيرون: هل حقيقة هذا الوطن بهية كما الصورة الحلم التي له رسمت؟”.

وتابع: “أيا يكن الحال، فإننا اليوم ههنا لنحتفي بإطلاق عمل ثقافي رائد للفنانة هبة القواس، عنوانه “لبنان عد أملا” في تأكيد على أمور ثلاثة تغلف حياتنا: واقع مر نعيشه، ورجاء حلو نرنو إليه، وثقة بأن الخلاص آت بلا ريب، لأن الأمل الذي هو من طبيعة النفس الإنسانية هو أيضا نسغ وجودنا الوطني. فلبنان ليس كيانا من تراب وفضاء ومياه إقليمية، وانتشار بنين في أقطار الأرض فحسب، بل هو أولا وأخيرا كائن حي من عصب ورؤى وآمال، فإذا حل به ويل تشبث بالأمل المنقذ. لذلك كانت هذه الدعوة الرجاء: “لبنان عد أملا” والفعل “عد” كما تعلمون يعني الرجوع إلى ما كان من قبل”.

وسأل: “هل خير من الفنون سبيلا لاستعادة الوطن الأمل؟ وهل أنبل من الثقافة عنوانا للبنان؟ وهل أفضل من الجمال الذي يتقطر أشعارا وموسيقى رداء يلبسه هذا الأمل المستعاد؟”.

وأردف: “في حضرة التاريخ القابع بأرجاء المتحف الوطني، وأمام الواقع القاسي الذي نعيشه، والمستقبل الذي يضيئه هذا العمل الموسيقي الممهور بتوقيع حنجرة هبة القواس، لا بد من التذكير بأن الأمل عزيمة وقوة وكرامة وطنية وإرادة حياة. هذه إذا اجتمعت سيجت الوطن بالبهاء والصمود وأعطت المواطنين القدرة على تجاوز المحن”.

وشدد وزير الثقافة على “الوحدة الوطنية للحفاط على الوطن الامل”، وقال: “من هنا علينا التشبث دائما بمصادر قوتنا المادية والروحية لحماية الوطن الأمل، وأول ذلك الحفاظ على وحدتنا الوطنية والابتعاد عن كل عناوين التفرقة والتشرذم. فمصالح الناس في معيشتهم اليومية لا تحققها المناكفات والخصومات، بل يكون ذلك بالاحتكام إلى العقلانية وبالاستجابة إلى إرادة الشعب التي يعبرون عنها في صناديق الاقتراع. ولعل الانتخابات النيابية المقبلة تكون مدخلا إلى توطيد هذه الوحدة وبابا عريضا لقيامة لبنان”.

وختما: “أيها الحضور الكرام، تقول أغنية هبة القواس: أين الثقافة هل جفت منابعها  أين النهى نوره ضاءت به الدول، لا، لبنان نبع ثقافة لا يجف، ومعين امل لا ينضب”.
أطلّ الشاعر الدكتور عبد العزيز خوجة عبر فيديو مصوّر خصيصاً للمناسبة، وألقى قصيدة “لبنان عُد أملاً”.

كما كانت مشاركة لافتة للشريكة الإعلامية لحدث الإطلاق الدكتورة نشوى الرويني عبر فيديو مصوّر خصّت به حفل الإطلاق، تحدثت فيه عن دور هبة القواس في نشر الثقافة ومدّ الجسور الثقافية بين العالم العربي والعالم، وشددت على أهمية هذا الدور لاسيّما في الزمن الراهن.

وفي الختام عُرضت الأغنية الجديدة المصوّرة “لبنان عد أملًا” وسط تفاعل الحاضرين وتأثّرهم بمضمون الأغنية وموسيقاها ورسالتها الوطنية.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى