اضراب موظفو “أوجيرو” يفصل الوطن عن عالمه

ضغوطات كثيرة يتعرض لها المواطن في لبنان أكثر مما هي ضغوطات على الدولة لتحقيق المطالب، فالدولة وأركانها في حالة غيبوبة عن الشعب بشكل تام وكامل، فكل محاولاتهم للبحث عن حلول تفيد المواطن باءت بالفشل، لأن الاصلاح عصيّ عليهم، في كل القطاعات، فقد فتحوا باب السرقات وشرّع شرفات السرقات المصرفية ولم يعاقبوا أو يفتشوا أو يمنعوا، بل دعموا مافيات المولدات وعصابات المحروقات، ودعموا كانتونات الهدر ودولرة كل شيء، والأهم منعوا الدعم، فيما المواطن يتخبط بنفسه وقوته اليومي، الى ان وصلت اسعار المحروقات لا سيما صفيحة البنزين التي صار سعرها أكثر الـ650 الف ليرة، أي أكثر من الحد الأدنى للأجور.

وأكثر ما يثير الضجة حالياً هو اضراب موظفين شركة “أوجيرو” حيث تعطل البلد من جراء اضرابهم، مع أن مطالبهم حق وتعتبر آخر ورقة في وسائل الضغط مع منظومة التي لا يجدي نفعاً معها أي وسيلة حتى لو كان الاضراب، لأنها تعرف كيف تحوّر الأمور وتوجهها باتجاه مغاير، ليصير الصراع بالمطالب المحقة، مواجهة بين الشعب، فيواجه المواطن الموظف، والموظف لا يستطيع التحرك، ووفي المقابل كثّف وزير الاتصالات اتصالاته وعروضه الا انها لم تفض حتى الساعة الى ارضاء الموظفين في انتظار حصيلة اجتماعاتهم اليوم.

ومع اضراب موظفي اوجيرو ازدادت نسبة الاعطال في شبكة الاتصالات الخلوية والثابتة، وأثرت على يوميات المواطنين وقد فقدوا الارسال والانترنت عن هواتفهم، وهما ضروريان واكثر، في كل تفاصيل حياتهم.

بحثاً عن الحلول توجه وفد من نقابة موظفي أوجيرو والاتحاد العمالي العام الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وزير الاتصالات جوني القرم، للبحث بشروطهم عن وسيلة فك الاضراب، أكد القرم أن “كانت هناك إيجابية في التعاطي مع ملف الاتصالات، وفي مقارنة بين اليوم والأمس يمكن القول إنّ اليوم أفضل بكثير. وقال في حديث متلفز “موظّفو أوجيرو أبدوا إيجابية كبيرة ولكن موضوع الإضراب ككلّ لم يُحَلّ إلا أنّه سيكون لدينا اجتماع للمتابعة”. وأضاف “الخلاف على الحدّ الأدنى للأجور لا يزال موجوداً وننتظر الرأي القانوني للالتزام به”. وأشار إلى أن من المفترض أن يكون لدينا حسّ وطني للتفريق بين ما يجب أن نقوم به وما يجب ألا نقوم به وأتمنّى على الجميع أن يتصرّف بما يخدم المواطن.

 

واثر على هذا الاضراب على عدم اصلاح الاعطال في الشبكة التي قطعت في كل المناطق، وفصلت الشعب عن عالمه لساعات وعطلت الشركات والمؤسسات، خصوصاً تلك التي تتكل على وسائل التواصل الالكتروني. إلا أن الشركة وبعد تفاقم الأزمة أصدرت بياناً اعلنت فيه “أن خدمة الإنترنت عادت الى طبيعتها بعد توقف قسري بسبب أعطال على شبكة أوجيرو”.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى