زراعة خضروات بلا مياه تتغذى من الضوء

نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2018 في تجربة زراعة الطماطم (البندورة) بكل أنواعها وأحجامها من دون الاعتماد على المياه. كان هدف شركة “هارفست سمارت فارمز” الهولندية المشرفة وصاحبة المشروع، وبالتعاون مع شركاء إماراتيين، التأكد من نجاح التجربة من أجل زراعة مستدامة في ظل التحديات البيئية الكبيرة التي يشهدها الكوكب الأزرق، وبشكل خاص الخليج العربي المتأثر بالإنحباس الحراري وقلة المياه والتغييرات المناخية.

بعد ثلاث سنوات من التجارب الناجحة تمكنت الإمارات من إنتاج 500 طن من الطماطم سنوياً، لم تكتف “هارفست” بإنتاج الطماطم فخاضت تجربة زراعة الفراولة التي نجحت أيضاً. في مطلع العام 2022 بدأت الشركة تخطط لزراعة الخس والخيار، ويبدو أن التجارب نجحت حتى الساعة، الأمر الذي سيساهم في التقليل من استيراد تلك الخضروات والحد من تكاليف أسعار الشحن، وتشجيع المستهلك المحلي على شراء منتجاته الضرورية بأسعار مقبولة، بخاصة مع تزايد المخاوف العالمية من كارثة غذائية مستقبلاً في ظل الحروب القائمة.

كيف تعمل تلك التقنية وما مدى نجاحها وتطبيقها على بقية الخضروات والفاكهة، عن ذلك يجيب سكاي كورتز، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة الهولندية

قائلاً: “كانت فكرتنا هي الاعتماد على بيوت زجاجية صممها خصيصاً لنا مهندس هولندي تتم في داخلها موازنة مستويات درجة الحرارة الداخلية والرطوبة وثاني أكسيد الكربون بعناية، وتتم العملية تلقائياً باستخدام نظام كومبيوتر لإدارة المناخ تم تطويره بواسطة شركة Priva TM التي لها باع طويل في هذا المجال”.

ويضيف: “انطلقت الفكرة في العام 2018 في منطقة العين التابعة لإمارة أبوظبي، كنا طوال السنة في طور التجارب وبدأنا بالطماطم ثم انتظرنا وقتاً لمعرفة النتائج بين أواخر العام 2019 ومطلع الـ2020 حصلنا على نتائج جيدة، لكن بسبب حلول جائحة كورونا توقفنا قليلاً لنعود بعد ذلك لخوض تجارب زراعية أخرى، فكانت الفكرة زراعة الفراولة في العام 2021 ونجحت التجربة، نعمل حالياً على مشاريع زراعة الخيار والخس ونلمس نجاحاً ممتازاً، ولهذا قامت شركتنا منذ سنة بافتتاح فرع كبير لها في المملكة العربية السعودية، والمشروع يلقى دعماً كبيراً من مستمثرين سعوديين”.

وفق كلام الرئيس التنفيذي للشركة كان الاعتقاد سابقاً أن “الزراعة الجيدة تعتمد على التربة الجيدة، لكن اتضح أنها تعتمد في الواقع على الإضاءة الجيدة، وهذا ما اعتمدنا عليه في مزرعتنا الذكية، التي لا تحتاج لا للتربة ولا للري ولا مياه، كل ما في الأمر التركيز على الإضاءة المتوافرة جداً في صحراء الإمارات والخليج بشكل عام، وكذلك تعديل الحرارة تقنياً، فهذه التقنية توفر جداً على المدى البعيد في تكاليف استيراد الخضر أو الفاكهة من الخارج، ولطالما نجحت تجربة الطماطم والفراولة والخيار ستنجح تجارب الأنواع الأخرى”.

كل منتوجات المزرعة الذكية تسوّق داخل الإمارات فقط لأن ليس هناك فائض، كذلك بالنسبة إلى السعودية، فالكميات المنتجة تستهدف القاطنين في البلدين، وتتطلع الشركة الى نقل تجربتها أيضاً إلى الكويت حيث بدأت أخيراً مساعٍ كويتية لخوض تلك التجربة، لا سيما أن التغير المناخي والأمن الغذائي يهددان العالم ولا بد من إيجاد حلول سريعة.

نجحت الشركة مطلع الشهر الجاري من جمع 180.5 مليون دولار في أكبر عملية جمع تبرعات لها على الإطلاق، من داعمين ومستثمرين من بينهم عائلة العليان التي تدير واحدة من أكبر التكتلات في المملكة العربية السعودية.

ستستخدم الشركة الأموال للتوسع في الشرق الأوسط ودخول أسواق جديدة في آسيا. بعد نجاح التجربة في الإمارات والسعودية أصبحت دول عديدة مهتمة للأمر لحماية المحاصيل من الظروف الخارجية القاسية مع الحد من استخدام المياه أيضاً. يقول كورتز.

وفي هذا السياق قالت الشركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني منذ أسبوع أن من بين المستثمرين الآخرين شركة “ميتريك كابيتال بارتنرز” البريطانية وشركة “آي إم إم إنفستمنت كورب” الكورية الجنوبية. وتهدف إلى التوسع في سنغافورة وكوريا وإندونيسيا وماليزيا والفيليبين.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى