هل تؤدي العزلة الاجتماعية الى التهاب المخ؟

أجواء برس

الحياة الطبيعية التي كان يعيشها اي شخص قبل جائحة كورونا، كانت من الصعب الابتعاد عنها، بحيث كان السهر واللقاءات الدائمة من الاساسيات، ولكن مع بداية 2020 تسببت جائحة كورونا بالتباعد الاجتماعي وساهمت في زيادة العزلة والتباعد بين البشر لمنع انتشار الوباء وهذا ما يعني زيادة الاضطرابات النفسية والجسدية، بحسب ما كشفت دراسة دولية حديثة أن العزلة الاجتماعية أثناء الجائحة يمكن أن تؤدي لالتهاب المخ.
فيما أفاد ما يقرب من ثلاثة من كل خمسة موظفين وعمال بالغين في الولايات المتحدة شملهم الاستطلاع عام 2021 من قبل جمعية علم النفس الأميركية عن الآثار السلبية للضغوط النفسية المرتبطة بالعمل، ومن بينها قلة الاهتمام والطاقة والجهد.
كما أفاد المشاركون أيضًا عن تعرضهم للإنهاك المعرفي “36%” والإرهاق العاطفي “32%” والإرهاق الجسدي “44%”، بحسب ما نشره موقع” Psychology Today”.

في حين توصلت دراسة لمستشفى ماساتشوستس العام بالتعاون مع جامعة كينغز كوليدج لندن ومركز “Maudsley NIHR” للبحوث الطبية الحيوية إلى أن الأفراد الأصحاء الذين تم فحصهم بعد تنفيذ حظر التجوال والإغلاق في بلادهم لديهم مستويات مرتفعة في الدماغ لاثنين من علامات الالتهاب العصبي المستقلة هما بروتين 18 kDa وTSPO ميوينوزيتول مقارنة بالمشاركين قبل الإغلاق.
كما أظهر المشاركون الذين أيدوا عبء الأعراض العالي إشارة TSPO أعلى في الحُصين، والتي تعني معاناتهم من تغير الحالة المزاجية والإرهاق العقلي والتعب البدني، مقارنة بأولئك الذين أبلغوا عن أعراض قليلة أو معدومة، بما يمكن ترجمته إلى أن الالتهاب في هذه المناطق بالدماغ يمكن أن يكون سببًا في إجهادها العقلي والجسدي وتغيرات الحالة المزاجية.
كما قدمت هذه الدراسة إشارات أولية على أن حظر التجوال والإغلاق كان له تأثير في زيادة التهاب الدماغ، وربما كان هذا بسبب آليات المناعة، التي تم تنشيطها بسبب العزلة الاجتماعية.

هذا وتدعم الدراسات السابقة فرضية أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تؤدي إلى زيادة التهاب الدماغ، حيث أوضحت إحدى الدراسات أن التجارب الاجتماعية السلبية، أي العزلة والتهديد الاجتماعي، يمكن أن تحفز الاستجابات الالتهابية أثناء قمع المناعة المضادة للفيروسات.
في حين أن التجارب الإيجابية، والتي تعني التواصل الاجتماعي يمكن أن تقلل الالتهاب وتعزز الاستجابات المناعية المضادة للفيروسات.
كما أظهرت الدراسات أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من علامات المناعة مثل IL-6،8 ويمكن أن تزيد أيضًا من نشاط الخلايا الدبقية الصغيرة في الدماغ كجزء من هذه الاستجابة الالتهابية، وهي تغييرات تشبه التغيرات التي تسببها الالتهابات، وترتبط بالإرهاق والقلق.
كما وبصرف النظر عن مراجعة طبيب لتوضيح ما يحدث، فإن هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تساعد في الخروج من حالة الشعور بالإنهاك والتوتر، كما يلي:
1. التنشئة الاجتماعية: ربما شعر البعض بالعزلة إلى حد ما بسبب الجائحة، ولكن ربما يكون البعض سعيدًا أيضًا لأنه لا يجب عليه التفاعل مع آخرين. وبالتالي فإن إمكانية الاختلاط اجتماعيا بأمان إلى حد ما مفيدًا للبعض، لأنه بحسب ما أظهرته نتائج عدد كبير من الدراسات تؤثر العزلة الاجتماعية سلبًا على حياة الإنسان بعدة طرق.

2. النظام الغذائي: تؤكد دكتور أوما نايدو، أستاذ الطب النفسي في جامعة هارفارد، في كتابها “This Is Your Brain on Food”، أن الالتهاب العصبي شيء حقيقي، وتوصي بالأطعمة المضادة للالتهابات والغنية بالألياف، مؤكدة أن التوابل مثل الكركم مع الفلفل الأسود يمكن أن تساعد. وتشير دكتور نايدو إلى أن مدى فائدة تناول الخضروات الملونة مثل الفلفل والطماطم والخضروات الورقية.

3. الصور القائمة على الطبيعة: أظهرت الدراسات أن مشاهدة الطبيعة يمكن أن يكون لها آثار مفيدة على الدماغ، حيث تبين أن البعض يمكن أن يشعروا بالوضوح والتركيز بشكل أفضل مع قدر أقل من التوتر والاضطراب العاطفي بعد 10 دقائق فقط من مشاهدة الطبيعة في الواقع الافتراضي.

4. ممارسة الرياضة البدنية: يمكن أن تحسن التمارين البدنية استجابة جهاز المناعة العصبي ويمكن أن تكون مضادة للالتهابات.

عبير شمص

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى