
التخلي عن الترسيم خضوع سافر
د. علي بيضون
لم يكن يوما الاهتمام الغربي والشرقي، والاميركي تحديدا بلبنان إلا من أجل المصلحة الاسرائيلي، ومن يتبع هواهم باوجه مختلفة يغازل “اسرائيل” سرآ وعلانية، وليس هذا فحسب، فان خطوط الحدود البحرية، التي باتت مطمعا للكثيرين وليست للإسرائيليين وحدهم، هي خطوط شرعية للبنان، مهما حاولوا تمييع الحقائق وقلبها والمساومة عليها، فكل الدراسات والأبحاث تشيير الى هذه الوقائع، حتى لو حاول تضييعها الوسيط الأميركي عاموس هوكستين (الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي).
فهذا الأخير الذي يحمل رؤيا دولتيه الاصيلة والفعلية، لينصها شروطآ على المسؤولين الذين غيروا خطاباتهم فجأة.
فكما يقولون إن الدول الاجنبية بمعظمها على حد سواء (براء) من الخلافات، لكننا كما نرى تعطي أوامرها وهم ينفذون، وكانهم اوصياء وشركاء في القرارات.
فبعد العرض (الذي يستهبل فيه اللبنانيين) بتقاسم ارباح الغاز فيي الخط 29، بين لبنان و”إسرائيل”، جاءت مطالعات جديدة بالتوصل الى الخط المتعرج الأخير (خط المصالح بدلاً من خط الحدود الأفقي الذي يحمل الرقم 23).
من هنا لا بد أن نسميه خط الخيانة العظمى الذي تريده مصالح “إسرائيل وأميركا”، والمسؤولين اللبنانيين من أعلى
الهرم الى آخره إما موافقون او صامتون. وهنا قمة الخزلان الوطني، فالساكت عن الحق شيطان أخرس. وطارت المفاوضات المتعبة التي أرهقت المواطن اللبناني ولم تهز جفن مسؤول، على مدى 15 سنة
إلا ان رسائل هوكستين تنذر بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات في الناقورة، وإبعاد الأمم المتحدة عن أي دور في هذه الورقة، سوى بمهمة مراقبة أهالي المنطقة وليس حمايتهم، وفرض إجتماع واحد مهمته التوقيع على إتفاق لبناني ـ إسرائيلي نهائي لترسيم الحدود.
ولا يتوقف الأمر هنا، بل على لبنان فسخ العقد مع الكونسورتيوم الثلاثي (“توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية و”نوفاتيك” الروسية)، التي ستتولى العمل في البلوكات الجنوبية 8 و9 و10، واستبدالها بشركات دولية جديدة بالإستكشاف ثم التنقيب، (من دون تحديد من هي) إلا ان أميركا “تأمل” ان تكون لها. وبالتأكيد ممنوع إنشاء شركات لبنانية برؤوس أموال وكفاءات لبنانية.
بالعودة الى الترسيم، فقد أعلن رئيس وفد المفاوضات غير المباشرة في ملف ترسيم الحدود العميد الركن بسام ياسين، أنه “في المفاوضات هناك تنازلات ولا أحد يأخذ كل شيء، وهذا أمر طبيعي”.
وأشار ياسين، إلى أن ما حصل اليوم، هو أننا تنازلنا وأعلنّا خطّنا الـ 23، وإسرائيل حققت أهدافها بضربة واحدة، ونحن لم نستفد بشيء”.
وكشف، أنه “كان لدينا خط أحمر قبل المفاوضات، وهو ألّا ننزل على التفاوض وتتم محاصرتنا بالـ 860 كلم، وقد حصلنا من رئيس الجمهورية ميشال عون على موافقة على ذلك، وكان كل هدف الاسرائيلي والأميركي في المفاوضات هو حشرنا بـ”860 كلم” ولم ينجحوا ونحن لم نتنازل”.
وشدد ياسين، على أن “الخطين القانونيين، هما “خط هوف” و”خط 29″.
في هذا الكلام تأكيد على من بدأ وجاهر بالتنازل. ويبقى السؤال: لماذا ولمصلحة من؟ وما هو موقف حزب الله؟ ولملذا يصمت، وكأنه شريك في للقرار؟ وهل القانون والدستور سيقف في وجه من تنازل؟ ام هناك خيمة فوق رأس المسؤولين؟