الرد اللبناني على “إعادة الثقة” رمادي… وهذا هو المطلوب

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب سلم الرد اللبناني بشأن “اجراءات اعادة الثقة” الى نظيره الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، و”كانت الأجواء ايجابية”، بحسب الموقف الرسمي، الا ان تريث الرد العربي يحمل في طياته الكثير، وربما هذه الايجابية المعلن عنها، قد لا تكون كذلك، خصوصا وان الثغرة في الموقف اللبناني هي عدم القدرة على الالتزام بالقرار الدولي 1559 اي وضع حد لحزب الله.

وفي هذا السياق، رأى النائب السابق مصطفى علوش ان التعاطي الخليجي مع لبنان تخطى التمييع، وبالتالي باتت دول الخليج تطلب جوابا واضحا “ابيض او اسود”، فلا يمكن للبنان ان يبقى في الدائرة الرمادية التقليدية.

واعتبر علوش، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان اتخاذ القرار بشأن المبادرة الكويتية التي حملها وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح بين الرؤساء الثلاثة (ميشال عون، نجيب ميقاتي، نبيه بري) وليس مجلس الوزراء، يأتي انطلاقا من ان حزب الله يرفض هذه الورقة ولا يريد اي نقاش بشأنها، بالتالي كان الاتجاه نحو تمييع الموقف، في حين ان المسألة اصبحت جدية بالنسبة الى دول الخليج وتطال امنها بشكل مباشر، اذ ان حزب الله اصبح على حدودها، من خلال التدريب والحماية وكل ما يقدمه الى حوثيين والميليشيات الموالية لايران.

وقال علوش: بمعنى آخر، الموقف الذي تبناه الرؤساء الثلاثة هو الموقف الرمادي الذي يقول للعرب ان ليس باليد حيلة والسلطة في لبنان تريد ان تحافظ على السلم الاهلي.

وهل ستتخذ اجراءات بحق لبنان؟ اجاب علوش: لا نعرف، ولكن هناك من يتوقع ان يكون الردّ امنيا على حزب الله.

واضاف: في النهاية، لا يزال لبنان يدور عند circling the drain اي كالمياه التي تدور حول “البالوعة” قبل ان تقع في المياه الاسنة.

وهل هذا يعني ان لبنان سيكون امام حرب اهلية؟ لفت علوش الى ان بوادر الحرب غير واضحة لغاية الآن، قائلا: في طرابلس، على سبيل المثال، التي تكون احد المحاور الاساسية على هذا المستوى، لا شيء يوحي بالتوتر ، ولكن هذا لا ينفي حصول اعمال مخابراتية في اي وقت، او قد يحصل خيار عسكري في اي مكان، فلا معطيات.

وخلص علوش الى القول: من المرجح ان تتجه دول الخليج الى اهمال تام للبنان، وبالتالي سيبقى الحصار القائم فروضا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى