لبنان:  يحتفل بالاستقلال بجوع الشعب ونهب حقوقه وامواله

فلسطين : تطلق حقبة المقاومة المسلحة والانتفاضة للتحرير التام

ميخائيل عوض

السودان: يهزم العسكر ويعيد ضبط التوازنات المجتمعية
فنزويلا: تنتصر لمادورا والشافيزية فتهزم أميركا

 

الحالة:
– نفد قائد قسامي، أستاذ معلم، وشيخ، وسجين محرر، من مخيم شعفاط في القدس، عملية عسكرية متقنة ومعدة مسبقاً ومحترفة، وبسلاح ناري في القدس على مقربة من حي الجراح وعلى بوابة المسجد الأقصى، فأردى قتلى وجرحى من المستوطنين والمجندين، فأربك إسرائيل وقيادتها ومجتمعها ووضعها في حالة من عدم اليقين فخرج خبراؤها يحذرون من أنها عملية نوعية تؤشر إلى دنو مرحلة المقاومة بالسلاح والانتفاض الشعبي الحاسم، ورصدت تقارير الاستخبارات الإسرائيلية مئات العمليات المسلحة في الضفة وتصاعد منسوب تهريب السلاح من الأردن ومن جنوب لبنان، ما يرسم علامات عن تحولات نوعية مستقبلية في الصراع العربي- الإسرائيلي وفي مستقبل “إسرائيل”.

– انتجت الانتخابات المحلية في فنزويلا نصراً باهراً وساحقاً للشافيزية كمؤشر عما ستكون عليه الانتخابات التشريعية والرئاسية وكمقدمة لإلحاق هزيمة نوعية وتاريخية للتدخلات الأميركية في الدول والشعوب اللاتينية وانكسار حملاتها وحصاراتها وفشل محاولاتها لتخريب الدول والمجتمعات بذريعة الديمقراطية ومقاومة الأنظمة المعادية لها.

– احتفل لبنان بذكرى الاستقلال والحكومة مشلولة والأسعار تنهب المواطنين والدولار يحلق عالياً من دون رادع أو سقوف بينما الأدوية والأغذية والخدمات في حالة انهيار وتراجع حاد.

في التحليل
فلسطين:
دشن المجاهد الاستشهادي فادي محمود أبو شخيدم المناضل القائد والشيخ المعلم المسؤول في حركة حماس حقبة جديدة في كفاح الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين، فنفذ عملية متقنة بسلاح ناري في القدس وبجوار الأقصى وحي الجراح، وتبنت حماس العملية. وأشارت وقائعها إلى أنها متقنة ومخططة، وقد شارك فيها مجاهد ثان نجح بالاختفاء لتشير وقائعها ونجاحها إلى نضج الشروط والظروف وربما قررت المقاومة وحلفها الرد على الاعتداءات الإسرائيلية وارتكابات المستوطنين العدوانية اليومية بتطوير أداء المقاومة من الانتفاض والتظاهر والاعتصام والدهس والطعن إلى المقاومة بالسلاح تتويجاً لمرحلة جرى فيها اختبار كل الأدوات بما في ذلك تصاعد عمليات استهداف الحواجز الإسرائيلية برشقات نارية، وقد أشارت التقارير الأمنية الإسرائيلية إلى تكاثر عمليات تهريب السلاح إلى الجليل والضفة، ما خلق حالة من السعار والذعر في المستويات المختلفة في إسرائيل، بل وشكلت العملية تجديداً لفكر المقاومة ونهجها بعد عملية النفق، وقبل أن تتم معركة سيف القدس وانتفاضة رمضان المبارك سنتها الأولى في تذكير بأن كل الجهود والمحاولات التي تبذل وتديرها مصر وقطر وأميركا ودول التطبيع والتحالف مع إسرائيل لعزل غزة وفصلها عن القضية الفلسطينية بدفعها للاهتمام بتنميتها وفك حصارها وإعادة إعمارها لم تجدِ نفعاً، ولن تجدي نفعاً المحاولات لتعويم سلطة أبو مازن وأجهزتها. وقد جرت العملية في القدس ومن القدس ما يفيد بأن المقاومة ومجاهديها الأبطال قد أرسلوا رساله نارية لأبو مازن وأجهزة السلطة مفادها أننا قادرون وعندما يحين الوقت أو الأوامر ستكون عملياتنا حيث نريد ولن تستطيع الأجهزة الحؤول دون ذلك.
عملية القدس ليست عابرة وليست كما سبقها إنما تعطي أدلة ومؤشرات على نضج ظروف وشروط هبة فلسطينية جديدة يتشارك فيها الشعب في أراضي الـ48 والضفة وغزة واللاجئين وستكون انتفاضة ومقاومة بالسلاح لكنس الاستيطان والحواجز العسكرية الإسرائيلية وأدوات إسرائيل من أجهزة السلطة.
عملية القدس وضعت القضية الفلسطينية والصراع العربي- الصهيوني على عتبة طور وحقبة جديدة مؤداها تحولات نوعية في الصراع وفي الإقليم.
السودان: هزيمة العسكر وانكسار الانقلاب.
جرت تطورات السودان على ما توقعناه، فالانقلاب قاصر وفاشل، والانقلابيون هواة غير متمكنين ولا يجيدون فعل الانقلابية الشعبية أو العسكرية، والزمن وزمن ثورة السودان وحيوية حراكه السياسي ووعي شعبه لا يجيز لانقلابية طفيلية وصبيانية أن تهمين وتتمكن.
الشارع نهض في وجه الانقلابيين وذرائعهم التافهة، وإجراءاتهم القاصرة، ولم يجدوا نصيراً أو مؤيداً إقليمياً أو عالمياً، بل اشتدت الحملة عليهم وعجزوا عن احتواء الشارع أو احتواء الضغوط الخارجية، فاضطروا إلى التفاوض وقبول شروط المدنيين والإفراج عن رئيس الحكومة المحتجز وتوقيع صك اتفاق يعيد السلطة التنفيذية للمدنيين وللحراك الشعبي والشارع وقواه.
في انكسار الانقلابين تحول نوعي في اتجاهات ومستقبل الحراك الشعبي في السودان ومستقبل السودان وخياراته، ونجاح الحراك الثوري سينعكس في العرب والإقليم فللسودان تجربة ودالة في حيويته السياسية والشعبية وتجاربه.

لبنان: يحتفل باستقلاله وشعبه يجوع ويهيم على وجهه
أقام لبنان احتفالات ذكرى الاستقلال في ظرف سياسي واجتماعي واقتصادي غير مسبوق، فقد نهبت واردات الدولة، ومدخرات المواطنين، وودائعهم، وتعويضات العاملين وأموال البلديات والضمان الاجتماعي ومدخرات النقابات والنقابات المهنية، وتم تصفير موازنات البلاد وتحرير الأسواق وسعر العملة وترك المرضى بلا أدوية ولا استشفاء، وتزداد ضغوط الأزمات الحياتية وتفتقد أبسط الحاجات وتزداد الأسعار بصورة فلكية.
فبأي استقلال يحتفل المسؤولون؟؟

الاستقلال المنقوص بلغ ذروة أزماته، ودنت فرصة أن يستعيد الشعب اللبناني سيادته بإنتاج استقلاله الحقيقي المشروط بالإطاحة بالمنظومة والطبقة والنظام السياسي الاقتصادي الذي وفر شروط النهب لمنظومة مافياوية مجرمة غير مسبوقة في تاريخ الأمم والشعوب.
والذكرى في مرورها تعيد رسم الصورة أمام اللبنانيين فلا استقلال بلا سيادة ولا سيادة بلا تحرر من سيطرة السفارات وولاءات الطبقة والمنظومة لقوى الخارج الذي أسندها وتبناها وأمن لها فرص نهب البلاد والعباد، فالاستقلال المنشود مشروط تحققه بتحرير البلاد من هيمنة الطبقة والمنظومة واستعادة السلطة للشعب عملاً بمقدمة الدستور- الشعب مصدر السلطات- وإعادة هيكلة الدولة ومؤسساتها والنظام وتحريره من قبضة الزعماء والأزلام والمحاصصات، وإلا فالكيان في خطر الزوال والنظام قد أفلس وقد لا تمر ذكرى ثانية للاستقلال على لبنان الذي نعرفه وعلى شعبه الذي نهب تاريخه وحاضره ومستقبله من قبل حفنة تحاصصت وسرقت وتحاول البقاء لنهب ما تبقى وبيع أصول الدولة، فلا الحكومة فاعلة وليس من أفق لتفعيلها في ظل التوازنات الجارية، وفي واقع تدخلات وأوامر السفيرة الأميركية وعجز حركة الاعتراض الشعبي عن التوحد وإنتاج قوة حاملة لمشروع تحرير لبنان من هيمنة المنظومة وإعادة بناء نظامه وتجديد وظائف الكيان.

فنزويلا: توجه صفعة جديدة لأميركا
جرت الانتخابات المحلية الفنزويلية بطريقة سلسلة وديمقراطية وحقق أنصار الشافيزية انتصارات نوعية وباهرة في كل الدوائر بينما تراجع نفوذ وحضور القوى التي ناصبته العداء وعملت بأوامر أميركية لتفكيك فنزويلا وإفقارها ودفعها للحرب الأهلية للسيطرة على ثرواتها.
صمدت فنزويلا وانتصرت الشافيزية بحكمة وحنكة ولأنها ممثل للشعب وطموحاتها وتطلعاته وبإسناد ودعم من القوى والدول الشريفة والمعارضة لسياسات الهيمنة والإفقار والاستعمار الأميركية والغربية.
انتصار التيار الشافيزي واستعادته لعافيته والتفاف الشعب الفنزويلي حوله يمثل صفعة قوية وربما صادمة ولاجمة للإدارات الأميركية قد يلزمها بعدم التدخل السافر مرة ثانية في أي من دول أميركا اللاتينية والكاريبي، وبهذا يمكن التثبت من أن السياسات والمخططات الأميركية تهزم في كل مكان وفي كل الساحات وتنهض الشعوب في مواجهتها في أطراف الدنيا الأربعة.

 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى