
الخطر يقترب من المصريين
حذرت هيئة الأرصاد الجوية في مصر المواطنين من التوجه إلى البحر بسبب ارتفاع الأمواج على الشواطئ، واستمرار الموجة الحارة في البلاد.
وأوضحت الأرصاد الجوية أن منطقة الشرق الأوسط تأثرت بموجة طويلة من الحرارة الشديدة، تسببت في اشتعال الحرائق في تركيا واليونان، ورفعت درجات الحرارة القصوى حالياً في تونس لتسجل العاصمة 49 درجة، كما رفعت درجة الحرارة في القاهرة إلى 43 درجة خلال الأيام السابقة.
وأضافت الأرصاد أن تلك الموجة أدت لاندلاع الحرائق حاليًا في أكثر من 10 مناطق من الجزائر منها مدينة تيزي وزو، وتسببت فى 41 حالة وفاة، وربما تؤدي لانعزال الولاية في حالة تواصل سقوط أعمدة الكهرباء وانقطاع شبكات الاتصالات.
وقالت هيئة الأرصاد إن تلك الموجة الحارة بدأت في مصر في الانخفاض النسبي التدريجي على كافة الأنحاء، وعادت أحوال الطقس إلى ذات المعدلات الطبيعية في هذا الوقت من العام.
مركز الارصاد يحذر
قال مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد الجوية في مصر محمود شاهين، إن العالم أجمع يتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري بسبب “الظواهر الجامحة”.
وأضاف خلال مداخلة تليفزيونية مع برنامج “مساء dmc” أن استمرار العالم في الاستخدام المفرط في الأسباب والمسببات التي تؤدي للاحتباس لا سيّما عبر زيادة استخدام مشتقات البترول والفحم، فإن طبقة ستتكون في الغلاف الجوي تعمل انعكاس انبعاثات الحرارة لتعود إلى الأرض بدلاً من خروجها.
وأوضح أنه منذ رفع درجة حرارة المحيطات ارتفعت درجة واحدة، ومن المتوقع أن ترتفع نصف درجة جديدة بحلول عام 2030، وهو ما يسبب المزيد من الكوارث وارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم أجمع، وحدوث جفاف إلى جانب سيول وفيضانات.
وأشار إلى أن هذه الظواهر لها تأثيرات مباشرة على الإنسان وبالأخص على الصعيد الصحي، إذ تحدث الكثير من حالات الوفاة من دون أسباب بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب مخاطر تلف بعض المحاصيل الزراعية، فضلًا عن أضرار تطال الثروة الحيوانية.
وأكّد شاهين، أن التغيرات المناخية ليست وليدة سنة أو سنتين، موضحًا أنه إذا حدث توافق دولي في هذه اللحظة على تقليل استخدام الطاقة غير نظيفة، والاعتماد على الطاقة النظيفة فلن يشعر الإنسان بنتائج هذا التغيير إلا بعد 30 سنة على الأقل.
يشار إلى أن تقرير الفريق الدولي المعني بتغير المناخ، الصادر يوم الاثنين، توقع أنه بحلول عام 2030 ستكون درجة الحرارة العالمية لعام واحد على الأقل أشد سخونة بـ +1.5 درجة مئوية عن مستوى درجة الحرارة العالمية ما قبل الثورة الصناعية، أي قبل عشر سنوات من التوقعات السابقة، الأمر الذي يهدد البشرية بكوارث جديدة “غير مسبوقة”.
التقرير اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه بمثابة إنذار أحمر حقيقي للبشرية، وقال: “ليس هناك وقت للانتظار ولا مجال للاعتذار”.