
إن عادت مصر؟ هل تعود؟
أجواء برس
في الوقائع والمعطيات
ما إن رحل زين العابدين بن علي تحت ضغط ما سمي بالربيع العربي حتى ضربت مصر موجة عاتية من التحركات الشعبية وحشدت الملايين في الشوارع والساحات بهتاف؛ ارحل، والشعب يريد إسقاط النظام.
أسابيع معدودة رحل حسني مبارك وتنحى لصالح المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأعلن الرحيل نائبه ومستشاره الأمني عمر سليمان صاحب الباع الطويلة ورفيقه، إلا أن التحركات تصاعدت ففرض المجلس العسكري نفسه وريثاً للنظام وأخذ لنفسه سنة لتنظيم انتخابات نيابية ورئاسية، فاستولى الإخوان والسلفيون عليها وعلى البرلمان فعطلها العسكر وفي الانتخابات الرئاسية تسابق ثلاثة؛ الإخوان بمرشحهم مرسي-المؤسسة العسكرية بمرشحها أحمد شفيق… الناصرية وكتل اجتماعية من خارج انقسام عسكر- إخوان بشخص حامدين الصباحي. جاءت النتيجة بـ51 لصالح مرشح العسكر فهدد الإخوان بحرب أهلية ضروس “بحسب رواية السفير السعودي في مصر حينها” ففرض العسكر حلاً وطنياً عاقلاً بأن أعطى الإخوان الفرصة لاختبارهم ولإسقاطهم وإنقاذ مصر من أتون التدمير. ولم تمر سنة على رئاسة الإخوان حتى نجح العسكر بتنظيم حراك نوعي بدور وازن للشباب وأنجز إسقاط مرسي بتقانة وفن إدارة سياسية تحت ضغط 33 مليون في الشارع والساحات. وأمن سنة انتقالية بإدارة قاضي القضاة “عدلي منصور”، وأعلن عن التغيير في مبنى المحكمة الدستورية بحضور فاعليات المجتمع المصري. وقد أعلن المانيفستو وزير الدفاع “السيسي” الذي عينه مرسي بعد إنهاء عهد المجلس العسكري برموزه الكبار.
سنة واحدة ويوم كان عمر رئاسة الإخوان المسلمين لمصر، وقد كتب وقيل إن السيسي والمجلس العسكري اتخذوا قرار الانقلاب أثناء إلقاء كلمة السيسي في استاد القاهرة بنتيجة إعلانه الجهاد في سورية، فسورية في أعراف وتقاليد الدولة العميقة التي عمادها الأساس الجيش هي الإقليم الشمالي، وخط الدفاع عن مصر منذ معركة قادش بين الفراعنة والحثيين والجيش الاول منذ اسس الجيش وحاول تأسيس مصر الحديثة محمد علي.
رشح الرئيس بوتين السيسي لرئاسة الجمهورية من بيته الريفي في روسيا وكان الرجل وزيراً للدفاع في أول زياراته كانت لبوتين وفعلها بعد انتخابه فأول رحلة خارجية بعد ترؤسه مصر كانت ايضا لموسكو.
السيطرة المتقنة للجيش وإسقاط الإخوان شكل صدمة لواشنطن ومفاجأة غير متوقعة، فكتبت هيلاري كلينتون في مذكراتها؛ إن أميركا كانت قد اتفقت مع عشرات الدول للاعتراف بالدولة الإسلامية، وعندما وقعت الصاعقة وأسقط الإخوان أرسل الجيش الأميركي قطعاً حربية إلى السواحل المصرية فوقعت صدمة اعنف من السابق بأن حلقت طائرات ميغ 21 فوق القطع البحرية وتحرشت بها غواصات من دون أن تكتشفها ما دفع الإدارة الأميركية إلى الانكفاء فوراً ولاذت بالتصعيد الدبلوماسي. وأمرت حلفاءها والإخوان خاصة تركيا وقطر برفض الانقلاب وتبني الإخوان والتشهير بالجيش وفعلته الانقلابية على الديمقراطية، وتبنت إجراءات وسياسات ضد السلطة الجديدة والجيش وجمدت المساعدات.
ذهبت مصر الجيش إلى الصين وروسيا ووقعت عقوداً نوعية في استيراد الأسلحة الروسية وبناء مدن صناعية روسية وصينية ومحطات توليد كهرباء نووية. وركزت السلطة الجديدة على تقوية الجيش وتعزيزه وتطويره نوعياً وعلى الاقتصاد والتنمية وبناء المشاريع القومية وتأمين الحاجات الضرورية وحل المشكلات المستعصية. فوفرت الكهرباء ووسعت القناة وأمنت 4 ملايين فرصة عمل وحققت اكتفاء ذاتياً في الكثير من السلع الوطنية واكتشفت حقول الغاز وتحولت مصر الى منصة تسييل الغاز والمتاجرة به كقوة محورية اوسطية، وفي الدبلوماسية والدور والعلاقات غيرت جوهرياً، فتحالفت مع السعودية والامارات والبحرين وسمى التحالف محور الشر؛ بإيران وتركيا والإخوان المسلمين والارهاب المسلح.
تغير موقف مصر حدياً من سورية وأزمتها وطابق خطاب السيسي خطاب سورية وعطلت الجامعة العربية ودورها التآمري على سورية وعزلت بهدوء وتقانة قطر فيها وغيرت من موقف وأداء مجلس التعاون الخليجي الذي كان رأس رمح استدعاء التدخلات الخارجية وإسقاط ليبيا وطرد سورية من الجامعة العربية .
على الضفة الاخرى لم تقطع مع كامب ديفيد واستمرت العلاقات مع إسرائيل وزاد الغزل بين الادارتين ولم تعلن موقفاً واضحاً من سورية ولا استعادت العلاقات علناً، وشددت الحصار على غزة وتركتها تعاني بشدة وتبنت سلطة ابو مازن، وشهدت علاقاتها مع ايران وحزب الله شد حبال وتبادل اتهامات بدأتها ايران برفضها الاعتراف بالسلطة الجديدة واتهمتها بالانقلابية على شرعية الإخوان المسلمين وفشلت بينهما جهود الوساطات .
وتعرضت السلطة الجديدة اعلامياً لكل انواع التشنيع والتشكيك والتطاول وانتظر المستعجلون ثورات خبز وفقر وديمقراطية تطيح بالسلطة الجديدة، وحاول الإخوان وحلفهم فلم تنجح المحاولات واستقرت مصر وللسنة الرابعة على التوالي، زادت نسبة النمو عن 4 في المئة واحتلت المرتبة الثانية بعد الصين.
بهدوء وروية مشهودة تحولت من مفعول بها الى فاعل اولاً في السودان وأسندت الانقلاب والسلطة الجديدة التي اطاحت بحكم الإخوان المسلمين ثم مدت يدها القاسية الى ليبيا وأسهمت نوعياً وتحت تهديد الحرب بزحف الإخوان والأتراك الى قاعدة الجفرة وباتجاه الجنوب والشرق، وأعلن السيسي الاستعداد للحرب وسلح جيش حفتر والقبائل الليبية المعارضة فأمنت مصر امنها القومي غرباً وجنوباً وأمسكت بالملفين السوداني والليبي وهي على علاقة تحالف مع السعودية والامارات ولم تنزلق الى المشاركة في حرب اليمن برغم مطالبات السعودية وضغوطها التي بلغت درجة التوقف عن امداد مصر بالنفط والاستثمارات والهبات.
تحت الطاولة كتب وقيل عن مشاركة خبراء وطيارين من مصر في معارك تصفية بؤر المسلحين في سورية وكشف عن امداد مصري للجيش السوري بالذخائر وقطع غيار الطائرات والدبابات السوفياتية، ولعبت الوساطات المصرية دوراً محورياً في تصفية بؤر في حمص والغوطة والجبهة الجنوبية والغربية التي أمنت سيطرة للدولة وللدور الروسي- المصري الذي نسق مع الامارات والسعودية التي كانت تمول مسلحي تلك البؤر.
ترددت على لسان الرئيس الأسد لازمة بالرد على سؤال عن العلاقات المصرية- السورية في السر والعلن وأمام الوفود التي أمت سورية بثابتة شراكة مصرية وازنة؛ مصر دولة محورية هي تحت الرقابة اللصيقة تبدلات موقفها يغير نوعياً، وهي تحت عبئء تركة ثقيلة… فاطمئنوا علاقتنا بالمؤسسة العسكرية متقدمة وثابته لم تنقطع يوماً في كل العهود وقد انجزت تحولاً نوعياً بإسقاط الإخوان المسلمين.
شهر عسل عقد لأربع سنوات بين السيسي وبن سلمان وترامب وقد وصفه ترامب بالدكتاتوري الصغير وما إن تغيرت الادارة الاميركية حتى تصالحت قطر مع مصر وسارع أردوغان لخطب ودها والتزمت تركيا بإسكات الإخوان ومنصاتهم الاعلامية وبدأت ترحيلهم.
في الحرب مع “داعش” و”النصرة” وفصائل واخوان المسلمين غرباً وفي سيناء خاضتها مصر بقوة وبطش بلا هوادة ولم تهادن “حماس” حتى غيرت “حماس” من قيادتها وموقفها وأوقفت تبني ودعم الإخوان والاسلاميين في سيناء وحرم السنوار أي تعاون مع المسلحين والخلايا الاخوانية في مصر والتزم بالتنسيق الكامل مع الأمن المصري.
جولة سيف القدس
مصر تمسك بالملف الفلسطيني… فهل عادت… أم فوضت من نتنياهو وأميركا لتطويع المقاومة وكسر إرادتها؟؟
فاجأ الدور المصري النوعي في جولة سيف القدس، الفاعلين المحوريين في الملف الفلسطيني، فقد حاول الوسيط المصري منع غزة من دخول الحرب بالتهويل وعندما دخلتها سارع الجيش لإرسال قوافل سيارات الاسعاف وأنذر الجيش الاسرائيلي بأن استهدافها هو استهداف للجيش المصري وفتحت المعابر وتطوعت مصر لمعالجة الجرحى وقدم السيسي 500 مليون دولار لإعادة الاعمار، وأرسلت مصر قوافل المساعدات وبدأت الفرق المصرية بتوطن المعدات الثقيلة، وفرضت وقفاً للنار مفوضة من إدارة بايدن والرباعية وتدير تفاوض شبه مباشر بين “حماس” وإسرائيل لتثبيت الهدنة وتسعى لأن تكون طويلة.
العودة المصرية تتعرض لاتهامات قاسية ليس أقلها أنها مفوضة من نتنياهو وبايدن وهدفها احتواء غزة وتصفية مقاومتها لتمرير حلول تصفية نهائية للقضية الفلسطينية، والذين يسوقون الاتهامات تتوزع ولاءاتهم بين الإخوان وأدواتهم النافذة في الإعلام التقليدي والافتراضي وفرقاء في محور المقاومة وفصائل فلسطينية تعرض وقائع تعامل مصر والوسطاء معها بانحياز لصالح إسرائيل.
وفي سياق التحولات المصرية وبنتيجة قراءة ومتابعات منهجية تسمح باستنتاجات مختلفة، فالموقف المصري الجديد والمختلف عن السابق وما بلغته مصر من مكانة في وادي النيل وأفريقيا وبرغم انشغالها بأزمة سد النهضة واحتمالات عطشها، ومن خلال تتبع تحولاتها وتغير سلاحها وعلاقاتها وتمكنها من الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتطوير بنيتها الانتاجية والخدمية ونسب النمو، وفي سياق تراجع الدور والحضور الاميركي الاوروبي وثبوت استهدافها من إثيوبيا بمشاركة الإمارات وإسرائيل وتركيا من سد النهضة وتسرع ومسارعة الامارات واخواتها للتطبيع والتحالف مع إسرائيل والحديث عن استبدال قناة السويس بالنقل البري والجوي والسككي بين حيفا والخليج.
في التحليل
عشر سنوات على الحراك الشعبي العربي ومتغيرات تونس ومصر وحروب ليبيا والسودان واليمن وسورية والعراق وصعود محور المقاومة ونهوض أوراسيا وتحولات روسية ودورها النشط في دبلوماسية الحروب والنار وحضورها الوازن في العرب من ليبيا الى السودان واليمن والخليج وسورية ولبنان، وتحولات أميركا وأزماتها وهزائمها العسكرية والدبلوماسية وتحولات أوروبا ومؤشرات تراجع أهمية وأولوية إسرائيل والسعودية في أجندات الإدارة الجديدة، وارتباكها في تحرشاتها مع إيران واستجابتها للشروط الإيرانية في النووي ومع الصين وروسيا وعودة خيارات الانسحابية وترك أفغانستان.
معطيات مادية ومتغيرات في قواعد ارتكاز توازنات الصراع مع وعلى الشرق والعالم فمن غير المنطقي وأو التعقل أن تمر بلا تأثيرات جوهرية على خريطة توازنات القوى والجغرافية، والثابت أن مصر دولة كبيرة وازنة فاعلة ومن أقدم الحضارات البشرية، فالقول إنها لن تتأثر ولن تتغير ولن يتغير دورها ضرب من التخلف والتقوقع عند زمن مضى ودرست عناصره، ومن بين الأكثر أهمية أن إسرائيل فقدت دورها وجاذبيتها وعناصر قوتها التكتيكية والاستراتيجية ويدير الظهر لها أصحابها وبناتها وحماتها، والمنطقي ايضاً يرجح ان دولة كبيرة وفاعلة وحققت نمواً واستقراراً وفرضت مصالحها في ليبيا وتونس والسودان وتتأهب لمعالجة سد النهضة، ومنفتحة على سورية وطوعت الإخوان وتركيا وقطر وأعادت هيكلة ”حماس” ودورها لن توفر فرصتها في فلسطين، والعقل الجمعي المصري يعرف أهمية الورقة الفلسطينية في تصعيد القوى والحضور الاقليمي والدولي والشواهد كثيرة من تركيا والإخوان الى ايران ومحور المقاومة.
واللافت ان الخبراء الإسرائيليين والجنرالات يلفتون النظر الى ان مصر وجيشها تحت ذريعة محاربة الارهاب في سيناء وإحكام الحصار على غزة اقام تحصينات وقواعد استراتيجية وزج بقوات مسلحة ومدرعة متجاوزاً تعهدات وتعاقدات كامب ديفيد، كما اعلنت السلطات المصرية بناء مدن ومشاريع قومية لتوطين 3 ملايين مواطن في سيناء ما يشي بأن الجيش المصري يضع على جدول اعماله انماء سيناء واحتواء غزة وربما احتمالات الصدام مع إسرائيل. وقد نشرت بوستات وتسريبات تحدثت عن دور للطيران الاسرائيلي في استهداف المسلحين الاسلاميين في سيناء لم تثبت صحتها ولا مصر بحاجتها عملياتياً.
في الاستنتاجات والخلاصات
1- الأرجح ان مصر تتحول وأنجزت استعداداتها لدور اقليمي وازن شريك جاد وفاعل في وراثة انسحابية اميركا وعجز اوروبا وانحسار زمن وقدرات اسرائيل ومتشاركة مع صعود روسيا والصين وعودة سورية قوة فاعلة ومحورية في العرب والمسلمين.
2- مصر أنجزت تغيرات حدية في بنيتها وتوازناتها الداخلية بطريقة سلسة وعاقلة ومتدرجة وبطيئة والتكملة في تحولاتها العربية والاقليمية ومن بوابة فلسطين، والراجح ان تكون على ذات الطرائق والسويات.
3- من غير المنطقي ان تتطوع مصر لحماية اسرائيل والدفاع عنها وحمل عبئها وكلفتها التي تنأى وتعجز عنها أميركا وأوروبا وتدير الصين وروسيا ظهرها لها.
4- الاحتمال الأرجح أنها ستجيد الاستثمار بالتحولات وستسعى لقطف ثمار تضحيات غزة وفلسطين وحلف المقاومة وإنجازاته في هزيمة الغرب والإخوان والإسلاميين المسلحين وفي عجز إسرائيل وستحاول إنجاز حلول وهدن تتساوق مع طريقتها ومشروعها الجاري بهدوء وصمت وتأنٍ، وبما يحقق لها المكاسب وتعظيم دورها وإن على حساب المقاومة وحلفها في فلسطين .
5- أميركا وتحولاتها وانشغالاتها ببنيتها وبحروبها في آسيا والباسيفيك بلورت استراتيجيات جديدة للقرن الواحد والعشرين تقوم قواعدها؛ على المساعدة لبناء إقليمية عربية تسعى لتكون تحت السيطرة لمزاحمة إيران وتركيا وأوراسيا ومصر في مقدمة من تفوضه بالأمر بإسناد سعودي إماراتي أردني عراقي ظهرت بوادرها في الشام الجديد وفلسطين في القلب والمحور موقعاً وهدفاً. وهذا الدور الذي تتطوع له مصر وتستثمر به أميركا سيؤمن لمصر فرصاً نوعية قادرة على إشغالها والاستثمار بها.
6- سورية الخارجة من أزماتها وقد أنجزت انتخاباتها بأمان وسلاسة وفرح غامر، والمشتبكة مع تركيا والكرد والمتمسكة بعلمانيتها وعروبتها، والمتمسكة بحلفها الاستراتيجي مع إيران والمقاومات ستجد بمصر ودورها فرصة وستنجح في التحول إلى بيئة وبوتقة حوار جاد منتج بين العرب والإيرانيين ومع الترك بعد أردوغان إن بقيت تركيا دولة وجغرافيا موحدة.
7- روسيا والصين القوة العالمية الصاعدة لن تجد ضرراً من صعود مصر وتعزيز إقليمية عربية بل ستحاول الاستثمار بها أيضاً وفي مختلف الاتجاهات والملفات.
الخلاصة الذهبية
العالم يتغير ويعاد تشكلهـ والعرب والمسلمون والإقليم في حقبة إعادة التشكل، ومصر أمنت نفسها وتتحول إلى قوة فاعلة ومؤثرة وشريك في التحولات وفي قطف الثمار والفرص، وإعادة تشكيل الشرق من أهم البوابات والقضايا فلسطين وأزمتها التاريخية ومحاولات إنتاج حلول واقعية لقضيتها. ومصر من الرابحين إن أنتجت تسوية وحلاً شاملاً على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومشروع الدولتين وبقياسات شروط حافظ الأسد، ولن تكون خاسرة إن أدت التطورات إلى حرب إقليمية شطبت إسرائيل إلى الأبد.
لا بد من وضع مصر وتحولاتها وأدوارها وجديدها تحت الرقابة والفحص الدائم وبعقل واقعي منهجي منفتح.
والحذر واجب كما الخطر كبير، فالأمور تستدرج أسئلة جوهرية وخطيرة في آن؛
فهل يستبدل الغرب وأميركا التحالف مع تركيا والإخوان ودور إسرائيل التي باتت عاجزة وهرمة ومكلفة بتفويض مصر وتحالفها الخليجي وضم الاردن والعراق لتشكيل محور وازن يؤمن السيطرة الأميركية بالواسطة، ويعيد تفعيل استراتيجيات القيادة من الخلف والناتو العربي والاسلامي؟
أم ستكون مجرد خطط ورهانات تسقط على أرض الواقع وتحولات القوة، فزمن تركيا والناتو قد انتهى بلا جدوى وزمن التحالف مع الإخوان والاسلام المسلح قد انتفى وقدرة أميركا والغرب وجاذبيتها قد تراجعت كثيراً ما قد يوفر لدولة كمصر مكانة للسعي لإنشاء قطبية إقليمية بين أقطاب؟
أسئلة ومحاور ومعطيات واقعية وتحولات كثيرة تاريخية ونوعية لا بد من مقاربتها بجدية ومنهجية للتعرف إلى ما سيكون.
فعودة مصر تعني الكثير وستتسبب بتعزيز التغيرات وتدفعها قدماً وبسرعة، وانحياز مصر للمشروع الأميركي أيضاً سيحدث تحولات نوعية وخطيرة.