فرحان وعبداللهيان يعيدان رسم خارطة المكان

كتب محمد حسن العرادي

تتسارع الأحداث الإيجابية في المنطقة بسرعة فائقة لا يكاد مقياس ريختر قادر على تحديد مستوياتها وإهتزازاتها الإرتدادية، حتى أن البعض يعتبر الزلزال الذي أصاب تركيا وسوريا في 6 فبراير 2023، مجرد حدث عابر لن يتوقف عنده العالم طويلاً رغم سقوط آلاف الضحايا والجرحى والمنكوبين.

إن الزلزال السياسي الذي أحدثه الإتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية في 6 مارس 2023، شكل ضربة قاصمة للمخطط الأمريكي الرامي إلى دفع المنطقة نحو مزيد من التطبيع والتركيع للدخول إلى بيت الطاعة الصهيوأمريكي، فإذا بالضربة التي وجهها صاحب سور الصين العظيم تزلزل الخطة الأمريكية وتطيح بها بنفثة نار من التنين الصيني، هذا الذي أرادوا توريطه في الحرب الروسية الاوكرانية، فاذا به يرسم بعقلانية خارطة جديدة تنزل برداً وسلام على منطقة الشرق الأوسط.

ولم يكد العالم يستيقظ من هول ضربة الصين الأولى في مارس الماضي حتى سارعت الصين الى توجيه ضربة قاصمة أخرى في 6 أبريل 2023 جمعت بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بوجود وزير الخارجية الصيني تشين جانج، فهل سنشاهد حدثاً جديداً في 6 مايو 2023، ندخل من خلاله إلى عصور السلام بعد أن قادتنا أمريكا إلى الدمار والخراب وعصور الظلام على مدى 44 عاماً حتى الآن منذ اشعلت حرب الخليج الأولى.

من حقنا أن نفرح ونحن نرى الكيان الصهيوني منفلت الأعصاب يتصرف برعونه وإنفعال ويستعجل حرب فناءه وزواله إلى الأبد، ومن حقنا أن نفرح ونحن نرى عراب الديانة الإبراهيمية المختلقة، صاحب صفقة القرن يتلقى الصفعات الواحد تلو الأخرى، ليكون أول رئيس أمريكي يساق للمثول أمام المحاكم مخفوراً مصفداً بالأغلال.

واخيراً فمن حقنا ان نحتفل ونحن نرى العالم يدخل عصر البترويوان، حيث تلوح في الأفق معالم نظام مصرفي جديد يتحرر من الدولار كعملة عالمية، فاتحاً الباب لمختلف دول العالم للتعامل بعملاتها المحلية دون وصاية الأمريكان الذين يكرسون تمثيل الشيطان، وفي انتظار الخارطة الجديدة التي يرسمها الوزيران فرحان وعبداللهيان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى