أجواء ساحرة حوّلت الأساطير الى حقيقة في افتتاح اكسبو دبي 2020

شهد العالم أضخم احتفال بالافتتاح الرسمي لمعرض “إكسبو 2020 دبي”، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة في دبي ضمن أول انعقاد للحدث العالمي الكبير في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وبمشاركة 192 دولة من مختلف أنحاء العالم.وتعهدت الإمارات العربية المتحدة بعقد نسخة غير مكررة ولا مسبوقة لمعرض إكسبو 2020، خلال الفترة من أول أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى 31 مارس/آذار 2022.

بثت حفلة الافتتاح على الهواء عبر أكثر من 430 موقعاً في جميع أنحاء الإمارات، لمنح الجميع فرصة متابعة الحدث.

وحشدت الإمارات مختلف طاقاتها وأحدث أدوات العرض والنقل العالمية، لإقامة نسخة استثنائية لن تتكرر في افتتاح المعرض المرتقب، الذي سيكون الحدث الأبرز في 2021.

وشهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفلة الافتتاح الرسمي.

وقال ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد في مراسم الافتتاح “اليوم يلتقي العالم بأسره على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة. واليوم نشهد معا انطلاقة جديدة. نفتتح على بركة الله إكسبو 2020 دبي”.

ويمتد المعرض، الأكبر والأعرق من نوعه في العالم، على مدار ستة أشهر تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل” وبالتركيز على ثلاثة محاور أساسية هي “الاستدامة” و”التنقل” و”الفرص” من أجل رسم ملامح مستقبل العالم عبر حوار ثقافي وإبداعي هدفه تقديم الحلول والابتكارات والأفكار التي تعين على تحقيق طموحات شعوبه وإيجاد آليات أكثر كفاءة لتفعيل العمل المشترك نحو غد أفضل للجميع.

ويستهدف “إكسبو 2020” في دبي جذب 25 مليون زائر خلال فترة انعقاده التي تنتهي في 31 من مارس 2022.

وتم بناء موقع “إكسبو” من الصفر على مساحة تتجاوز أربعة كيلومترات مربعة، أي ما يوازي نحو 600 ملعب لكرة القدم.

أقيم المعرض العالمي الأول في لندن في عام 1851 في كريستال بالاس الذي بني خصيصا لهذا الغرض.

كان أكبر حدث تم تنظيمه خلال جائحة كوفيد-19، أولمبياد طوكيو الذي أقيم في الصيف الماضي، إنما من دون متفرجين للحد من انتقال الفيروس.

حفلة افتتاح إكسبو دبي 2020 لوحة مبهجة

شكلت حفلة افتتاح Expo 2020 وبالتالي المعرض الأكبر عالمياً، تتويجاً لجهود بذلتها دولة الإمارات طيلة 9 سنوات سابقة بدءاً من كتابة مقترح الاستضافة والفوز بها، وصولاً إلى الحفلة. التي أحياها كل من الفنانين العرب والعالميين.

حضرت ساحة الوصل الواقعة في قلب المعرض، بقوة والتي تمثل التحفة الفنية الأبرز في أعمال الافتتاح اليوم، المستوحى تصميمها من تحفة أثرية، وهي خاتم ذهبي عمره 3000 عام عُثر عليه في موقع ساروق الحديد الأثري.

تجارب مدهشة

ولأن إكسبو 2020 دبي سيكون أضخم حدث ثقافي في العالم، فإن الدولة قامت بتجهيزات وتجارب مدهشة وملهمة طيلة فترة ممتدة على مدار 182 يوما، وستساهم في هذه التجارب أكثر من 200 جهة، لإقامة نسخة إكسبو الدولي الأضخم والأكثر تنوعا على الإطلاق.

والأهم بالنسبة لمنظمي حفلة افتتاح اليوم، أن الدولة بذلت جهودا كبيرة حتى تكون الكهرباء اللازمة في حفل الافتتاح، ذات مصدر متجدد، أي من الطاقة الشمسية، عبر أشجار اصطناعية تعلوها ألواح شمسية لتوليد الطاقة لكل أرض المعرض.

لوحة من الإبداع

استمتع المشاهدون بعروض بصرية وموسيقية وعروض أداء مُبهرة، إذ اجتمعت نخبة من الفنانين المشهورين عالمياً والمواهب الصاعدة معاً في تحفة فنية ترفيهية لا تُنسى تُبث للجمهور في جميع أرجاء العالم.

وقدّم الفنان الإماراتي حسين الجسمي أغنية “حي بالشهامة” منفرداً، قبل أن يقود أغنية إكسبو 2020 دبي الرسمية.

وأطلق إكسبو 2020 دبي أغنيته الرسمية التي تحمل عنوان “هذا وقتنا”، والتي تحتفي بالمستقبل وتسلط الضوء على الاعتزاز بثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتجمع بين بلدان العالم بينما تسرد قصة الشعار الرئيسي لإكسبو “تواصل العقول وصنع المستقبل” بلغة الموسيقى العالمية.

أطلق الأغنية حسين الجسمي، سفير إكسبو 2020، ترافقه كل من المغنية وكاتبة الأغاني الإماراتية ألماس، والتي أدرجتها منصة سبوتيفاي في قائمتها لأفضل المواهب النسائية في الشرق الأوسط، إلى جانب المغنية وكاتبة الأغاني اللبنانية الأميركية المرشحة لنيل جائزة جرامي، ميسا قرعة.

شارك في الحفلة التي ضمت نجوم الفن والغناء في الإمارات والعالم، بينهم فنان العرب محمد عبده والنجمة الإماراتية أحلام، التي قدّمت أغنية “في دبي”.

بالاضافة الى مشاركة نجوم عالميين بينهم مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي والمغنية ومؤلفة الأغاني البريطانية إيلي غولدينغ وعازف البيانو الصيني ذائع الصيت لانغ لانغ والفنانة الحائزة على أربع جوائز غرامي أنجيليك كيدغو، والممثلة الحائزة على جائزة غولدن غلوب والمغنية ومؤلفة الأغاني أندرا داي.

تاريخ اكسبو؟

احتضنت العاصمة البريطانية لندن في عام 1851 أول إكسبو دولي، الذي أطلق عليه اسم “المعرض العظيم” وأقيم في “قصر الكريستال”، الأيقونة المعمارية التي شُيدت خصيصا لذلك الحدث.

وجاء “المعرض العظيم” ليحتفي بالإبداعات الصناعية البشرية في عالم اتسم بتطوراته وتغييراته المتسارعة.

وشكلّ الحدث بتفاصيله كافة، سواء على صعيد تصاميمه الهندسية ومعروضاته، أو مفهومه الرئيسي: “المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم”، منصة اجتمعت عليها أمم الأرض لاستعراض مسيرة التقدم التقني والتجاري المشتركة.

وفي السنوات اللاحقة، بدأ المشاركون في معارض إكسبو الدولية، بما في ذلك الحكومات والشركات والمؤسسات الدولية، السعي لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه العالم والترويج لإنجازاتهم ومنتجاتهم وأفكارهم ومبتكراتهم وعلاماتهم الوطنية.

وتقام معارض إكسبو الدولية تحت رعاية المكتب الدولي للمعارض، وهو منظمة حكومية دولية مسؤولة عن الإشراف على جميع المعارض الدولية (معارض إكسبو) وتنظيمها، وتعزيز قيمها الأساسية المرتبطة بالتعليم والإبداع والتعاون.

واليوم تقام أربعة أنواع من معارض إكسبو برعاية المكتب الدولي للمعارض: معارض إكسبو الدولية، ومعارض إكسبو المتخصصة، ومعارض إكسبو الزراعية، ومعرض ميلانو الذي يقام كل ثلاثة أعوام.