الإسلام دين الواقعية، وليس العنف

كتب الدكتور أحمد البوقري

رسالة الى الشعب السوري الشقيق. كان لا بد لربيع مشرق أن يأتي على سوريا بعد سقوط النظام السابق. لكن القراءة الفاحصة لمشهدية التحولات، في النظام السياسي الجديد، تكشف عن انفراط عقد الدولة تماماً، والتي تحولت من كيان موحد، إلى بنيان هجين، تحكمه مليشيات وإمارات طائفية ومذهبية، لا يجمعها جامع، وتعمل فيها معاول الهدم والتفكيك، الاميركية، والصهيونية والتركية.

إن محاولة محمد الجولاني سابقا!! والسيد أحمد الشرع لاحقا، هو ارساء قواعد الدولة الدينية، بنسختها الطالبانية، واضحة للعيان، وأن كان يحاول أن ينكر ذلك، ويناور في انتظار الفرصة المناسبة، الامر الذي سيؤدي في النهاية إلى انهيار حكمه وهيمنة من ولوه. وأن ما يرافق الوضع اليوم، من اضطهاد وتنكيل بحق بعض مكونات الشعب السوري على يد مليشياته، يمثل الترجمة السياسية لمشروع تدمير الهوية الوطنية السورية الذي تعمل عليه اسرائيل.

فبدلاً من تعزيز حالة الانصهار الوطني في المجتمع السوري، يعمل الحكم الجديد على تكريس واقع الاقصاء والنبذ والفرز المجتمعي، كسمة رئيسية لطبيعته، وخلفيته الفكرية والثقافية. الأمر الذي يزيد في هشاشة البنى الداخلية للدولة السورية. وضعف الركائز التي ينهض عليها النظام الجديد. وفقدانه للحاضنة الاجتماعية. فما نشهده اليوم في سوريا هو نموذج لنظام غارق في مشاريع لا تمت إلى مصلحة الشعب السوري بصلة.

وكان الخبر الذي أصاب روح الشعب السوري، والشعوب العربية الأخرى قاتلاً عن استعدادات تجري، واصبحت جاهزة للتطبيع مع إسرائيل، والتي احتلت مساحات كبيرة إضافية من الأراضي السورية بعد سقوظ نظام الأسد، وأعلنت أنها ستبقى فيها إلى الأبد بوصفها جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل، ودمرت الجيش الوطني السوري تدميراً كاملاً. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن انقلاباً جذرياَ في المشهدية السياسية العامة للشرق الأوسط يلوّح في الأفق، سيقود حكماً إلى ارتهان سوريا، ويتسبب بفقدانها لاستقلالها وسيادتها، وذلك باخضاعها لسيطرة الغرب الاميركي – الأوروبي. والمشروع اليهودي الصهيوني.

وهكذا تتكشف الحقائق كل يوم أكثر وأكثر. فما اعتقده الشعب السوري عملاً خلاصياَ تحررياً بقيادة السيد أحمد الشرع من نظام الحكم السابق، وأن الظروف باتت مهيأة لقيام سلطة ديمواقراطية عادلة سقط سقوطاً مريعاً، وتبين أن الذين تسلموا مقاليد السلطة بعد نظام الاسد. لم يثبتوا حتى الآن أنهم قدوة حسنة، يمكن للشعب الاقتداء بها.

لا شك أن وضعاً كهذا لن يقود سوريا إلا إلى المزيد من التخبط والضياع، وذلك كمحصلة لفشل حكم السيد الشرع، والذي لم يقدم لشعبه حتى الآن أي تصور لاستراتيجية فاعلة يمتلكها في مواجهة سيناريوات مستقبلية تعمل التصدي لمشروع العصف الزالزالي الذي تعده إسرائيل لسوريا، ودول المنطقة.

إن ما تحتاجه سوريا اليوم، ليس رفع العقوبات الأميركية، لإنعاش اقتصادها المنهار. فهي بحاجة قبل ذلك إلى قيادة واعية. تعرف أن العنف كخطّ للتعامل مع الانسان الآخر عندما نختلف معه في خطوطنا الفكرية والمذهبية والسياسية هو أمر مرفوض في الدين الإسلامي نفسه. فالإسلام ليس دين العنف. بل هو دين الرفق والواقعية التي تحتضن الجميع في الحياة العامة بالعدل والتساوي في الحقوق والوجبات.

الدكتور أحمد البوقري
رجل أعمال سعودي
المملكة العربية السعودية
👇
الحسابات الشخصية للدكتور أحمد البوقري في وسائل التواصل الاجتماعي

Instagram :
‏ dr.ahmed.bougary

‏•Facebook:
‏ Dr.Ahmed Bougary د.أحمد البوقري

‏X :
‏Dr.Ahmed Bougary د.أحمد البوقريكتب الدكتور أحمد البوقري

رسالة الى الشعب السوري الشقيق. كان لا بد لربيع مشرق أن يأتي على سوريا بعد سقوط النظام السابق. لكن القراءة الفاحصة لمشهدية التحولات، في النظام السياسي الجديد، تكشف عن انفراط عقد الدولة تماماً، والتي تحولت من كيان موحد، إلى بنيان هجين، تحكمه مليشيات وإمارات طائفية ومذهبية، لا يجمعها جامع، وتعمل فيها معاول الهدم والتفكيك، الاميركية، والصهيونية والتركية.

إن محاولة محمد الجولاني سابقا!! والسيد أحمد الشرع لاحقا، هو ارساء قواعد الدولة الدينية، بنسختها الطالبانية، واضحة للعيان، وأن كان يحاول أن ينكر ذلك، ويناور في انتظار الفرصة المناسبة، الامر الذي سيؤدي في النهاية إلى انهيار حكمه وهيمنة من ولوه. وأن ما يرافق الوضع اليوم، من اضطهاد وتنكيل بحق بعض مكونات الشعب السوري على يد مليشياته، يمثل الترجمة السياسية لمشروع تدمير الهوية الوطنية السورية الذي تعمل عليه اسرائيل.

فبدلاً من تعزيز حالة الانصهار الوطني في المجتمع السوري، يعمل الحكم الجديد على تكريس واقع الاقصاء والنبذ والفرز المجتمعي، كسمة رئيسية لطبيعته، وخلفيته الفكرية والثقافية. الأمر الذي يزيد في هشاشة البنى الداخلية للدولة السورية. وضعف الركائز التي ينهض عليها النظام الجديد. وفقدانه للحاضنة الاجتماعية. فما نشهده اليوم في سوريا هو نموذج لنظام غارق في مشاريع لا تمت إلى مصلحة الشعب السوري بصلة.

وكان الخبر الذي أصاب روح الشعب السوري، والشعوب العربية الأخرى قاتلاً عن استعدادات تجري، واصبحت جاهزة للتطبيع مع إسرائيل، والتي احتلت مساحات كبيرة إضافية من الأراضي السورية بعد سقوظ نظام الأسد، وأعلنت أنها ستبقى فيها إلى الأبد بوصفها جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل، ودمرت الجيش الوطني السوري تدميراً كاملاً. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن انقلاباً جذرياَ في المشهدية السياسية العامة للشرق الأوسط يلوّح في الأفق، سيقود حكماً إلى ارتهان سوريا، ويتسبب بفقدانها لاستقلالها وسيادتها، وذلك باخضاعها لسيطرة الغرب الاميركي – الأوروبي. والمشروع اليهودي الصهيوني.

وهكذا تتكشف الحقائق كل يوم أكثر وأكثر. فما اعتقده الشعب السوري عملاً خلاصياَ تحررياً بقيادة السيد أحمد الشرع من نظام الحكم السابق، وأن الظروف باتت مهيأة لقيام سلطة ديمواقراطية عادلة سقط سقوطاً مريعاً، وتبين أن الذين تسلموا مقاليد السلطة بعد نظام الاسد. لم يثبتوا حتى الآن أنهم قدوة حسنة، يمكن للشعب الاقتداء بها.

لا شك أن وضعاً كهذا لن يقود سوريا إلا إلى المزيد من التخبط والضياع، وذلك كمحصلة لفشل حكم السيد الشرع، والذي لم يقدم لشعبه حتى الآن أي تصور لاستراتيجية فاعلة يمتلكها في مواجهة سيناريوات مستقبلية تعمل التصدي لمشروع العصف الزالزالي الذي تعده إسرائيل لسوريا، ودول المنطقة.

إن ما تحتاجه سوريا اليوم، ليس رفع العقوبات الأميركية، لإنعاش اقتصادها المنهار. فهي بحاجة قبل ذلك إلى قيادة واعية. تعرف أن العنف كخطّ للتعامل مع الانسان الآخر عندما نختلف معه في خطوطنا الفكرية والمذهبية والسياسية هو أمر مرفوض في الدين الإسلامي نفسه. فالإسلام ليس دين العنف. بل هو دين الرفق والواقعية التي تحتضن الجميع في الحياة العامة بالعدل والتساوي في الحقوق والوجبات.

الدكتور أحمد البوقري
رجل أعمال سعودي
المملكة العربية السعودية
👇
الحسابات الشخصية للدكتور أحمد البوقري في وسائل التواصل الاجتماعي

Instagram :
‏ dr.ahmed.bougary

‏•Facebook:
‏ Dr.Ahmed Bougary د.أحمد البوقري

‏X :
‏Dr.Ahmed Bougary د.أحمد البوقري

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى