
نقيب الصيادلة في لبنان الدكتور جو سلوم: أزمة الدواء إلى إنفراج قريب
لقاء: ريم المحب
يُعاني الشعب الُلبناني أزمات خانقة ومن بينها أزمة الدواء المفقود والأسعار المُرتفعة للأدوية وخاصة المُزمنة منها، بالإضافة إلى إحتكار الأدوية وغيرها من المشاكل، وللوقوف على هذا الموضوع ولإيجاد حلول تُثلج قلب المُواطن اللبناني، أجواء برس كان لها لقاء مع الدكتور جو سلوم نقيب الصيادلة في لبنان.
بداية كان السؤال عن دور النقابة لحل هذه الأزمة وما هي الإجراءات المتّبعة ؟ فكانت الإجابة: ” دور النقابة في الحالات العادية رُبما يقتصر على الدفاع عن الصيادلة وحقوقهم والدور العلمي أيضاً. ولكن نحن اليوم عندما وجدنا أنّ المُواطن اللُبناني يُعاني من أزمة في الدواء تحوّل دور النقابة من مُجرد مُدافع عن حقوق مُعينة ودور علمي مُعين إلى مُساهم في وضع سياسة إستراتيجية للدواء في البلد. ومن هُنا نحن نطلع على هذا الدور للحفاظ على صحة المُواطن وقدرته على شراء الدواء، وسوف يكون ذلك عبر البطاقة الدوائية التي تُتيح لكُل مُواطن شراء الدواء من الصيدلية. وفي نفس الوقت كُنا نحنُ من المُشجعين والمُؤيدين لرفع الدعم عن بعض الأدوية التي لها مثيل في الصناعة المحلية، ودعم الصناعة المحلية التي في حال ازدهرت سوف تُغطي أسواق أكثر بالإضافة إلى تغطية أكثر لحاجات المواطنين، وبالتالي النقابة اليوم تلعب دور المُبادر في هذا الإتجاه وكذلك بموضوع التفتيش عبر التأكّد من الإلتزام بالتسعيرة الرسمية وتوفّر الدواء المُسجّل الجيد فقط في الصيدليات.
أما عن سؤالنا: لماذا النقابة تؤيد رفع الدعم عن الأدوية المُزمنة؟ فكانت إجابة النقيب على الشكل التالي: ” لأن الأدوية المُزمنة مدعومة جزئياً وبالتالي هي بحاجة لفتح إعتمادات مُسبقة من مصرف لبنان، وهذه الإعتمادات لا تُؤمن لأنه لا يوجد أموال وبالتالي هُناك عدم إستيراد لهذه الأدوية وفقدان كامل لها، اليوم رفع الدعم عن الأدوية المُزمنة التي لها مثيل في لُبنان سيزيد نسبة الدعم للصناعة المحلية وفي حال عدم وجود مثيل لها من الصناعة المحلية يستمر الدعم لها. وفي حال رفع الدعم عن الأدوية التي لها مثيل في الصناعة المحلية سوف تُحوّل أموال الدعم إلى الصناعة المحلية وزيادة تغطية للأدوية السرطانية وزيادة تغطية للأدوية التي لا مثيل لها في لُبنان، وبالتالي إحتمالية توافرها ستكون أكبر فدعم الدواء البديل (الصناعة المحلية) مطلوب وفي أقرب وقت”.
وفي إجابة عن السؤال حول التلاعب الحاصل في الصدليات والفرق الشاسع في الأسعار بين صيدلية وأخرى أجاب دكتور سلوم: ” أحياناً يكون هُناك خطأ تقني في الموضوع أو أحد الصيادلة قد إشترى الدواء على السعر العالي ومن ثم إنخفض سعر الدواء وهو لم يلتزم بالتسعيرة الرسمية فهنا يأتي دور النقابة، فتقوم بتفتيش الصيدليات للتأكد من إلتزامهم، والأشخاص – وهم قلة- وأؤكد على ذلك يتم تحويلهم إلى المُحاكمات الخاصة ضمن النقابة، فالنقابة تقوم بدورها للحفاظ على نوعية الدواء وتوفره والإلتزام بالتسعيرة الرسمية. وفي حال هُناك أي شكوى يريد المواطن تقديمها ضد أي صيدلية فقد أنشأنا خط ساخن لذلك للتبليغ عن أية مخالفة يقوم بها الصيادلة والرقم هو: 01611081 ونحن اليوم عند أي شكوى تُقدّم إلينا عبر هذا الخط نقوم بالمُراجعات وإتخاذ الإجراءات اللازمة”.
وفي الختام كان السؤال عن الهوية الدوائية التي تنوي النقابة إطلاقها فكانت إجابة النقيب: ” مؤتمر هوية لبنان الدوائية سيكون في الثامن من شهر أيار المُقبل وهدفه الإضاءة على أهمية الحفاظ على المكاتب العلمية التي هي وراء الدواء المُبتكر ونوعية وجودة هذا الدواء، وعلى دعم الصناعة المحلية للأدوية التي نعوّل عليها وأنه سيكون هُناك دواء جيد وسعر مقبول نسبياً والأهم هو إطلاق البطاقة الدوائية التي ستكون مُتاحة لكُل مريض لُبناني، تُعطي الهوية لكل مريض وتؤمّن تتبُّع للدواء ومن جهة أخرى تمنع التهريب والتخزين. وإذا تمكنا من التمويل يتأمن وفر معين لكل مريض شهرياً كي يتمكن من شراء الدواء من داخل الصيدلية. والبطاقة تؤمّن كافة الأدوية ما عدا الأدوية السرطانية التي توزعها الدولة مجاناً، وفي الثامن من شهر أيار سوف تكون الإنطلاقة المبدئية لها. أما عن كيفية التقديم فسيكون ذلك عبر المنصة وهي مُتاحة للجميع”.
https://youtu.be/h8bn4JICBKs