استمرار مساعدة فرنسا للبنان مشروطة بالاصلاحات

أجواء برس

مرة جديدة يؤكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عدم تخليه عن لبنان، من خلال استمراره بحشد الدعم الدولي له، إلا أنه لن يوافق على أي مماطلة في تحقيق مبادرته الإنقاذية والتي يسعى اليوم إلى استعادة مضمونها، بعدما كانت لفترة طويلة معلّقة بفعل الخلافات السياسية. فوجهات النظر تباينت خلال المؤتمر الصحافي مشترك بين رئيس الحكومة اللبناني نجبي ميقاتي والرئيس الفرنسي، قال فيه ميقاتي: “أكدت للرئيس ماكرون عزمي على تنفيذ الإصلاحات الضرورية والأساسية… في أسرع وقت.. لاستعادة الثقة وبث نفحة أمل جديدة وتخفيف معاناة الشعب اللبناني”.

وقدم له ماكرون “كل تمنياته بالنجاح” مؤكداً له رغبته في “العمل يداً بيد مع القوى اللبنانية الحيّة ومع من(…) يعملون يوميا بشجاعة وتفان لتجاوز النواقص”.

وأضاف “أعرف وأتفهم إحباط أصدقائنا اللبنانيين وأسمع تساؤلاتهم”، داعياً إياهم إلى اغتنام “الفرصة لإحراز تقدم ملموس على طريق الإصلاحات”، لا سيما في مجال الطاقة والحوكمة ومحاربة الفساد.

وأكد ماكرون “لن أتخلى عن لبنان وفرنسا لن تتخلى عن لبنان… فالحاجة إلى “شفافية أكبر في الحوكمة حتى تذهب المساعدات الدولية مباشرة إلى اللبنانيين”.,,, و”سنبقى يقظين ومستعدين للتحرك” لهذا الموعد الانتخابي… ونبه ماكرون “لنكن واضحين، الطريق سيكون صعباً” لكنه “ليس مستحيلاً”، من دون أن يشير إلى إمكانية زيارة لبنان مرة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في نيسان.

وأشارت هذه الأوساط، إلى أن الدعم الإنساني من فرنسا كما من قبل المجتمع الدولي، لن يتوقف في المرحلة المقبلة، ولكن من دون أن يعني ذلك فتح باب المساعدات المالية الدولية بعدما بات الأطراف الخارجية أكثر حذراً في ظل الوقائع والمعطيات على صعيد الإنهيار المالي والإجتماعي والإقتصادي.

فإن انعقاد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان من أوضاعه المالية والإقتصادية المتهاوية، فإن هذا الطموح لم يتحقّق، لأن الرئيس ماكرون والرئيس ميقاتي، اتفقا على أن المعبر الإلزامي إلى أي مؤتمر من هذا النوع، وقادر على حمل الحلول الجذرية للأزمة اللبنانية، ما زال غير متوافر حتى الآن، وهو مرهون بما ستقوم به الحكومة الجديدة في المرحلة المقبلة.

 

ومن ضمن هذا السياق، فإن البارز في ما تحقّق على صعيد زيارة الرئيس ميقاتي الباريسية، هو استعادة المبادرة الفرنسية والتي أعادها الرئيس ماكرون إلى الأضواء، كما أكدت الأوساط السياسية نفسها، وبالتالي، فإن باريس لم تتخلَّ عن حزمها بالنسبة للإصلاحات الضرورية، والتي بات اللبنانيون شعباً وحكومة يطالبون بها اليوم وأكثر من أي وقت مضى.

إذ أن الهدف الأساسي اليوم لدى المجتمع الدولي هو انتظام عمل المؤسّسات الدستورية بعد أشهر طويلة من الشلل، مع العلم أن المقاربة الفرنسية بشكل خاص، تنطلق من رعاية المرحلة الإنتقالية بانتظار حلول موعد الإنتخابات النيابية، والتي يتحضّر لها كل الأطراف اللبنانية من أجل تحقيق التغيير المطلوب على أكثر من مستوى.

وكالات

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى