كامل مهنا متفقداً من بين الركام بيت العائلة ومركز عامل في الخيام
بعد غياب قسري لعدة أشهر، زار الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل الدولية، منزل العائلة المدمر للمرة الثالثة على التوالي جراء القصف الاسرائيلي، وتفقّد أحياء مدينة الخيام التي تعرضت لعمليات نسف وتخريب ممنهج، طالت المرافق الحيوية والإنسانية والحدائق والمكتبات. كما زار مركز المؤسسة الصحي الاجتماعي التنموي، الذي تعرض لدمار شبه كامل بعد أن خدم الأهالي لعقود في مختلف الظروف التي مروا بها، وواصل عمله عبر العيادة النقالة مع الأهالي الذين صمدوا والقرى المحيطة، قبل أن ينتقل فريقه إلى مرجعيون ومن ثم إلى جبيل، لأن التخلي عن الواجب ليس خياراً في ثقافة عامل.
رافقه في الجولة الأستاذ حسين أيوب، الأستاذ أحمد سلمان، والدكتور عمر نشابة، ومدير المؤسسة الدكتور أحمد عبود، إلى جانب فريق مركز الخيام، وذلك بحضور النائبين محمد خواجة وأمين شري ورئيس بلدية الخيام. وأعلن مهنا، من بين أنقاض مركز الخيام، أن “عامل” ستواصل رسالتها في إعادة بناء الحجر وحفظ كرامة البشر عبر الاستمرار في صون حقوق الأهالي والوقوف إلى جانبهم. وأشاد بصمود أهل الجنوب الأسطوري في وجه آلة الحرب والدمار، مؤكدًا أن الخيام ستبقى رمزًا للمقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني وكل شكل من أشكال الاضطهاد. كما شدد على أن برامج المؤسسة ستتوسع لتلبية احتياجات الناس خلال مرحلة التعافي والعودة.
وقد ناقش مهنا مع فريق مركز الخيام ومسؤولة المركز ميسم حيدر، روحية العمل للمرحلة المقبلة، ونية المؤسسة توسيع برامجها والاستفادة من كل الطاقات والموارد البشرية في الخيام، لتكون خطة إعادة البناء، بمثابة مشروع وطني – إنساني يضم كل الناس، ويكون انموذجاً لكل لبنان لبناء المواطنة والتعاقد الاجتماعي القائم على المساواة وحب الوطن بين كل المكونات.
وأضاف مهنا أن على الدولة اللبنانية أن تضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب التام من الجنوب، ووقف اعتداءاتها المتكررة، وإنهاء معاناة لبنان المستمرة، لأن حق الناس في العودة إلى أراضيهم وبيوتهم هو الأولوية وهو الحق الذي لا يقبل المناقشة، لأن حقوق الإنسان كلها أمور فوق الاعتبارات السياسية والعسكرية. وأكد أن لبنان، رغم كل التحديات، قادر على النهوض واستعادة عافيته بجهود أبنائه، إلا أن المطلوب هو وقف الاعتداءات، وتمكين الأهالي من العودة إلى قراهم وبلداتهم دون تهديد أو استهداف، وتجمّل المجتمع الدولي مسؤولياته لبنان واللبنانيين.
بعد زيارته للخيام، توجه مهنا والوفد المرافق إلى منطقة العرقوب، حيث تفقد مركز “عامل” الذي واصل تقديم الدعم للناس حتى اللحظات الأخيرة، رغم الأضرار التي لحقت به جراء الاستهدافات الإسرائيلية للبلدة، وكان في استقباله مسؤولة المركز فاديا ناصر والأطباء والعاملين. وقد بدأ فريق المؤسسة، بمساندة المجتمع المحلي والبلدية، عملية إعادة التأهيل، ليعود المركز إلى العمل واستئناف معظم برامجه. وفي ختام الزيارة، شدد مهنا على أهمية تضامن أصدقاء لبنان وأشقائه لدعم جهود إعادة الإعمار، وإعادة الحياة والبنية التحتية للمناطق المتضررة. وأكد أن مؤسسة “عامل”، التي أطلقت خطة استجابة شاملة في 200 مركز إيواء على مستوى الوطن، ستواصل تكريس جميع مراكزها الـ40 وعياداتها النقالة الـ24 بقيادة 2300 عامل ومتطوع يؤمنون بكرامة الإنسان وحقوقه.
وأشار إلى أن لبنان أمام فرصة حقيقية لبناء علاقة مواطنة تعاقدية، مستفيدًا من نموذج التضامن الذي برز خلال الحرب، حيث استقبل اللبنانيون، رغم الأزمات المتعددة الأبعاد التي يواجهونها، أكثر من مليون نازح. وفي هذا السياق، أعلن مهنا عن إطلاق برنامج جديد لتعزيز التماسك والسلم الاجتماعي تحت عنوان: “الطريق نحو بناء المواطنة في لبنان” بهدف تكريس مفهوم المواطنة
تحية إلى كل امرأة وشاب لبناني كان جزءًا من هذه المسيرة، وإلى فريق عامل الذي ظل إلى جانب الناس حتى اللحظات الأخيرة، في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، مؤكدًا أن الإنسانية لا تُهزم، وأن التضامن هو حجر الأساس للحضارة”. وفي ختام كلمته، أكد مهنا أنه اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أدرك العالم أحقية القضية الفلسطينية وعدالتها كقضية إنسانية قبل أن تكون سياسية، مشددًا على أن “عامل” ستبقى تدافع عن كل القضايا العادلة، لأن ذلك هو جوهر العمل الإنساني الحقيقي.