“الشرق الاوسط الجديد” محاضرة للكاتب خالد جمال في مقر رابطة الجامعيين في طرابلس

استضافت رابطة الجامعيين في الشمال في مقرها بطرابلس، الكاتب الدكتور خالد جمال في ندوة بعنوان “الشرق الأوسط الجديد”، بحضور حشد من الهيئات الثقافية والفكرية والأدبية وأعضاء الرابطة ومهتمين.

بداية، كلمة لرئيس الرابطة غسان الحسامي، فتعريف جغرافي قدمه المحاضر عن منطقة الشرق الأوسط، مشيرا الى تمتعها بقدرات مائية وثروات طبيعية هائلة جعلها ذات تأثير عالمي.

وتناول المحطات التاريخية، وظروف الحرب العالمية الأولى، والتقسيمات التي شهدتها المنطقة، ووعد بلفور الذي أدى الى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وما ترتب عليه لاحقا من حروب ونزاعات”.

ولفت الى أن “الحروب العربية الإسرائيلية هي سلسلة من النزاعات العسكرية التي دارت بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، مثلت صراعا طويلا ومعقدا على أرض فلسطين والأراضي المجاورة لها، وشهدت تغييرات كبيرة في التوازنات السياسية والحدود في المنطقة. وكانت النتيجة انتصار كبير لإسرائيل، حيث تمكنت من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة من الأردن، واحتلال سيناء من مصر، وهضبة الجولان من سوريا. وكانت هذه الحرب نقطة تحول رئيسية في الصراع العربي الإسرائيلي”.

وذكر بأن “حرب 1973 (حرب أكتوبر) التي انتهت بوقف إطلاق النار بعد تدخل دولي، كانت بداية لمسار السلام في المنطقة، حيث أدت إلى مفاوضات بين مصر وإسرائيل لتبرز عقب ذلك اتفاقية كامب ديفيد (1978-1979)”.

وتوقف عند “ثورة 23 يوليو 1952 في مصر التي كانت حدثا محوريا في تاريخ البلاد، قامت بها حركة الضباط الأحرار بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهي مجموعة من الضباط العسكريين الشبان الذين كانوا غير راضين عن الوضعين السياسي والاقتصادي في مصر”، محددا “أسبابها الرئيسية بالفقر والبطالة، وتزايد النفوذ البريطاني داخل مصر”.

وتطرق الى “هزيمة 1948: الهزيمة العربية في حرب فلسطين والتغييرات الكبيرة في المنطقة، ثم احتدام الحرب الباردة وسياسة الأحلاف”.

واشار الى أن “ما بعد الثورة حدثت تغييرات كبيرة في إيران، فأصبحت دولة إسلامية ذات طابع سياسي وديني، وأصبح دور رجال الدين في السياسة محوريا. أما على الصعيد الدولي، فكانت الثورة الإسلامية ضربة قوية للهيمنة الغربية في المنطقة، كما ألهمت حركات إسلامية أخرى في المنطقة، وأسهمت في صعود التيار الإسلامي في بعض البلدان”.

ولفت الى أن “نجاح الثورة السورية في طرد الإيرانيين من سوريا شكل ضربة قاصمة للمشروع الايراني”، وقال: “ان القيادة الحالية في سوريا (وتحديدا احمد الشرع) تبدو متزنة وهي تحاول بناء سورية جديدة وعدم الدخول بأي مغامرات، ويكفي ان تغيير نظام آل الاسد هو بحد ذاته شرقا أوسط جديدا، إذ ان سوريا هي العمود الفقري له”.

أضاف: “في لبنان تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد انقطاع دام اكثر من سنتين، وتم تكليف رئيس لتشكيل حكومة جديدة، فيما رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس الحكومة المكلف لا يمتان بصلة الى ما يُسمى محور المقاومة، وكان مضمون خطاب القسم مختلفا في الجوهر عما كان متبعا لسنوات طويلة سابقة. أما ما يظهر على وجه خامنئي فهو التوعد والتحريض دون أي أمل”.

وتابع: “نشير هنا الى المشروع التغييري الكبير، ما يجري في السعودية، من حيث النهج والبرامج والطرق المتبعة في الحكم. ونسأل: هل سيكون لمدينتنا الحبيبة دور في هذه التغييرات، على الأقل من الناحية الاقتصادية، وخاصة بعد التعديلات التي جرت على المرفأ، وامكانية تشغيل مطار القليعات؟”.

هناء حاج

صحافية لبنانية منذ العام 1985 ولغاية اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى