الانسحاب القسري للجيش الفرنسي من إفريقيا مستمر وإعلان تشاد صفعة مباغتة لباريس
قالت صحيفة “لوموند” إن إعلان تشاد إلغاء اتفاقيات التعاون الدفاعي مع فرنسا ثم إعلان السنغال أنها تدرس رحيل الجنود الفرنسيين يدل على فشل ماكرون في إعادة تحديد الموقف العسكري الفرنسي.
وأضافت الصحيفة في مقال نشرته يوم الجمعة: “لطالما اعتبرها الجيش الفرنسي معقله في إفريقيا.. وعلى الرغم من الرياح المعاكسة القادمة من منطقة الساحل في السنوات الأخيرة كان لا بد من الحفاظ عليها، أعلنت تشاد التي تضم إحدى القواعد العسكرية الفرنسية الخمس في القارة والتي تعاقبت فيها أجيال من الضباط الفرنسيين منذ الاستقلال عام 1960، يوم الخميس 28 نوفمبر أنها ألغت الاتفاق الدفاعي الذي يربط بين البلدين وهو قرار “يمثل نقطة تحول تاريخية” بحسب بيان صحفي للدبلوماسية التشادية”.
وأكدت تشاد أن الوقت قد حان “لتأكيد سيادتها التامة والكاملة، وإعادة تحديد شراكاتها الاستراتيجية”.
وتقول الصحيفة: “إذا قالت إنجمينا إن هذا القرار لا يشكك بأي حال من الأحوال في علاقات الصداقة بين البلدين، فإن هذه صفعة على الوجه غير متوقعة بالنسبة لباريس، حيث جاء البيان الصحفي بينما كانت طائرة وزير الخارجية جان نويل بارو قد أقلعت بالكاد من تشاد بعد زيارة سريعة للبلاد استغرقت 24 ساعة”.
وتشير “لوموند” إلى أنه وفي الإليزيه أو في وزارة الدفاع أو حتى في وزارة الخارجية، لم يبد أن أحدا قد تم تحذيره ولم يتم إبلاغ العديد من الضباط الفرنسيين، الذين كانوا يزورون إنجمينا لمناقشة التعاون العسكري المستمر.
وفي الواقع، حتى على الجانب التشادي بدا البعض مندهشا، ووفقا لمصادر متطابقة فإن وزير الدفاع نفسه علم بهذا القرار الذي اتخذه الرئيس محمد إدريس ديبي قبيل صدور البيان الصحفي.
وكان الجنرال البالغ من العمر 40 عاما الذي تم انتخابه في مايو بعد أن خلف والده في عام 2021، آخر حليف لفرنسا في منطقة الساحل منذ طرد الجيش الفرنسي من مالي وبوركينا فاسو ثم النيجر على يد المجالس العسكرية.
وبالنسبة للجيش الفرنسي يعد “الانفجار التشادي” أكثر كارثية لأنه يأتي بعد ساعات قليلة من الانتكاسة الأولى التي ألحقها بها شريك إفريقي تاريخي آخر وهو السنغال.
وقبل إعلان إنجمينا مباشرة، أكد الرئيس السينغالي باسيرو ديوماي فاي في مقابلة أجرتها معه صحيفة “لوموند” أنه لن يكون هناك المزيد من الجنود الفرنسيين قريبا وبالتالي لن يكون هناك المزيد من القواعد في داكار.
وعلى الرغم من أن القادة الفرنسيين يقللون من شأن هذه الظاهرة بسهولة إلا أنه بعد الطلاق مع دول الساحل، أصبحت التصدعات واضحة بشكل متزايد في جميع المستعمرات السابقة، مؤكدة أنه تطور له رائحة التمزق.
واختتمت الصحيفة مقالها بتصريح دبلوماسي إفريقي: “إن فرنسا تأخذ المياه من جميع الجهات”.
وفي بيان فجر الجمعة، أعلنت جمهورية تشاد إلغاء اتفاقيات التعاون الدفاعي مع فرنسا.
وصدر القرار بعد ساعات من استقبال الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي يقوم يقوم بجولة في تشاد وإثيوبيا والسنغال.
وفي بيانها الصادر، قالت حكومة جمهورية تشاد إنها أبلغت الرأي العام الوطني والدولي بقرارها إنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة مع الجمهورية الفرنسية والمعدلة في 5 سبتمبر 2019، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في شؤون الدفاع والدفاع بين البلدين.
ويمثل هذا القرار الذي اتخذ بعد تحليل متعمق، نقطة تحول تاريخية.
المصدر: RT + “لوموند”