واقع لبنان بين القبول بالمعقول والذل

أجواء برس – بيروت

تقرير: هناء حاج

إذا اتفقوا سرقوا وإذا اختلفوا دمروا… واقع رأيناه قبل 45 سنة واكثر، ونراه اليوم بوضوح… لم يعد الأمر يحتمل… بات البلد في وضع مأساوي وواقع مرير… لا حلول تلوح بالافق ولا امل مرتقب… في ظل هذا الواقع يتوجه البلد  إلى شلل تام بعدما كان شبه تام… في الحرب كانت الطوابير مفروضة بحكم قوى الأمر الواقع وسيطرة الأحزاب والميليشات على مرافق الدولة والمرافئ العامة والمداخل الشرعية وغير الشرعية.

اليوم ماذا تغير؟ القوى نفسها بلباس عصري وبذات رسمية وربطات عنق “سينيه” لا تزال تعمل على تدمير كل مرفق حيوي حتى لو كان فكريآ… وعاد الناس يعيشون في حرب صاخبة بأبواق مذهبية وطائفية وعنصرية وسياسية، متناسين الخطر الجنوبي الداهم، الذي ينتظرهم لينقض عليهم قريباً. عدى عن التفلت الشمالي الذي يستجمع قوى “العدالة السماوية” لتعيد تكوين الايمان.

أما بقاعاً، فحدث بلا حرج، كل العوامل تجتمع لتساعد في حفر بؤر الدمار الصحي والكيان الاجتماعي، منظمات تعيد ترتيب صفوفها، زراعة آفات المخدرات تنشط، عصابات تحمي الخارجين على القانون… والجميع يتفرج ولا يترقب… أما بحرآ فالمياه الاقليمية في خطر محدق، مراكب ذل تجول وآبار غاز ونفط تشفط والعالم يعبد طريق التوقيع قبل الترسيم. وفي كل كل هذا رواد المسؤولية في لبنان يتشاجرون على طريقة “قول لي لأقول لك” مثل الأطفال… وبين أخذ ورد… طار البلد.

في ظل هذه المعطيات، ثورة خرقت لتفريق صفوفها وتسخيف مطالبها وتبديل حقوق المواطن، دخلها ارباب الاحزاب والطوائف للمطالبة بحق يراد منه باطل، الحق هي الحقوق بالمواطنة والباطل هو الوصولية والمصالح السياسية والمكاسب الطائفية والسيطرة الطبقية. وكلما تحرك مطلب محق حياتياً واجهه مطلب بمرافقة اعلامية لتمييع الحقوق.

في ظل الفوضى العارمة، ارتفعت المطاليبة بالاضراب الذي رأه البعض محقآ والبعض الآخر اعتبره ليس سوى شل لمصالح الشعب.

إلا ان رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، صرح باسلوب مغاير إذ قال: “نحن أمام واقع مرير البلاد معطلة بالكامل، والناس تئن من الفقر والجوع وتقف طوابير أمام المحطات والصيدليات والقطاعات الانتاجية تنهار، سائلاً: “ماذا بقي من لبنان الذي نعرف؟”.

وفي حديثٍ لـ”إذاعة النور”، قال الأسمر: “لا بد من تحرك دائم وتصاعدي من قبل الإتحاد العمالي العام، من حق الشعوب الحصول على سلطة إجرائية تنفيذية ونحن نعيش واقع استثنائي مرير لاننا نعيش بلا حكومة للحصول على حد ادنى من الاستقرار السياسي”.

وأشار إلى أن “تحرك الشارع يحمل في طياته اخطار، لذلك هذا الاضراب هو وسيلة ضغط”،مضيفاً: “هناك وقائع على الأرض قد تقود إلى فوضى، ونحن نعمل على لفت النظر نحو هذا التفلت”.

ولفت إلى أن “جمهور أحزاب السلطة السياسية يتظاهر اليوم ضد الأحزاب”.

وشدّد الأسمر على أن “يأتي مشروع البطاقة التمويلية متأخراً خيراً من أن لا يأتي، وما يحصل اليوم من طوابير أمام محطات المحروقات هو رفع دعم مقنع، لذلك لا بد من الإسراع في اقرار هذا المشروع”.

وأكّد الأسمر، أنه “في نهاية التحرك اليوم سيصار الى إجتماع تقيمي، قائلاً: “نتمنى أن تأتي الأمور في إطارها الصحيح وأن تكون الرسالة واضحة للجميع بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وإلّا سنرى المزيد من التفلت في الشارع وهو ما نأمل ألا نصل اليه”.

وسيبقى الوضع على ما هو عليه بانتظار انفجار او معجزة. في زمن غابت عنه المعجزات.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى