بين قتل الأمل… واغتيال المستقبل – 1

كتب محمد حسن العرادي

لا مستقبل لأمة لا تحافظ وتخطط لنموها السكاني بشكل يتناسب مع إحتياجاتها التنموية، وهي بهذا ذاهبة إلى مشكلات أبسطها ضياع الهوية عندما يتحول شعبها إلى أقلية في وطنهم، وسيزداد الأمر سوءً إن هي استعاضت عن إنخفاض عدد مواطنيها بالتجنيس غير المدروس، أو زيادة معدلات العمالة الوافدة لحفظ التوازن في سوق العمل والوفاء بمتطلبات البناء والإعمار وتحديث البنية التحتية.

من المؤشرات السلبية أن مملكة البحرين قد شهدت إنخفاضا خطيراً في نسبة النمو السكاني بين المواطنين، وقد ساهمت البطالة المتفشية بين البحرينيين ومشكلات إلغاء نسب البحرنة في القطاعين العام والخاص في ارتفاع متوسط سن الزواج بصورة فجة ومخيفة حتى وصل إلى 35 عاماً، بعد أن كان متوسط سن الزواج بين البحرينيين يتراوح بين 22 – 26 عاماً فقط.

ومن بين أسباب هذه الظاهرة، انخفاض متوسط الرواتب بين البحرينيين إلى 450 دينار للجامعين و300 دينار للثانوية العامة ومادون ذلك لغيرهم، وهي معدلات لا تكفي حتى لتوفير مصاريف الشاب او الشابه اليومية العادية، هذا إن وجدت الوظيفة أصلًا، فالعديد من أبناء البحرين المؤهلين يقبعون في البيوت بين برامج التقاعد المبكر التي جعلت البحريني يعيش على الكفاف وهو في عمر العطاء ولا يستطيع حتى إعالة نفسه فضلاً عن مساعدة أي من أبناءه أو ذويه، وبين عاطلٍ عن العمل يستجدي والديه بعضاً من المصروف اليومي المصحوب بالإحراج والخجل الشديد.

إن الحكومة والمجتمع مطالبان بمعالجة هذه الظاهرة، بدءاً تشديد إجراءات السماح للوافدين بدخول البلاد وضبط عملية التجنيس بل وإيقافها إلا في الحدود الدنيا جداً، والتركيز على تشجيع الزواج بين الشباب وفتح البيوت وتشكيل الأسر الجديدة والإنجاب للحفاظ على الهوية وأمن الوطن، وذلك لن يتأتى إلا برفع متوسط رواتب البحرينيين إلى 1000 دينار شهرياً في الحد الأدني مع معالجة قضية الايجارات أو توفير السكن المدعوم فضلاً عن العلاوات الإجتماعية وتخفيض أسعار الكهرباء والمواصلات وكافة تكاليف الحياة المعيشية الأخرى.

لقد أصبح المواطن البحريني في حالة يرثى لها معيشياً، بل أن أغلبهم صاروا يعملون من أجل تسديد المصروفات والالتزامات اليومية التي لا تنتهي أبداً، خاصة مع ارتفاع الضرائب والأسعار وتغيير نمط الحياة المعيشية والإجتماعية التي ساهمت في تغيير العادات السلوكية، نتيجة التنافس الشديد في المدارس والمستشفيات من قبل المجنسين والوافدين،
فلا تقتلوا الأمل في قلوب شبابنا ولا تغتالوا مستقبلهم.

 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى