كل أرض كربلاء… كل يوم عاشوراء

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

كيف نفهم شعار ” كل أرض كربلاء .. كل يوم عاشوراء” الذي يتردد صداه منذ مئات السنين في حناجر المؤمنين والمناصرين الملبين لنداء الإمام الحسين يوم وقف وحيداً لا ناصر ولا معين يواجه عنجهية وصلف الحاكم الأموي المستبد والمتغطرس يزيد بن معاوية الذي جيش عليه الجيوش، فوقف في وجهها بكل صلابة وإيمان لا يتزعزع منادياً بصوت لايزال مدوياً ” هل من ناصر ينصرنا ” والحقيقة أن الإمام الحسين كان يعلم أن أحداً من الإرهابيين المغسولة عقولهم وأدمغتهم في تلك الجموع المحيطة به يوم عاشوراء، لن يسمع نداءه ولن يستجيب لاستغاثاته ما يثبت أن تلك النداءات والاستغاثات كانت موجهة إلى أجيال ستأتي من أصلاب الرجال في ظهر الغيب تسمع نداءه وتنصره في كل حين وزمان من هنا نفهم أن هذا الشعار ليس نوعاً من المبالغة والدعوة للحزن والسواد.

ويدعي البعض بأن شعار ” كل أرض كربلاء … كل يوم عاشوراء” شعار عبثي أطلقه بعض المتعاطفين مع النهضة الحسينية التكريس حالة اللطم والبكاء، ولهؤلاء نقول أن تفسيركم ناقص ومنحاز، فالذين يرفعون هذا الشعار لا يقصدون منه ذلك المعنى الحرفي للكلمة والشعار، بل يرون فيه خارطة طريق وخلاص من الإغراق في الياس والتردد والحيرة، وهذا يعني أن كل أرض ترفع فيها راية الدفاع عن الحق هي أرض تنتصر وتنتمي إلى النهج الحسيني الرافض للظلم والإضطهاد والاستبداد بالسلطة نهج ينادي بالعدل والإحسان والإستقامة وحق الإختيار إنه النهج الذي عبر عنه الإمام الحسين بالقول إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين، لذلك فإن كل أرض تعلوا فيها راية الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي أرض صلبة كصلاية كربلاء التي صمد عليها أنصار الإمام الحسين عليه السلام.

أما الشق الثاني في الشعار وكل يوم عاشوراء” فهو يشير إلى أن يوم عاشوراء الحسين كان دعوة للتحرر من العبودية والخوف والركون إلى الظالمين، وهذا يعني أن أي زمان يأتي على الإنسان في أي مكان، ويجد نفسه متخندقاً متحصناً مطالباً

بالحرية والإنعتاق من العبودية من كل حاكم أو قائد أو زعيم ظالم، فإنه يقف موقفاً متبنياً موقف أبا الأحرار والثوار الإمام الحسين عليه السلام الذي لم تخيفه أو ترهبه كثرة الأعداء والمنافقين والمستنفعين الذي اصطفوا في معسكر يزيد طمعاً في

المال والجاه من مغانم الدنيا، رغم معرفتهم بأن الدنيا زائلة.

إن رفع شعار ” كل أرض كربلاء .. كل يوم “عاشور” يعني أن جميع المدافعين عن الحق في وجه الباطل هم أنصار الإمام الحسين عليه السلام، الذين وجه إليهم ذلك النداء الخالد حين قال: ” هل من ناصر ينصرنا ” فكل من يقف إلى جانب الحق ويحارب الباطل، إنما هو يلبي نداء الإمام الحسين عليه السلام، ويستمر الصدى يجلجلج في كل زمان ومكان كل أرض

كربلاء .. كل يوم عاشور، رضي من يرضى وغضب من يغضب.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى