حزيران: هل يكون شهر العصف والتحولات الكبرى

ميخائيل عوض
كثرت في الآونة الاخيرة الدراسات والكتابات الاسرائيلية التي تتنبأ بان يكون حزيران شهراً لاهباً على جبهتي الشمال والشرق ما دامت عاصفة على غزة والضفة الغربية.
يستند الخبراء وقادة عسكريون سابقون وحاليون في تنبؤاتهم الى معطيات؛
1- طالت الحرب كثيراً واستدرجت إسرائيل الى استنزاف حاد لم تتحسب لأثمانه الاقتصادية والمعنوية ولعجز جبهتها الداخلية وقدراتها التجنيدية” الجنرال بريك- ووزير الدفاع السابق ليبرمان ” عن تحملها ما أدى إلى تصاعد الانقسامات وبلوغها مجلس الحرب وتغير حاد في مزاج الجمهور والتحول، بحسب استطلاعات الرأي عن تأييد نتنياهو وتأييد الحرب الى الضد.
2- الأخطر يتجسد في تحولات الراي العام العالمي وما بلغته إسرائيل من عزلة عالمية ووقوعها تحت سطوة محكمة الجنايات والعدل الدولية الأول مرة في تاريخها، فقد انهارت روايتها وسرديتها وأصبحت دولة منبوذة عالمياً.
3- يقرأون في أداء المقاومة اللبنانية وسيطرتها على التطورات والكشف عن قدراتها وتعميق ضرباتها كماً ونوعاً، وجديدها بالسلاح والتكتيكات ومنهجيات عملها الاستراتيجي في تدمير الحصون وخطوط الدفاع ومقرات السيطرة والقيادة، وتوسيع مسرح الحرب إلى الجولان وتدمير المناطيد والشروع بتكتيكات قتال العدو في مواقعه وحصونه من مسافة صفر” التدرب على العبور”، والبعض يعتبر الجليل بات ساقطاً كمعطيات عملية ملموسة تستهدف تحضير مسرح عمليات لتوسيع الحرب، والعبور من الشمال والشرق لوضع هدف تدمير إسرائيل موضع التنفيذ.
4- يتخوفون  من أن اطالة أمد الحرب لاستهلاك ما تبقى من عناصر قوة إسرائيل وحلفها وتأزيمها والاستثمار بالانتخابات الأميركية ومساراتها، كان عن سبق تصور وتخطيط من محور المقاومة على رأسه إيران وحزب الله ويفترضون ان الوقت قد حان والعصف ات وستكون جولة فصل.
5- يستندون إلى أن نتنياهو ارتكب الحماقة لأسبابه الشخصية وخالف نصائح الموساد والأجهزة والقادة، وتورط ولم يعد قادراً على التحكم، بما في ذلك وقف الحرب وتجرع كأس الهزيمة في ان يقبل الهدنة من دون تحقيق أي من الاهداف. ويرون في تصدع مجلس الحرب وتهديدات غانتس وقائد الاركان ولبيد بمثابة مؤشرات جدية على يقين القيادة العسكرية بالهزيمة والعجز وبخطر عصف الحرب شمالا وشرقا بمبادرة من المقاومة. ولهذا حدد غانتس موعدا للاستقالة ٨ حزيران.
على الضفة الاخرى سبق لإعلامين يصفون انفسهم انهم مطلعون وعارفون ومقربون من قيادة المحور ان اعلنوا حزيران شهر العصف والحسم والله اعلم.
في المعطيات المادية الملموسة وقائع واحداث وممارسات تعزز احتمال العصف قريبا في حزيران او بعده؛
– ما انجزته المقاومة في الجنوب من عمل متقن في سياق استراتيجي هادف. واعلان الحوثين المرحلة الرابعة وتحويل المتوسط الى مسرح حرب. وزف المقاومة شهدائها على طريق القدس وتحفيز الفصائل الفلسطينية واللبنانية للمشاركة العسكرية الفاعلة من جبهة الجنوب واقفال حزب الله خطوطه ورفضه التفاوض قبل وقف حرب غزة.
فالعارفون بعقل المقاومة يرونها وقائع واحداث منسقة ولأهداف استراتيجية مدروسة؛
– تحول الحرب من عملية تكتيكة في طوفان الاقصى العجائبية الى حرب طويلة استنزافية وفتح جبهات واسعة واشتباك اقليمي دولي عند الرد الإيراني.
– انسداد اي افق لتفاهمات ايرانية أميركية أو أميركية- روسية صينية على المنطقة والعجز المطبق عن انشاء تحالف أميركي عربي اسرائيلي لتعزيز مكانة إسرائيل والحاق هزيمة بغزة وحماس والمحور وانهيار مشاريع وطروحات ادارة عربية اممية لغزة. وانسداد الافق تماما امام اي ترويج لمشروع حل الدولتين بسبب تعنت اسرائيل وتحولها الى التطرف والدينية وغياب القوى الحاملة لمشروع حل الدولتين فيها.
– انشغال وعجز الادارة الاميركية عن لجم مغامرات نتنياهو وفشل كل جهودها لمنعه من عملية رفح.
– صلابة وتمكن المقاومة في غزة وحجم الاستنزاف والاشغال للجيش الاسرائيلي وخسائره المهولة وعودته للفتال في شمال فلسطين في ظل نقص العديد وانهاك القوة النظامية والتمردات في تلبية الحاجات من الاحتياط او تجنيد الحريديم.
هل يلتقط محور المقاومة الفرصة؟
هل حقا هو خطط وأدار الحرب بوتائر مختلفة على الجبهات ولم يستجب لصراخ المستعجلين والمتشككين تأسيساً وتحضيراً للجولة الكبرى؟
هل دنت لحظة التحرير والصلاة في الاقصى؟
الجواب الارجح؛ بنعم وقد نكون في الزمن الفاصل فان لم تشهر إسرائيل هزيمتها وتقبل وقفا للنار استباقا للعصف فكل الدلائل والمعطيات ترجح العصف اذا لم يقع في حزيران فبعده ليس ببعيد لناظره.
والحق يقال والواقع دليل قطعي؛ اسرائيل في اضعف ايامها وحلفها مأزوم ومنشغل عنها وعاجز عن خوض حروبها الانتحارية.
ما بلغته الامور لم يحصل صدفة ولا بقوة الزمن وحقائقه فحسب بل بإسناد وفعل فاعل قرر من اربعة عقود ونيف وعقد العزم على توفير وانضاج الظروف والشروط وموازين القوى لتحرير فلسطين.
وقد تحققت له الفرصة والقدرة والظروف .
هل تفوته؟
الأمر عنده وعند الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى