القاع الحوضي أثناء الحمل وبعده: ما هي النتائج المتوقعة؟

كتب ماهر بدر

طرحت سيدة حامل بطفلها الأول، وسمعت أمورًا كثيرةً عن التغيرات في القاع الحوضي أثناء الحمل والولادة. ما أصابها بال قلق قليلًا ولفضول بشأن ما تتوقعه. واحتاجت لشرح هذه التغييرات من خبراء مايو كلينك وتقديم النصائح حول الاستعداد لبقاء القاع الحوضي صحيًا بعد الحمل؟

وأوضح الدكتور طارق خليفة, أخصائي أمراض النساء والتوليد، النظام الصحي في مايو كلينيك، قائلاً: تعتبر عملية الحمل والولادة من التجارب التحويلية لجسد المرأة، التي تؤثر عليه بطرق عديدة. إحدى المناطق التي قد تتأثر هي القاع الحوضي، وهو حِجاب الحوض. تسند هذه العضلات الرحم والمثانة والأمعاء الغليظة والمستقيم.

في كثير من الأحيان، تتأثر هذه العضلات بالحمل والولادة، مغيرةً بعض وظائفها الحيوية. قد يشمل ذلك آليات حَصْر البراز والبول وإسناد الجدران المَهْبِلِيّ والرحم. يمكن أن يؤدي الدعم الأقل التَدَلِّي, عند تحرك الأعضاء داخل الحوض. قد يؤدي الرَضْخ الذي يصيب عضلات وأعصاب القاع الحوضي أيضًا إلى ظهور أعراض آلام حوضية التي تحدث مع المجامعة أو بدونها.

فيما يلي بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على القاع الحوضي أثناء الحمل والولادة وكيف يمكن لذلك أن يؤدي إلى اضطرابات القاع الحوضي مستقبلًا:
• التغيرات البدنية. تعاني حوالى 50% من النساء الحوامل من أعراض اضطرابات القاع الحوضي حتى قبل الولادة. أثناء فترة الحمل، يزداد وزن النساء — ليس فقط بسبب وزن الطفل ولكن أيضًا وزن المشيمة وزيادة حجم الدم والرحم المتضخم. يزداد الوزن الزائد من الإجهاد الواقع على عضلات القاع الحوضي، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسلس البول. الإمساك أمر شائع أثناء فترة الحمل، وخاصة في مرحلة الأشهر الثلاثة الثالثة. قد يؤثر وزن الرحم المتزايد والتغيرات الهرمونية على عملية الهضم، مما يؤدي إلى بطء أو صعوبة إخراج البراز. يمكن لأي إجهاد أو ضغط مرتبط بذلك أن يضعف عضلات وأعصاب القاع الحوضي بشكل أكبر.
• التغيرات الهرمونية. يخضع الجسم أيضًا لتغيرات هرمونية كبيرة أثناء الحمل مؤثرةً على صحة القاع الحوضي. تفرز المشيمة هرمون الرَيِلاَكْسِين لزيادة مرونة الأربطة في الحوض وتليين عنق الرحم. تعد هذه التغييرات جيدة لأنها تهيئ الجسم للولادة. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إضعاف الاتصال بين عظام الحوض ويؤدي إلى زيادة المرونة وعدم الاستقرار.
• التاريخ الطبي والمهني. بعض النساء يكن أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القاع الحوضي، ويزداد هذا الخطر مع الحمل. تتعرض النساء اللاتي لديهن تاريخ من الإمساك المزمن أو اضطرابات النسيج الضام أو التدخين لخطر متزايد. يمكن أن تتعرض النساء اللاتي يعانين من السِمْنَة أو اللاتي لديهن تاريخ في رفع الأحمال الثقيلة المتكرر، سواء في العمل أو من خلال تمارين رفع الأثقال، أيضًا لخطر متزايد.

يعتبر المخاض والولادة عوامل خطر لاضطرابات القاع الحوضي. تعتبر الولادة المهبلية، على وجه الخصوص، عامل الخطر الأكثر دلالة. أثناء الولادة، تتعرض عضلات القاع الحوضي لضغط هائل، خاصة أثناء المرحلة الثانية من المخاض، عندما تدفع المريضة دفعًا نشطًا. يزداد هذا الخطر مع عمليات الولادة الجراحية بالاستعانة بالتفريغ أو المِلْقَط.

يزيد المخاض قبل الولادة القيصرية أيضًا من خطر إصابة المرأة باضطرابات القاع الحوضي.

يكون القاع الحوضي لدى بعض النساء أكثر مرونة ويمكنه التعافي بسرعة، بينما قد تكون أخريات أكثر عرضة لمشاكل دائمة. تظهر الدراسات أنه كلما زادت عدد الولادات المهبلية لدى المرأة، زادت احتمالية إصابتها بخلل وظيفي في القاع الحوضي.

من المهم أن التذكر أن اضطرابات القاع الحوضي ليست نتيجة متروكة أثناء الحمل. مثلما تتناول النساء الحوامل فيتامينات ما قبل الولادة، وتجنب الكحول لتقليل مخاطر بعض الحالات الخِلْقِيَّة، فيمكن للمرأة اتخاذ خطوات لتقليل مخاطر اضطرابات القاع الحوضي.

وأضاف: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول نظام غذائي صحي مفيدان للطفل ومفيدان للقاع الحوضي أيضًا. وأوصي أيضًا بالتفكير بحضور دروس الولادة قبل الولادة. في كثير من الأحيان، تشمل هذه التمارين تمارين الإطالة والتنفس للمساعدة على تنسيق عضلات الحجاب والقاع الحوضي أثناء الولادة. يمكن لتمارين اليوغا أثناء الحمل والتدليك العِجَانِيّ أن يساعدا على إعداد القاع الحوضي عن طريق تحسين مرونة الأنسجة وقابليتها للتمدد للحد من خطر تعرضك لإصابات العِجَانِيّة عند الولادة.

عد القيام بذلك بشكل صحيح, تقوي تمارين كيغيل عضلات القاع الحوضي. لا يقوم حوالى 40% من الأشخاص بأداء تمارين كيغل بشكل صحيح في المرة الأولى. يمكن اختصاصي العلاج الطبيعي المساعدة في تحديد العضلات الصحيحة.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى