
“إسرائيل” ضربني وبكى وسبقني واشتكى
طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب من وزيرة الخارجية الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن “العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
وقال دياب في بيان: “نفذ العدو الإسرائيلي، بمدفعيته أولا وبطائراته الحربية ثانيا، عدوانا صريحا على السيادة اللبنانية، واعترف علنا بهذا الخرق الفاضح للقرار 1701، متذرعا بسقوط صواريخ مشبوهة الأهداف والتوقيت على شمال فلسطين المحتلة من الأراضي اللبنانية ولم تتبناها أي جهة”.
وشدد على أن “هذا العدوان الجديد والخطير يشكل تهديدا كبيرا للهدوء على حدود لبنان الجنوبية، بعد سلسلة من الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية للعدوان على سوريا”.
ودعا دياب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى “ردع إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية، لأن هذه الانتهاكات باتت تهدد القرار 1701 والاستقرار القائم منذ العام 2006”.
واسرائيل تشكو
وبعد ضربها عدة قرى وأراضٍ في الجنوب اللبناني ورد حزب الله عليها قصفاً، قدمت “إسرائيل” شكوى عاجلة لمجلس الأمن الدولي، وبينما دانت واشنطن هجمات حزب الله، اعتبرت الحكومة اللبنانية القصف الإسرائيلي أعمالا عدائية وانتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية.
سيناريو درامي
ومن جهة اخرى يبدو أن “أسرائيل” تتخبط داخلياً وتبحث عن السيناريو يرضي ويطمئن جمهورها، في مشهد لا يظهر حجم خسائر لحقت بها، بعد ردّ حزب الله الصاروخي، وانكفائها في أعقابه.
وفي مقابل انشغل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف، أمس في محاولة تظهير ما قال إنها دلائل على أن حزب الله غير معني بمواجهة مع إسرائيل، مشيراً في بيان له، إلى أن «حزب الله قام بإطلاق الصواريخ صوب مناطق مفتوحة في الجولان عن قصد، ما يدل على أنه يأخذ بالحسبان قوة الردع الإسرائيلية». وأضاف إن الجيش الإسرائيلي يدرس «الطرق الملائمة» للرد على القصف الصاروخي، وإن شدد في المقابل على أن «كل الأطراف لا تريد الحرب»، علماً بأن كوخاف أكد قبل ذلك بساعات أن «إسرائيل ستردّ بقوة على أي استهداف لها انطلاقاً من الأراضي اللبنانية».
بدوره، قال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أمير برعام، في حديث مع مسؤولي السلطات المحلية في الجليل، إن «حزب الله لم يقصد قصف البلدات المأهولة، بل مواقع في مزارع شبعا»، وطلب من المستوطنين العودة الى الحياة الطبيعية والروتين الاعتيادي.
وأمبر برعام، هو نفسه الذي أطلق في الأسابيع الأخيرة تهديدات ضد لبنان، وهدّد فيها بردود فعل مدمرة وغير مسبوقة، إن تجرّأ حزب الله على تهديد إسرائيل. وهي مفارقة تستأهل البحث ودراسة معانيها ودلالاتها.
وكان لافتاً أمس رد فعل قادة إسرائيل، من سياسيين وعسكريين، في أعقاب رد حزب الله الصاروخي على غارة العدوّ الجوية فجر الخميس: كثرة اجتماعات، والقليل من التصريحات والأفعال. إذ دعا رئيس الوزراء نفتالي بينيت إلى اجتماع طارئ لكبار المسؤولين في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، بمن فيهم وزير الأمن بني غانتس ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي وآخرون، للبحث في «خيارات إسرائيل».
وكالات